أعلنت الحكومة اليمنية اعتزامها عقد اجتماعها الدوري الأسبوع القادم في مدينة عدن، جنوب البلاد، في وقت وصل رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح المدينة، يوم الخميس، في زيارة للمحافظة هي الأولى يقوم بها منذ توليه منصبه في نوفمبر الماضي. الرواية الحكومية قالت إن الزيارة تهدف للاطلاع على أوضاع عدن وتفقد المشاريع فيها. وأن الاجتماع الحكومي سيشمل مزاولة الوزراء أعمالهم لمدة أسبوع في المكاتب الحكومية في عدن. بينما تشكو حكومة بحاح عدم تمكنها من ممارسة أعمالها في ظل إحكام جماعة الحوثي سيطرتها على مؤسسات الدولة منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد الجماعة في 21 سبتمبر الماضي. ويشكو وزراء من تدخل الحوثيين في أعمالهم وصلاحياتهم. بحاح، وهو أبناء محافظة حضرموتالجنوبية، سبق وهدد باستقالة حكومته في عدم توقف الحوثيين من التدخل في عمل الحكومة. بينما يجد وزراء الحكومة صعوبات في حضور وعقد اجتماعهم الحكومي الأسبوعي في مقر مجلس الوزراء في ظل انتشار الحواجز والنقاط الأمنية التابعة للجان الشعبية التابعة للحوثيين في الشوارع والأحياء وصولا إلى مقر الحكومة ومؤسسات استراتيجية. وانتشار المسلحين في الشوارع والأحياء المحيطة بمقر الحكومة حيث تتواجد في تلك المنطقة عدد من المقرات الحكومية الهامة كمجلس النواب والبنك المركزي اليمني. ومع استمرار الضغوط والمضايقات في العاصمة صنعاء تجد السلطة والحكومة في مدينة عدن متنفسا بديلا للهروب من الأمر الواقع. الأسبوع الماضي أطلقت وزيرة الاعلام نادية السقاف، من مدينة عدن توجيهات بمنع طباعة وتوزيع صحيفة "الثورة" كبرى الصحف الحكومية، بعد سيطرة الحوثيين عليها. لم تتمكن الوزيرة من منع سقوط المؤسسة التي تصدر عنها الصحيفة وصحف ومجلات أخرى بيد الحوثيين في صنعاء، وفشلت توجيهاتها في منع صدور الصحيفة من مقرها الرئيسي شمال العاصمة، وزارت الوزيرة مكتب الصحيفة بعدن وأصدرت من هناك توجيهات تبددت كسابقتها. في الصعيد ذاته، تحدثت تقارير اعلامية أن طائرة رئاسية لا تزال في مطار عدن الدولي منذ أسابيع مع استمرار سيطرة الحوثيين على مطار صنعاء الدولي. الرئيس هادي، وهو من أبناء محافظة أبينالجنوبية، سبق وهدد باستقالته من منصبه ومغادرة العاصمة إلى عدنالجنوبية، مع تزايد الضغوط التي يفرضها الحوثيين على هادي الذي يخوض في ذات الوقت صراعا حادا مع سلفه علي صالح، زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام.