أفادت مصادر حكومية أن جماعة أنصار الله الحوثيين شكلوا حكومة "أمر واقع" في ظل استقالة حكومة الكفاءات برئاسة خالد بحاح، بينما دعت اللجان الثورية التابعة للجماعة موظفي أجهزة الدولة إلى ممارسة أعمالهم "بشكل طبيعي لتفويت الفرصة على كل حاقد ومتربص بالوطن إرضاء لأجندات خارجية أو مصالح شخصية". المصادر الحكومية قالت ل"الأهالي" إن الحوثيين عينوا أشخاصا تابعين للجماعة لإدارة الوزارات والقيام بمهام الوزراء في الحكومة المستقيلة. وسبق وفرضت الجماعة عناصر من قبلها لإدارة بعض مؤسسات الدولة والأجهزة الحكومية تحت مبرر "محاربة الفساد"، وهو ما سبق ورفضته حكومة بحاح بشدة وطالبت الجماعة بسحب عناصرها ومسلحيها من المؤسسات ووجهت الوزراء برفض أية تدخلات في أعمالهم. مستشار رئيس الجمهورية عن الحوثيين صالح الصماد، ومدير مكتب زعيم الجماعة مهدي المشاط، زارا، الجمعة الماضية، رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح إلى محل إقامته بصنعاء المحاصر من قبل الحوثيين، لمحاولة إثنائه بالعدول عن الاستقالة. لكن بحاح أكد موقفه أكد أن استقالته أصبحت نهائية ولا رجعة عنها. وفقا لما ذكر موقع صحيفة "الوسط". الصماد دعا بحاح للعودة عن استقالته والاستمرار في حكومته إلا أن الأخير أكد رفضه لطلب كهذا وهو ذات الموقف الذي أكده لمبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر أثناء استقباله له. ولايزال رئيس الحكومة المستقيل يقبع تحت الحصار المحكم على منزله بصنعاء رغم من زيارة القياديين الحوثيين له. بينما أصدرت جماعة الحوثي قائمة حظر من السفر عبر كافة المنافذ الجوية والبرية من العاصمة صنعاء لكافة قيادات الدولة والحكومة، عسكريين ومدنيين وبالذات الجنوبيين. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر قولها إن المسلحين الحوثيين أعادوا عدد من القيادات السياسية والعسكرية من مطار صنعاء أثناء محاولتهم مغادرة العاصمة إلى مدن أخرى أو إلى خارج البلد، مع تسارع انهيار الوضع السياسي الذي دمّر الأخضر واليابس. بينما قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن جماعة الحوثيين تحاصر العديد من وزراء حكومة الكفاءات المستقيلة. وفرض مسلحون حوثيون، السبت الماضي، حصارا على منزل وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، بالعاصمة وهددوا باقتحامه. مسلحو الجماعة يفرضون حصارا على منازل 7 من الوزراء الجنوبيين المستقيلين بصنعاء، ويمنعونهم من مغادرة منازلهم. كما يفرض المسلحون حصارا على منازل وزراء آخرين وقيادات في الدولة. الحزب الاشتراكي اليمني أدان استمرار حركة أنصار الله "الحوثيين" في فرض حصار على منزل نائب أمين عام الحزب ووزير الشئون القانونية الدكتور محمد المخلافي، بمجموعة من المسلحين منذ الخميس الماضي بعد تقديم الرئيس هادي والحكومة استقالتهما. مصدر رفيع في الأمانة العامة للاشتراكي قال في تصريح نشره موقع "الاشتراكي نت" المتحدث باسم الحزب، أن هذا الاجراء الذي تقوم به حركة أنصار الله يتنافى مع حقوق الانسان وأخلاقيات العمل السياسي، مضيفا أن هذا الاجراء يتخذ في ظل تفاوض وحوارات بين الحزب والمكونات السياسية الأخرى بما فيهم أنصار الله للبحث عن حلول للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. مؤكدا أن استمرار هذا الاجراء غير شرعي وغير قانوني ويخلق صعوبات جديدة ويولد سوء فهم بين أطراف الحياة السياسية، مشددا على أنه إجراء لا معنى. حد قوله. مطالبا أنصار الله بسرعة رفع مسلحيها المحاصرين لمنزل المخلافي وبقية الوزراء. بينما حمل وزير الإدارة المحلية في الحكومة المستقيلة الحوثيين مسئولية سلامته وأفراد أسرته وناشد، الأحد، المنظمات التدخل لرفع الحصار عن منزله. الوزير عبدالرقيب فتح طالب الجهات المختصة برفع الحصار عنه وعن أسرته، مطالبا منظمات المجتمع المدني للوقوف ضد هكذا تصرفات غير قانونية. كما طالب نقابة المحامين وكل المحامين الشرفاء برفع قضايا أمام المحاكم دفاعا عنه وأسرته. محملا في منشور له على صفحته في فيس بوك، المكتب السياسي لأنصار الله رئيس وأعضاء، كل المسئولية عن كل ما يتعرض له. مشيرا أنه يسكن في منزل بحي محدودي الدخل، في المدينة الحضرية بسعوان، ولا توجد بينه وبين أحد أي عداوات أو مشاكل. مضيفا: لذا أرفض كل ادعاءات الحماية لي، من أي جهة كانت، واعتبر إجراء فرض الإقامة الجبرية علي وأسرتي وتقييد حريتنا، إجراء مخالف للقانون ولا يستند لأي شرع". حكومة الكفاءات قدمت استقالتها للرئيس هادي، الخميس الماضي، وقالت إنها قبلت تحمل مسئولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً. مضيفة أنها رغم الفترة القصيرة التي عملت فيها منذ السابع من نوفمبر 2014م، والحصول على ثقة البرلمان في 18 ديسمبر 2014م، استطاعت أن تعطي الشعب والقيادة مؤشرات حقيقية تدل على ما كان يمكن أن تقدمه لهذا الوطن، "ولكن يظهر بأن الأمور تسير في طريق آخر.. لذا فأننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أو نظام". وفقا لما جاء في نص الاستقالة. قالت الحكومة إنها حاولت ما أمكن أن تخدم الشعب الوطن بكل ما استطاعت من قوة وعلم وكفاءة ومسئولية وضمير، لكنها عندما أدركت أن هذا لا يمكن؛ قررت تقديم استقالتها للرئيس والشعب حتى لا تكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا تتحمل مسئولية ما يقوم به غيرها أمام الله وأمام الشعب. يجدر الإشارة إلى إن الحوثيين قاموا في وقت سأبق بتعيين (صلاح عزيز) للقيام بمهام وزير الكهرباء، وتعيينمقرب لهم بديلا مدير عام كهرباء الريف، كما قاموا بتغيير مدير مكتب الوزير وطاقم المكتب وتعيين أشخاص مقربين من جماعة الحوثي.