"تعز" رأس الحربة في كل التحولات والثورات خلال القرن الأخير من تاريخ اليمن السياسي، وهي أيضا الثقل السكاني والسياسي والثقافي والعمق المدني والحضاري في اليمن. وتمتلك الحالمة قوة معنوية هائلة من خلال انتماء معظم قيادات المجتمع المدني والأكاديميين والمتعلمين إليها. يبدي أبناء تعز رفضهم المتصلب لدخول الجماعات المسلحة محافظتهم، ومن بينها جماعة "أنصار الله" الحوثيين. القيادي الحوثي صادق أبو شوارب، توعد بنشر "اللجان الشعبية" التابعة للحوثي في كل محافظاتاليمن وقال إن "تعز لن تكون استثناء". أبو شوارب، وهو قائد اللجان الشعبية بتعز دخل تعز الأسبوع الماضي معية 50 مركبةً محملة بالمسلحين قال: "إذا أراد شوقي هائل (محافظ تعز) مواجهة ثورة 21 سبتمبر فعليه مراجعة حساباته". مضيفا أن تعز "ليست اقطاعيةً خاصةً لفتحي توفيق ومدير الأمن، ولن تكون موطئ قدم لثورة مضادة تموّلها السعودية". داعيا المحافظ ومدير الأمن إلى تسليم المتورطين في "جرائم الاغتيالات إلى القضاء". المحافظ شوقي: لا نخاف التهديد، وتعز لن تركع جدد محافظ تعز شوقي هائل رفضه القاطع للأعمال المسلحة التي تنتهجها جماعة الحوثي، وقال أنه "لا أحد يقوم مقام الدولة فالأجهزة الأمنية تؤدي دورها بشكل كاملٍ وعلى أكملِ وجه ولا يوجد داعٍ لتشكيل لجان شعبية". موضحا أن الأجهزة الأمنية أحبطت عدد من محاولات الاغتيال كانت تستهدف شخصياتٍ كبيرةً بالمحافظة خلال الفترة الماضية. المحافظ شوقي كان يتحدث، الأسبوع الماضي، أمام لقاءٌ تشاوريٌ ضم قيادة المحافظة ومكوناتها السياسية شهد تهديداتٍ وملاسنة أدت إلى انسحاب ممثلي الحوثي بعد رفض المتواجدين كلياً أيَّ تواجدٍ مسلح بالمحافظة. أضاف شوقي: ليعلم الجميع أني سأقوم بواجبي باعتباري ابن هذه المحافظة ومحافظاً لها، وإذا لم يعجبهم هذا فهناك 3 خيارات في ظل ِهذا الظرف الصعب والحرج: الخيار الأول هو مطالبة الرئيس بإقالتي. والثاني مطالبة وزير الادارة المحلية بإقالتي. والثالث: هو استقالتي، وهذا لن يكون، وتعز تواجه خطراً يهدد مدنيتها في هذه المرحلة". النائب المؤتمري عبدالسلام الدهبلي انتقد كلمةَ ألقيتْ باسم "أنصار الله"، واصفاً اياها بخطبة الحجاج "إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها". مضيفاً أن كلمة الحوثيين وكأنها "بمثابة محاكمة تعز، وكأنهم على رأس المحكمة يحاكمون هذه الوجوه". في إشارةٍ منه إلى الحاضرين. ممثل الحوثيين سليم مغلس انسحبَ من اللقاء وكسر قلمه وقال إنَّ هذا آخر اجتماعٍ يشهده الحوثيون مع السلطات المحلية والمكونات السياسية. وأثار هذا الانسحاب استياء جميع المكونات السياسية والسلطات المحلية في المحافظة. وقال مغلس "كفانا خطابات لامتصاص الوضع ولا بدَّ من وضع النقاط على الحروف لإيجاد ثمرة ملموسة". مشترك تعز يرفض قيام الجماعات مقام الدولة القيادي الناصري محمد الصبري، قال إن تواجد المسلحين في تعز "ظاهرةٌ شاذة وغير طبيعية ومرفوضة بالإجماع الوطني لأنها تريدُ أن تُحكِمَ سيطرتها وتتحكم بحجة اجتثاث الفساد". مضيفا في تصريح ل"الأهالي" أن تغيير الفساد لا بد أن يأتي عبر مؤسسات الدولة "أما غير ذلك فهو فسادٌ من نوعٍ آخر". موضحاً "موقفنا واضح من قبل سقوط صنعاء بأنَّ هذه الظاهرة المسلحة وجماعات العنف والصراع لا يمكن أن تقوم مقام الدولة". رئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح بتعز أحمد عبدالملك المقرمي، قال إنَّ موقف الاصلاح من تواجد المسلحين في المحافظة متطابق تماماً مع موقف السلطة المحلية "وعلى رأسها الأخ شوقي هائل، محافظ المحافظة". مضيفا في تصريحٍ ل"الأهالي" إن القوى والمكونات السياسيتين بتعز تعملُ حفاظاً على الأمن والاستقرار "بعيداً عن أيِّ مليشيا تتواجد في المحافظة". وأعرب المقرمي عن مساندة القوى السياسية لموقف الجانب الرسمي وكلمة المحافظ التي ألقاها بوضوح وصرامة. مضيفا أن الموقفَ الرسميَّ لقي ترحيباً واسعاً من كل أبناء المحافظة بمختلف شرائحهم ومكوناتهم السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقطاع الشباب والمرأة وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية من الوجهاء والمشايخ. حد قوله. مشددا موقف الاصلاح الرافض "لأي مليشيات تريد أن تحل محل الدولة". مضيفاً أنَّ التواجد المسلح بالمحافظة "مرفوضٌ شعبياً ورسمياً ليس فقط لدى الإصلاح أو اللقاء المشترك وإنما من كافة أبناء تعز بمختلف أطيافهم". مدينة سلام الناشطة الحقوقية والقانونية إشراق المقطري، قالت إنَّ تعز "ترفض تواجد المليشيا في تعز كونها مدينة سلام عبر تاريخها". مضيفة في تصريحٍ ل"الأهالي" أن تعز "لم تؤمن يوماً بغير مشروع الدولة، وأبنائها كانوا وقودا طيلة التاريخ الحديث لهذا المشروع؛ ولن يتخلوا أو يتنصلوا عن تضحيات آبائهم وأجدادهم". وقالت المقطري: "رسالتنا للجميع، أن القوة لم تبنِ يوماً ما بلداً ولم تصنع نهضة.. يكفينا صراعاتٍ ونزاعاتٍ مزقت كل مشاريع الأحرار ونضالاتهم". ورحبت بالإجراءات التي اتخذتها المحافظة ممثلةً بكلمة المحافظ شوقي "كونها تساندُ الموقف الشعبي العام واستعدادهم للتعبير عن رفضهم بشتى الأساليب الحضارية، وهي رسالةٌ واضحةٌ بتذكير اتفاق الشراكة الذي عقد برعاية اللواء الصبيحي". *عن أسبوعية الأهالي