استكمالاً لمناقشة أصحاب «الوثيقة الفكرية والثقافية» في دعواهم أن الله «يهيئ في كل عصر من يكون – من أهل البيت– مناراً لعباده وقادراً على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها» سَنُعَرِجُ في هذه الحلقة على ما قالوا إنها منهجيتهم في إثبات وتعيين ذلك الذي زعموا أن الله يهيئه منهم؛ هذه المنهجية التي لم يُفصِحُوا حتى عن خطوطها العريضة، فضلاً عن تفاصيلها الدقيقة، وإنما اكتفوا في تعريفها بقولهم: «ومنهجيتنا في إثباته وتعيينه هي منهجية أهل البيت عليهم السلام». ربما تَحسُن الإشارة إلى أن (الإمام) هو عَينُه الذي يَعنِيه أصحاب «الوثيقة» ب «القادر على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها!!». ومن ثم فإن المنهجية التي يتحدثون عنها هي منهجية إثبات الإمام وليس أي شيء آخر.. فلا يتبادر إلى الذهن أنهم يعنون بالقائم بأمر الأمة غير الإمام أو المصطفى، وإنما هي توصيفات لمسمى واحد. منهجية إثبات القائم بما أن أصحاب الوثيقة لم يُحَدِدوا لنا معالمَ منهجيتهم في إثبات وتعيين القائم منهم بأمر الأمة (الإمام)، وأحالونا إلى ما وصفوها ب «منهجية أهل البيت»، فلا شك أنها لا تخرج عن المتعارف عليه لدى (الهادوية) من شروط صحة الإمام، التي يأتي على رأسها الانتساب إلى البطنين (ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما) والخروج.. وفي العودة إلى الإمام الهادي ما يكفي للتعرف على أساسيات هذه المنهجية التي أحالونا إليها. يقول الهادي: إن الأئمة الهادين «بانت إمامتهم، وثبت عقدها من الله لهم، بخصال الاستحقاق، وبالعَلَم والدليل الذي بانوا به عن غيرهم، وامتازوا به عن مشاكلة أهل دهرهم، فأما الاستحقاق فهو: ولادة الرسول، والعلم، والورع، والزهد، والدعاء إلى الله، وتجريد السيوف، وخوض الحتوف، وفض الصفوف، ومجاهدة الألوف، ورفع الرايات، ومنابذة الظالمين (.....)، فهذا باب الاستحقاق للإمامة. والعَلَم والدليل فهو توفيق الله، وتسديده لوليه وتأييده وإيتاؤه الحكمة (.....). ودليل ذلك وعَلَمه، الذي يدل على أنه قد آتى وليَه الحكمة، ما يظهر من الإمام من الأمور المعجزات لأهل دهره، من حسن علمه، ودقائق فهمه، وحسن تعبيره وتمييزه، والمعرفة بالتأني لتعليم رعيته، وتفهيمها بما تحتاج إلى فهمه، حتى يكون معه من الشرح لما يُسأل عنه، والتبيين لما يأتي به، والاحتجاج فيه وعليه بالحجج البالغة، والبراهين النيرة التي لا توجد عند غيره، ولا ينالَ شرحهَا والاحتجاج بها سواه...»(1). أرجو أن يكون في هذا الاقتباس ما يفي بالغرض، لأن المقام لا يحتمل تتبُع كل ما ورد عن الهادي في هذه المسألة من جهة، وكون شروط (الإمام) التي تتردد في مجمل ما هو منسوب إليه لا تخرج عن ما تضمنه النص الذي أوردناه عنه. يذهب الهادي إذاً إلى أن الإمامة حق إلهي اختص الله به ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما، زاعماً أنها لا تصح في ذرية غيرهما، ولهذا فقد شنع بمن يذهب غير مذهبه في الإمامة، وجَعَلَهم من أصحاب النار في الآخرة (!!!)، وذلك في سياق النص الذي أخذنا منه الاقتباسَ السابق، ففي جزء لاحق منه ينفي أن يكون طريق الإمامة غير ما ذَكَرَ، ثم يقول عن المخالفين: «قد جعلوا الحكم بها وفيها لغير من حكم الله، وجعلوا الحكم بها إلى غير الله، فركبوا من ذلك مركباً وعراً، واكتسبوا به في الآخرة ناراً وعاراً»(2). والهادي يُورد بالإضافة إلى شرط النسب والدعوة (الخروج) شروطاً من بينها العلم والورع والزهد... الخ. وهي شروط «توحي لأكثر من واحد أنهم يتمتعون بكل المؤهلات والشروط كي يدَعوا الإمامة، ويخرجوا لحشد الناس من حولهم»(3). إذ أنه وعلى الرغم من أن هذه النظرية (في استحقاق الإمامة) التي أصل لها الهادي لا تجيز خروج أكثر من إمام في عصر واحد، إلا أنها هي ذاتها، بهذا القيد ومن دونه، تتحمل أوزار دورات الصراع الدموي الذي اتَ�'سم به تاريخ الزيدية (الهادوية) في اليمن. يقول الهادي: «وسألتَ عن الأئمة يخرج واحد واثنان وثلاثة وأربعة في عصر واحد، يكونون أكفاءً – زعمتَ- في العلم والجسم والورع، فقلتَ من المستحق منهم؟ واعلم رحمكَ الله أن الأمر لأفضلهم فضلاً، وأبرعهم معرفة وعلماً، فإن قلتَ قد استووا في الورع، فلن يستووا في العلم، وإن استووا في العلم فلن يستووا في سائر الخصال، وإن التبس أمرهم في ذلك عند الجهال؛ لم يلتبس أمرهم في التعبير والكلام، والتبيين والشرح لشرائع الإسلام، فيكون أولهم أولاهم بالإمامة، وإن اشتبهوا في الورع والعلم والمعرفة فأجودهم شرحاً وتبييناً، وأهداهم إلى تفهيم الرعية ما تحتاج إليه، وما لا غنى بها عنه، ولا عذر لها فيه.. فمن كان له الفضل في شيء مما ذكرنا كان أحق الجماعة بالإمامة من ربنا»(4). نظرية الصراع الدموي سواء قلنا إن الإمام الهادي لم يفطِن إلى تعذر الإمساك بمقاييس موضوعية قاطعة للفصل في هكذا أمور معنوية، أو أنه تَجَاهل تلك الحقيقة لأي سبب من الأسباب؛ فالنتيجة أن هذه النظرية، بما هي عليه من فوضوية، قد فتحت الباب على مصراعيه لدخول الطامحين إلى الحكم من منتسبي (البطنين) في صراع واحتراب وتصادم على الإمامة، التي ما منهم إلا ويزعم اكتمال شروطها فيه!! فنحن هنا أمام معضلتين، الأولى: تمييز الأحق بها من غيره، وهي إشكالية لا يمكن تجاوزها إلا في حالات التمايز الواضح، كأن يكون أحد الداعين لأنفسهم بالإمامة معروفاً بضحالته في العلم، أو مجانبته للورع، فيما الآخر عكسه تماماً.. والثانية: على افتراض إمكانية تحديد الأحق بالإمامة فإن تمكينه منها أمرٌ مُتعَذر؛ «لأنه إذا كان الخروج طريق الإمامة فإن الأقوى عسكرياً هو الذي يستطيع فرض نفسه على الآخرين، كما حصل في مرات كثيرة...»(5). وحسبي هنا في سياق اقتتال الأئمة وتَصَارُعِهم إيراد بعض من ذكرهم العلامة صارم الدين الوزير (المتوفى سنة 914ه) في قوله: «.. ثم المختار بن الناصر [بن الإمام الهادي] وعمه الحسن بن الهادي، تعارضا، وخُربت بينهما (صعدة) القديمة خراباً مستمراً إلى الآن.. ثم يوسف الداعي والقاسم بن علي عليهما السلام، تعارضا، وجرى بينهما ما هو مذكور في سيرة الإمام القاسم.. ثم الحسين بن القاسم بن علي، ومحمد الحسين بن القاسم الزيدي، جد السيد العلامة صلاح الدين عبدالله بن يحيى بن المهدي رحمهما الله تعالى، وكان بينهما ملحمة كبرى بقاع (صنعاء)، قُتل فيها ابن الزيدي وخلق كثير معه.. ثم الأمير عماد الدين يحيى بن احمد بن سليمان، عارض الإمام المنصور على سبيل الاحتساب، ثم عارضه بعده الأمير الكبير محمد بن منصور بن المفضل....، ثم الإمام الداعي يحيى بن المحسِ�'ن، عارضه الأمير محمد بن المنصور محتسباً....، ثم الإمام المهدي أحمد بن الحسين عليه السلام، عارضه الحسن بن وهاس....، ثم إن الإمام المنصور بالله الحسن بن محمد عارضه الحسن بن وهاس....، ثم الإمام يحيى بن حمزة، عارضه الإمام علي بن صلاح....، وكذلك الإمام أحمد بن أبي الفتح، عارض الإمام يحيى بن حمزة....، ثم الإمام المهدي علي بن محمد، عارض ابن أبي الفتح. ثم الإمام الناصر محمد بن علي، عارضه السيد محمد بن علي بن وهاس....، فهؤلاء المتعارضين، ولم نبالغ في استقصاء عد�'هم، وإلا فهم أكثر من ذلك»(6). فإذا كان هذا ما يَذكُرُه مُحِبٌ لهم، تُحتَمَل منه محاباتهم، والتلطُفُ في ذكر ما كان من اقتتال بينهم، فكيف بالمؤرخ المتجرد من أي ميل، إلا البحث عن الحقيقة وتوثيقها؟ لا شك أنه سيقف على كوارث، أكبر بكثير من تلك التي عبَر عنها صارم الدين الوزير بخراب صعدة المستمر من القرن الرابع إلى أواخر التاسع الهجريين، أو ما كان من (ملحمة كبرى!!!) بقاع صنعاء راح ضحيتها خلق كثير. وإذا كان من الطبيعي أن يكتوي الكثير من الطامعين في الحكم من أئمة (البطنين) بنار اقتتالهم طلباً للإمامة؛ إلا أن اليمنيين على تعاقب العصور هم الأكثر اكتواءً بنار اقتتال طالبي الإمامة، فلطالما كانوا – أي اليمنيين– وقودها؛ إن في صراع الأئمة مع بعضهم، أو في صراع الأئمة مع من يرون أنهم نَازَعوهم حقهم (الحصري) في الإمامة، أي الذين لا ينتمون إلى (البطنين). «فإذا رأيت ثَم معارضة لأي حكم، فإن وراء ذلك إماماً يستفز أتباعه، ويثير فيهم حمية الجاهلية للقتال معه، حتى ينفرد بالحكم ويستأثر بالسلطة»(7)؛ كما يقول القاضي إسماعيل الأكوع في معرض حديثه عن حصر الإمام الهادي - والأئمة من بعده- للإمامة في ذرية الحسن والحسين، واحتكارها لأنفسهم، وجَع�'لهم إيَ�'اها أصلاً من أصول الدين، وما استلزمه ذلك من أنه «إذا تولاها أحد من غير أبناء هذين البطنين، وحَكَم المناطق التي يدين أهلها بالمذهب الزيدي الهادوي فإنه يُعتبر [في نظرهم] غاصباً للحكم، باغياً يجب الخروج عليه لمحاربته والقضاء عليه»(8). أول المستبعَدين أصحابُها! هكذا يظهر كم أنها لا منهجية وواهية تلك المنهجية التي قال أصحاب «الوثيقة» إنها منهجيتهم في إثبات وتعيين من يهيئه الله (منهم) للقيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها. وإذا نحينا كل ما سبق جانباً وأعَدنا مُساءلة نظرية الهادي، في إثبات وتعيين الإمام، إلى الهادي نفسه، وتحديداً إلى النص الذي أوردناه عنه أولاً، فسنكتشف أنها ضَر�'بٌ من إنشاء الكلمات إذا ما تم إِخضاع الهادي لمضمونها فإنه لا يمكن القطع بإمكانية أن يمر منها هو ذاته. في ذلك النص يعزو الإمامُ الهادي بيانَ إمامة الأئمة وثبات عَقدِهَا من الله لهم إلى أمرين: الأول: خصال الاستحقاق (ولادة الرسول: أي من أبناء بنته فاطمة رضي الله عنها، والعلم، والورع، والزهد، والدعوة والخروج..). والثاني: العَلَم – بفتح العين واللام– والدليل الذي بانوا به عن غيرهم، وامتازوا به عن مشاكلة أهل دهرهم.. وهذا الثاني، الذي عبر عنه الهادي ب (العَلَم والدليل)، يَش�'رَحُه - كما سبق- بقوله: «هو توفيق الله، وتسديده لوليه وتأييده وإيتاؤه الحكمة (.....). ودليل ذلك وعَلَمه، الذي يدل على أنه قد آتى وليه الحكمة، ما يَظهر من الإمام من الأمور المعجزات لأهل دهره، من حسن علمه، ودقائق فهمه، وحسن تعبيره وتمييزه، والمعرفة بالتأني لتعليم رعيته، وتفهيمها بما تحتاج إلى فهمه، حتى يكون معه من الشرح لما يُسأل عنه، والتبيين لما يأتي به، والاحتجاج فيه وعليه بالحجج البالغة، والبراهين النيرة التي لا توجد عند غيره، ولا ينالَ شرحَها والاحتجاج بها سواه..». وعليه فإن ما جَعَلَها الهادي أموراً كاشفة عن (العَلَم والدليل) لهو أولى بأن يُحاكم إليها؛ إذ ما هي التي أظهَرَها من الأمور المعجزات لأهل دهره، والبراهين التي تفرَد بها، وعَجِزَ أهلُ زمانه عن إدراكها ونيل شرحها؟! إن القول بتفرُد الإمام الهادي في زمانه دعوى لم يقم عليها دليل، فإذا ما قِيس نتاجه الفكري والفقهي والأصولي إلى النتاج الفكري والفقهي والأصولي لمعاصريه من مختلف الفرق الكلامية والمذاهب الفقهية والأصولية فإن ما يُمكن أن يُقال، في أحسن الأحوال، هو أن الهادي بقدر ما تميَز بمناهج (أو في مسائل) ليست عند معاصريه، فإن من معاصريه من تميز عنه - إن في علم الكلام، أو الفقه وأصوله، أو غير ذلك– بما لم يكن للهادي فيه نصيب. أما إذا أخذنا مسألة الإمامة ومنهجيتها كما هي عند الهادي ومعاصريه، فلا شك أن ثمة من تميز عليه، وظهر مفارقاً للعصبية القرشية على وجه العموم، والهاشمية العلوية الفاطمية على وجه الخصوص. صحيح أننا حين نُقارِبُ نظرية الهادي (في الإمامة) إلى سياقها التاريخي، وبيئتها التراثية، سنجد أنها ليست بمعزل عن السمة الغالبة على ذلك الزمن.. غير أن اشتهار من يتحركون في ذلك العصر بعيداً عن عصبية (النسب) بأنواعها، مهما كان مستوى حضورهم تاريخياً، لهو ما يُوجِب لهم التميز على الذين لم يستطيعوا حينها مفارقة العصبية. ومن ثم فإن الهادي الذي ينفي أن يكون طريق الإمامة إجماع الرعية، ولا بعقد برية، بل ويصف بالجاهلين من يقولون إن طريقها من تلك الوجوه ونحوها(9) لهو بمعايير زمنه، أيضاً، في مرتبة متأخرة عن معاصريه الذين لا يشترطون النسب في استحقاق الإمامة. وعودة إلى ما جَعَلها الإمام الهادي أموراً دالة على (العَلَم والدليل) الذي يَتَأكد به ثبات إمامة الإمام، وعَقدِها من الله له؛ فإن هذه الأمور تَسري على أصحاب «الوثيقة» في إثبات وتعيين من تُناط به (منهم في هذا العصر) مهمة القيام بأمر الأمة، والنهوض بها في كل مجالاتها!! فيا ترى أين هو هذا الذي يُظهِرُ لنا في هذا العصر «من المعجزات والبراهين ما لا توجد عند غيره، ولا ينالَ شرحَها والاحتجاج بها سواه»؟! إن كانوا قد اتفقوا عليه فليُسَمُوه ليعرفه القاصي والداني. وإن لم يكن فلماذا التأخير؟! أو عساهم سيخرجون علينا بأكثر من قائم وإمام ومصطفى على عادة القرون الأولى؟! مهما يكن من أمر أصحاب «الوثيقة» فالصحيح، والقطعي بضرورة العقل، أنهم أعجَز عن تسمية من يستطيع أن يُظهِرَ من المعجزات والبراهين ما لا توجد عند غيره ولا ينالها سواه. ذلك أن هذه لا تختلف كثيراً عن فرية «النهوض بالأمة في كل مجالاتها»، فكما أن هذه الأخيرة مسئولية تكاملية جماعية تنهض بها الأمة، أو النخب الفاعلة فيها على الأقل، فإن الرجل المعجزة، المحيط بكل شيء علماً وفهماً، لا وجود له على الإطلاق. وإنما هو الإنسان؛ يعرف شيئاً، وتغيب عنه أشياء.. أما إذا كان لكم رأي آخر فاخرِجُوا صاحِبَكم ليختبره الناسُ إن كنتم صادقين. [email protected] الهوامش والمراجع 1- مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي (المجموعة الفاخرة)، تحقيق: علي أحمد الرازحي، دار الحكمة اليمانية، صنعاء، ط 1، 2000، ص 512 – 513، بتصرف. 2- نفسه، ص 515. 3- د. علي محمد زيد، معتزلة اليمن: دولة الهادي وفكره، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، ط 1، 1981، ص 191. 4- المجموعة الفاخرة، مرجع سابق، ص 649 – 650. 5- د. علي محمد زيد، ص 191. 6- انظر: (حوار في الإمامة) بين الإمام عز الدين بن الحسن والعلامة عبدالله بن محمد النجري والعلامة علي بن محمد البكري والعلامة صارم الدين ابراهيم الوزير، جمع وتحقيق: محمد يحيى عزان، مركز التراث والبحوث اليمني، صنعاء، ط 1، 2003، ص 187 – 189. 7- إسماعيل بن علي الأكوع، عوامل مقاومة أهل اليمن للحكم العثماني، مجلة الإكليل (فصلية، تعنى بتاريخ اليمن الحضاري، تصدر عن وزارة الثقافة، صنعاء) العددان 31 – 32 يناير – يونيو 2008، ص 34. 8- نفسه، ص 33. 9- أنظر المجموعة الفاخرة، ص 514، و674. نقلاً عن صحيفة الناس