نجحت اللجنة الرئاسية في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء في توقيع اتفاق صلح بين الحوثي والقبائل بعد معارك دامت نحو شهر سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى. وبحسب وكالة الأنباء "سبأ" فإن الاتفاق نص على تسعة بنود تقضي بالوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار فور توقيع الطرفين بمراقبة وإشراف اللجنة ورفع النقاط التي أقامها الطرفان أثناء الأحداث الأخيرة من جميع الطرقات في أرحب وإنهاء أي تمركز على جوانب الطرق من الطرفين تحت أي ذريعة مع وضع نقطتين عسكريتين وتسيير الدوريات اللازمة من الجيش لضمان المرور الآمن للجميع ريثما تستقر الأوضاع. كما يقضي الاتفاق بتسليم نقاط التماس من الطرفين في اليوم الأول من التوقيع على هذا الاتفاق ووضع الجيش فيها حتى يستقر الوضع وإخلاء بقية الأرتاب والمواقع ونقاط التمركز جميعها أينما كانت بالتزامن من كلا الطرفين وذلك في اليوم الثاني من توقيع هذا الاتفاق حسب آلية تضعها اللجنة. ونص الاتفاق بأن على كل المدعوين المقاتلين من قبل الطرفين لمساندة الطرفين من خارج المنطقة أثناء المواجهات المسلحة يلزمهم التعاون مع الطرفين من أجل إحلال السلام من خلال إنهاء التواجد في منطقة أرحب بالانسحاب إلى مناطقهم ابتداء من اليوم الثالث وخلال أسبوع بمتابعة وإشراف رئيس وأعضاء اللجنة الرئاسية. وتضمن البند السادس أن اللجنة الرئاسية قررت بأن كل ما ترتب على المواجهات والأحداث من سقوط شهداء من منطقة أرحب تتحمل الدولة جبر ضرر أولياء الدم كون المواجهات نشأت بفعل تطورات لقضية عامة من خارج المنطقة وكذا بأنه لم يتبق أي دعوى أو طلب لأي طرف على طرف آخر. يأتي هذا الاتفاق بعد تراجع الحوثيين عن تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم توقيعه في وقت سابق، ورفض الحوثيون خروج المسلحين الوافدين إلى أرحب. وتحدثت مصادر قبلية عن خلافات بين الحوثيين من خارج أرحب وبين فارس الحباري أحد العناصر الموالية للحوثي من أبناء أرحب بعد توقيع الحوثي على وثيقةالصلح والتزامهم بإخراج بقية مسلحيهم من خارج أرحب. وأكدت المصادر بأن فارس الحباري اعترض على خروج مسلحي الحوثي حتى لا يتركوه وحيدا بعد أن تسبب بإدخال المسلحين إلى المنطقة في مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل لأبناء القبائل. وخاطب فارس الحباري قيادة الحوثي بقوله "نحن الآن أمام أصحابنا الغريم الشافي بعد كل ما قمتم به، وتريدون أن ترحلوا وتسلمونا لقمة سائغة لذوي القتلى والمتضررين من الحرب. وتحدثت مصادر قبلية أن مسلحي جماعة الحوثي غادرت أرحب عقب توقيعها الاتفاق بعد تكبدها أكثر من ثلاثمائة قتيل ومئات الجرحى. وذكرت المصادر أن فيصل بن حيدر أبرز قادة الحوثي القادمين من خارج أرحب نعت أبو نشطان والحباري بأنهم أطفال عملوا على تضليل السيد عبدالملك الحوثي وأوهموه أن لأنصار الله ثقل وشعبية في أرحب والتي أثبت الواقع عكسها تماماً. وأضافت المصادر أن بن حيدر توعد باسترجاع ما سلمه لعدد من مشايخ أرحب من بيت مال المسلمين لتسهيل مهمة أنصار الله التي تم الاتفاق عليها في أرحب والتي لم يتحقق منها شيء. وكان الشيخ عراف العبيدي رئيس ائتلاف أحفاد الزبير للثورة الشبابية الشعبية قد ذكر في صفحته على الفيس بوك أن أكثر من ثمانين سيارة تابعة بقيادة فيصل بن حيدر قد غادرت أرحب وتوجهت نحو سفيان فرارا من الموت الذي واجهه الكثير منهم -حد قوله. يُشار إلى أن قبيلة أرحب كانت قد عقدت اجتماعا قبليا في 30 ديسمبر 2013م لمشائخها ووجهائها وأعيانها والآلاف من أبنائها، وقعت فيه على وثيقة نصت على تأمين القبيلة ومناطقها وطرقها، وذلك بعد أن رصدوا وجود عصابة مسلحة وغرباء ليسوا من أبناء القبيلة وإنما أتوا من مناطق أخرى من سفيان وصعدة. وكان الدكتور محمد السعدي,نائب رئيس فريق الحكم الرشيد بمؤتمر الحوار الوطني، قد أكد أن ما يجري من حرب في عمران وأرحب مؤشر على أن الحوثي لا يريد تسليم السلاح ولا الالتزام بمخرجات الحوار. وقال السعدي في مداخلة سابقة مع قناة الجزيرة "إن ما يجري من حروب اليوم يؤكد صوابية دعوتنا خلال مؤتمر الحوار بضرورة سحب السلاح وبسط الدولة نفوذها على مختلف المناطق اليمنية.