من المقرر أن يستعرض مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس تقريرا يقدمه السفير جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2014 بشأن متابعة التسوية السياسية في اليمن. وأوضحت مصادر مطلعة أن بن عمر سيعرض في تقريره للتقدم المحرز في العملية السياسية في اليمن ونتائج لقاءاته الميدانية التي أجراها خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء مع مختلف الأطراف السياسية. وأضافت المصادر أن بن عمر سيتناول في تقريره الجهود السياسية المبذولة لتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتحضيرات الجارية لتنظيم وعقد الحوار الوطني والذي ستشارك فيه مختلف القوى والأطياف السياسية. ويأتي اجتماع مجلس الأمن بعد أن كان الاتحاد الأوروبي أصدر بيانا قبل الاثنين الماضي عبر فيه عن بالغ قلقه إزاء جميع محاولات عرقلة عملية الانتقال في اليمن، ودعا كافة الأطراف إلى الالتزام بالتعهدات المنصوص عليها في المبادرة الخارجية والآلية التنفيذية بنوايا مخلصة. وأشار الاتحاد إلى الرئيس هادي قد أشار إلى اعتزامه تنفيذ المبادرة وعليه فأن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمساعدته والبحث في كافة الخيارات المتاحة لضمان امتثال كافة الأشخاص الذين يصرون على تقويض أو معارضة الانتقال السياسي في اليمن. وذكر الاتحاد الوروبي بقرار مجلس الأمن 2014 الذي يدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بتسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفذية. فيما حذرت الولاياتالمتحدة أمس الأربعاء أنصار الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح أنها قد تجمد أموالهم إذا عرقلوا انتقال السلطة في البلاد. وأصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمرا تنفيذيا يجيز للسلطات الأمريكية فرض عقوبات على أعضاء الحكومة اليمنية أو غيرهم إذا عرضوا للخطر استقرار اليمن وخاصة إذا عرقلوا تنفيذ اتفاق 23 من نوفمبر تشرين الثاني الذي أنهى حكم صالح الذي استمر 33 عاما. ويهدف هذا الأمر إلى تدعيم الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي منح واشنطن حرية تحرك أكبر كثيرا لمهاجمة جماعة القاعدة في جزيرة العرب ومقرها اليمن والتي ألقي عليها اللوم في مؤامرة فاشلة يوم عيد الميلاد عام 2009 لشن هجوم بقنابل مخبأة في ملابس داخلية. وفي رسالة إلى الكونجرس قال أوباما أنه أصدر الأمر التنفيذي بسبب "الأفعال والسياسات التي تصدر عن بعض أعضاء الحكومة اليمنية وآخرين لتهديد سلام اليمن وأمنه واستقراره." غير أن الأمر لم يحدد أحدا من الذين قد يتم تجميد أموالهم في الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون أمريكيون أن هذا الأمر يهدف إلى مساندة هادي بردع كل من يسعى إلى تقويض حكومته. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "لن أسمي أسماء ... لكن لا شك في أن الهدف منه اليوم هو أن يكون رسالة لمن يحاولون عرقلة انتقال السلطة مؤداها أن لدينا هذه الأداة التي يمكن ان نستخدمها ضدهم وانه يجب عليهم التفكير ثانية في السياسات التي يحاولون متابعتها." وأيدت واشنطن خطة انتقال السلطة التي جعلت هادي رئيسا لليمن خلفا لعلي عبد الله صالح وذلك بعد احتجاجات حاشدة استمرت عاما انقسمت خلاله صفوف الجيش مما أثار شبح الحرب الأهلية. وينص الاتفاق على أن يقود الرئيس الجديد اليمن خلال فترة تستمر عامين على أمل أن تتمكن البلاد من استغلال هذه الفترة في إنهاء الفوضى السياسية. ويأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار تمرد بقايا عائلة صالح على قرارات هادي وتعثر تسلم قائد اللواء الثالث مدرع حرس جمهوري المعين بقرار جمهوري العميد الركن عبدالرحمن الحليلي. ويقود أركان حرب اللواء عبدالحميد مقوله تمردا بأوامر من عائلة صالح ضد القائد الجديد ومنعه من مزاولة عمله. فيما لم يسلم قائد الحرس الرئاسي الخاص المبعد طارق محمد عبدالله صالح (نجل شقيق صالح) منصبه الذي أبعد منه بقرارا جمهوري وتم تعيين العقيد الركن صالح محمد عبد ربه أحمد الجعيملاني قائداً للحرس الخاص فيما تم تعيين العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح قائداً للواء 37 مدرع.