وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة اليوم الثلاثاء في ضواحي دمشق، وهي الاعنف في الريف الدمشقي منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 15 شهرا، وقد اوقعت عشرة قتلى. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل عشرة اشخاص "اثر القصف على ضاحية قدسيا (قرب دمشق) التي شهدت اشتباكات اليوم بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة". ولم يحدد المرصد ما اذا كان القتلى جميعهم من المدنيين. وكان المرصد اشار الى وقوع اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم استمرت حتى بعد الظهر حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات ايضا بلدة دمر. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الاشتباكات وقعت "حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الامويين في وسط العاصمة السورية". وينتشر عناصر الامن بكثافة في دمشق، لا سيما في الشوارع والاحياء التي توجد فيها مراكز امنية ومبان حكومية. وشهدت ضواحي دمشق وبعض احيائها خلال الفترة الاخيرة تصعيدا في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، الا ان معارك الثلاثاء هي الاعنف، بحسب مدير المرصد. وقال عبد الرحمن "هي المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة الى هذا الحد من وسط العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات". وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني بعد الظهر ان هناك قصفا عنيفا على بلدة مسرابا في ريف دمشق حيث احصت اكثر من اربعين قذيفة اوقعت عددا كبيرا من الجرحى. من جهة أخرى، ذكرت وكالة انباء "سانا" السورية الرسمية ان "الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات ارهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقا لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم واقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الاسلحة من مناطق الزبداني ومضايا الى منطقة الهامة". واشارت الى ان الاشتباكات اسفرت عن "مقتل العشرات من الارهابيين واصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد اخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة اسلحتهم"، بالاضافة الى مقتل "اربعة عناصر من الجهات المختصة". وقالت ان بين السلاح المصادر "قواذف ار بى جي، وقناصات واسلحة رشاشة وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخيرة". في العاصمة، قتل مواطن برصاص قناص "اثناء تواجده امام مكان عمله في حي جوبر الذي شهد اشتباكات بين الكتائب الثائرة وقوات الامن"، بحسب المرصد السوري. في ادلب (شمال غرب)، اعلن المرصد ان مدينة سراقب تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية ما تسبب بمقتل شخصين. وقتل ثلاثة مواطنين ومقاتل في اشتباكات وقصف على بلدة خان السبل، بينما قتلت فتاة في مدينة معرة النعمان في القصف. كما قتل جندي منشق في ريف ادلب. في مدينة دير الزور (شرق)، تعرضت احياء عدة الى القصف ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم طفلة. في محافظة حلب (شمال)، قتل شخص في اطلاق نار. في محافظة حماه (وسط)، قتل "قائد كتيبة ثائرة مقاتلة في بلدة صوران خلال اشتباكات مع القوات النظامية، وضابط منشق برتبة نقيب في اشتباكات في ريف حماه. في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة اشخاص اثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، وثلاثة في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف. في مدينة حمص (وسط) التي يستمر القصف عليها من دون توقف منذ اكثر من عشرين يوما، قتل مواطن في حي الخالدية جراء القصف من قوات النظام، بحسب المرصد. وذكر ناشطون ان القصف طال ايضا احياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على اطراف حي بابا عمرو. واعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ. وقتل، بحسب المرصد، ما لا يقل عن 24 عنصرا من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة ادلب، وفي اشتباكات في محافظات ادلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة. * (AFP)