قررت كليات بجامعة الحديدة ومدارس أخرى بالمحافظة تعليق الدراسة خوفاً على طلابها، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة بين جماعة "أنصار الله" الحوثيين و"أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة. وكانت عمادة كليات التربية والتجارة والحاسوب بجامعة الحديدة قد قررت تعليق الدراسة خوفاً على طلابها، ونتيجة الأضرار التي لحقت بالمبنى نتيجة الانفجارات جراء هجوم استهدف منزل اللواء علي محسن، الخميس الماضي، الذي يتخذه الحوثيون مقراً لهم، ويفصله عن الكليات بضع أمتار فقط. الدكتور حسن المطري، عميد كلية التربية بجامعة الحديدة، قال في اتصال هاتفي ل"الأهالي" إن أضراراً كبيرة لحقت بالمعامل والقاعات الدراسية والمكاتب الادارية نتيجة الانفجار العنيف أدى إلى تناثر الشبابيك الزجاجية والمواد في معامل الكلية والآلات. مضيفا: "واضطرينا إلى تعليق الدراسة حتى إشعار آخر وايضاً تخوفنا على الطلاب والطالبات من مشاكل قد تحدث لاحقاً، بسبب الصراعات". أما إدارة مدرسة عذبان الأساسية الثانوية بالمحافظة فقد قررت هي الأخرى تعليق الدراسة خوفاً على الطالبات من أي أعمال عنف تستهدف القلعة التاريخية الذي يتخذها الحوثيون مقراً لهم منذ احتلالها وتقع بجوار المدرسة مباشرة. وحملت إدارة المدرسة السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب التربية والتعليم والسلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمديرية وكافة مسؤولي المحافظة مسؤولياتهم حتى لا يتكرر سيناريو جريمة رداع التي راح ضحيتها العشرات من الطالبات إثر اندلاع المواجهات بين الحوثيين و"أنصار الشريعة". تقع مدرسة عذبان للبنات بالقرب من قلعة الحديدة التاريخية التي يتمترس فيها الحوثيين منذ دخولهم المحافظة والذين أصبحوا هدفا للقاعدة، ما ينذر بخطر يتهدد طالبات المدرسة التي لا يفصلها عن القلعة سوى شارع لا يتجاوز أربعة أمتار. مخاوف وتحذيرات دعا ناشطون السلطة المحلية ومكتب التربية بالمحافظة إلى تحمل مسؤولياتهم قبل حدوث أي كارثة -لا قدر الله- في حال اندلاع مواجهات بين الحوثيين و"أنصار الشريعة". محذرين من خطورة نقل الصراع بين تلك التيارات إلى محافظة الحديدة المسالمة، خصوصاً بعد تزايد نشاط عمل تنظيم القاعدة والجماعات بصورة كبيرة بالتزامن مع تحركات الحوثيين واستيلائهم على عدة محافظات. وشوهدت عشرات الأطقم التابعة للحوثيين تحمل مسلحين يتجهون إلى مدينة الحديدة -عشية الهجوم على تجمع لهم- قادمة من الجهة الشمالية كتعزيز لأنصارهم في المحافظة. كما انتشر العشرات منهم حوش هيئة تطوير تهامة وساحة الجامعة والخط البحري والكورنيش تحسباً لأي هجوم آخر. فيما حذر ناشطون وسياسيون من تحول مدينة الحديدة الآمنة إلى بؤرة صراع مذهبي وطائفي يلقي بويلاته على أبناء المحافظة. اقتحام منزل المحافظ اقتحم مسلحون حوثيون، مساء الجمعة، منزل محافظ الحديدة صخر الوجيه، وتمركزوا بداخله. وأكد مصدر مقرب من المحافظ أن الحوثيين اقتحموا المنزل، غير أن الوجيه لم يكن متواجدا فيه. موضحا أن الوجيه غادر منزله برفقة عائلته الأربعاء الماضي، إلى مكان غير معروف. ولم يبين المصدر، طبيعة وأهداف عملية الاقتحام، كما لم يتم معرفة الأعمال التي نفذها مسلحو الحوثي خلال عملية الاقتحام. سياسي سلفي يتهم الحوثيين باختطاف علمائهم القيادي في حزب الرشاد السلفي أسامة الزومي، اتهم الحوثيين باختطاف إمام جامع "الرحمة" بشارع جيزان بمدينة الحديدة وآخرين. مشيرا إلى أن حوثيين حاولوا شعارات حوثية على محراب المسجد الذي يقوم عليه الشيخ أمين جعفر، وحدث شد وجذب بين المصلين والشيخ من جهة والحوثيين من جهة أخرى، انتهت بخروج المسلحين من المسجد مهددين بالعودة. حد قوله. ويضيف الزومي: "ليس ثمة ما يدعو لتواجد من يطلق على نفسه اللجان الشعبية في محافظة تنعم بالأمان والاستقرار، وتُعدُّ ملجأً للهاربين من مناطق التوتر الملتهبة". انتهاكات الناشط الحقوقي غالب القديمي، مسئول وحدة الرصد بمنظمة مناصر للحقوق والتنمية، تحدث ل"الأهالي" عن أبرز الانتهاكات الحوثيين في الحديدة منذ اجتياحها. حيث تمثلت في مصادرة المؤسسات الحكومية واختطاف الناشطين. مضيفا: لقد قامت جماعة الحوثي باقتحام مؤسسات عامة مثل مجمع النيابات ومبنى المحافظة وميناء الحديدة وكلية التربية في زبيد وإدارة أمن الجراحي ومبنى اللجنة العليا للانتخابات بالمحافظة ونادي الضباط ودار الضيافة بهيئة تطوير تهامة وبيت المحافظ واقتحام مرافق خاصة مثل مستشفى 22مايو". *المادة عن إسبوعية الأهالي