فشلت اللجنة الرئاسية المُشكلة من القوى السياسية في التوصل إلى أية اتفاقات أو حلول مع جماعة الحوثي، وعادت، الأحد، إلى العاصمة صنعاء بخيبة أمل من النقاشات والحوارات التي تمت خلال ثلاثة أيام مع جماعة الحوثي في صعدة. عادت اللجنة صباح الأحد، وقدمت تقريرا عاجلا للرئيس هادي قالت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" إنه "لم يكن كما كان المأمول من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة واستقرار اليمن". مضيفة أن أعضاء اللجنة "أعربوا جميعا عن خيبة أملهم إزاء ما جرى من نقاش وتداول مع الحوثي"، وأنهم سيقدمون تقريرهم النهائي بعد ذلك إلى الرئيس في اجتماع موسع لقيادات الدولة والحكومة ومستشاري الرئيس، مشيرة أنه سيتم استعراض التقرير أمام اجتماع وطني حاشد لمجالس النواب والوزراء والشورى والقيادات الحزبية والهيئات الرقابية ولجنة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، ستحضر هذا اللقاء الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة. وفقا للوكالة. الناطق باسم اللجنة الدكتور عبدالملك المخلافي، أوضح أن عودة اللجنة جاءت بعد أن رفض الحوثي كل الحلول والمقترحات التي قدمت في كل القضايا، مضيفا أن اللجنة ستضع اللقاء الوطني الموسع والشعب والرأي العام اليمني والعربي والدولي في صورة ما قدمته من حلول وما بذلته من جهود قال إنها "قوبلت بالرفض والتعنت والاصرار على تجاهل الواقع والمخاطر". المخلافي كان قد أشار إلى أن اللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات أحمد عبيد بن دغر وكامل أعضائها، التقت عبدالملك الحوثي، وعقدت، الجمعة الماضية، ثلاثة لقاءات متتالية مع قيادات الحوثي وزعيم الجماعة جرى فيها النقاش "وتبادل الأفكار وبلورة المقترحات ونقاط الاتفاق والحلول لمعالجة الوضع الراهن، بما يحقق مصلحة الشعب والوطن". قدمت اللجنة. مسودة اتفاق شامل، اتفق على مواصلة اللقاء يوم السبت. بوادر اتفاق كانت بدت مؤشراتها، السبت، مع تواصل اللقاءات. مصدر في اللجنة قال يومها لموقع "الأهالي نت" أن ثمة مؤشرات ايجابية للاتفاق، مشيرا إلى أن الاجتماع الختامي للجنة مع قيادات الحركة سيعقد الأحد (الماضي). لكن ذلك الاجتماع فشل وفشلت المفاوضات واضطرت اللجنة إلى المغادرة. أمين عام حزب الحق وعضو اللجنة الرئاسية حسن زيد، قال إن اللجنة قدمت مسودة متكاملة لحلحلة الأوضاع تضمنت مخارج ممكنة لجميع الأطراف ومقترحات كثيرة وحلول وصفها بأنها جيدة وأنها "بأكثر من مطالب الحوثي"، مضيفا: إلا أننا اكتشفنا أن ما قدمناه وما قمنا به مجرد رمل تطاير في الهواء". زيد قال في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية أن تلك الجهود والحلول قوبلت بانسداد كافة الأفق من قبل جماعة الحوثي. مضيفا: كدنا أن نصل إلى حل، واكتشفنا أننا بنينا اتفاقيات من رمل". مشيرا إلى أن آخر اجتماع عقد بشكل منفرد بين رئيس اللجنة بن دغر، وبين عبدالملك الحوثي استمر لمدة أربع ساعات متواصلة، "لكن الاجتماع خرج ولم يحقق أي نتائج ايجابية". وزاد أن اللجنة استنفذت كل جهد ووصلت إلى طريق مسدود، وأن الوضع بات بحاجة إلى "معجزة". المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، قال إن اللجنة قدمت عروضا تضمنت عدم مناقشة موضوع الجرعة. متهما اللجنة بأنها "لم تكن مخولة لطرح القضايا بشكل واضح أو تناول البدائل المطلوبة التي تساعد الشعب على تجاوز الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها". مضيفا: "اتضح (أعضاء اللجنة) أنهم غير مخولين للنقاش في القضايا التي طالب بها الشعب اليمني وإنما يحملون رسالة أن نستجيب لموقفهم دون إيجاد حلول واضحة". عبدالسلام أضاف: ومع أننا قدمنا لهم الكثير من البدائل والحلول من أجل إيجاد صيغة تمثل حلا لمطالب الشعب اليمني وتزيل المخاوف التي يطرحونها إلا أنهم رفضوا كل تلك الحلول". وقال أنه كان المفترض أن تحمل اللجنة رسالة إلى الرئيس "توضح البدائل التي طرحناها والقضايا التي تم تناولها". مضيفا: فوجئنا بهم يغادرون صعدة صباح يومنا هذا.. وسنقوم بإرسال رؤيتنا للمعالجات إلى رئيس الجمهورية". اللجنة التي يرأسها بن دغر تم تشكيلها، الأربعاء الفائت، في لقاء موسع عقده الرئيس هادي بكبار مسؤولي الحكومة والنواب والشورى، مكونة من 10 أشخاص، بينهم: رئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان، والقيادي المؤتمري سلطان البركاني، وعضو البرلمان عبدالعزيز جباري، والقيادي الإشتراكي يحيى منصور أبو أصبع، القيادي الإصلاحي محمد قحطان، عبدالحميد حريز، مبارك البحار. وصلت اللجنة الخميس إلى صعدة على متن طائرة خاصة. مغادرة اللجنة صعدة جاءت بعد تحذير وجهه لها القيادي والناشط الحوثي صالح الصماد، وقال إن فترة الضيافة التي لا تتجاوز الثلاثة أيام انتهت. مهاجما اللجنة، واصفاً إياها بأنها "تراوغ في صعدة لكسب الوقت واستعادة الأنفاس"، داعياً إياها إلى زيارة قصيرة لقبر حسين الحوثي والمغادرة فوراً، قبل أن تحل عليهم اللعائن -حد قوله.