عثر على طفل يبلغ من العمر 13 عاماً اعتقل في ال11 من مايو العام الماضي أثناء صد قوات الأمن المركزي لمسيرة خرجت من ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء باتجاه مجلس الوزراء وراح ضحيتها 14 شهيد وعشرات الجرحى والمعتقلين من شباب الثورة. وقال المحامي في منظمة هود لحقوق الإنسان عبدالرحمن برمان إنه عثر على الطفل نهاري محمد علي النهاري 13 عاما في مدينة دمت بمحافظة الضالع صباح أمس الخميس وهو بحالة صحية سيئة وعليه آثار تعذيب. يتحدث الشاب نهاري الذي أفرج عنه مؤخراً بعد جهود حثيثة بذلتها منظمة هود، ومنظمات حقوقية أخرى أضافة إلى جهود المحامي عبد الرحمن برمان، أنه قبل تاريخ مسيرة بنك الدم قام جنود المرور بأخذ الدراجة النارية حق والدي كان يشتغل عليها ويوفر القوت الضروري للبيت، ولما اخذوا دراجة أبي احترق قلبي وقهرت قالها نهاري. مضيفاً "عندما سمعت دعوة للزحف على مجلس الوزراء قررت أن أكون في المقدمة مع الشباب وما يهمني لو أموت أهم شي ينتهي هذا النظام الذي سرق لقمت العيش حقنا اللي كانت تجي من الدراجة". وأستطرد نهاري في شرح قصته للمحامي عبد الرحمن برمان عقب الإفراج عنه قائلاً "ضربونا بالرصاص والغاز، واعتقلوني وعذبوني تعذيب لا يمكن أن يطاق أكثر شيء عذبوني بالكهرباء والجوع والبرد". أما الزبط فهو برنامج يومي. وقال نهاري أنه سجن في زنزانة انفرادية مشيراً إلى أن غرفة بجواره كان بها 7 أطفال بعمره كنت أتلقي بهم أكثر من مرة لكن اللي يعذبونا يمنعونا أن نتكلم أو نتعارف وفقدت السمع في إذني اليمني واليسرى نصف". وتابع قائلاً" كنت أترجاهم يسمحوا لي اسمع صوت أمي لأني خايف على أمي كيف بتكون عليا". أمس الخميس تم الإفراج عن نهاري مع مجموعة من الشباب، يقول نهاري أنه تم إخراجهم من السجن معصوبي العينين ومربطي اليدين وأن السيارة التي كانوا على متنها ظلت تمشي ساعات كثيرة، وكانت كل فترة تتوقف وتنزل واحد كنت أخر واحد رموني في العراء". يواصل نهاري حديثه للمحامي برمان" كنت متعب عندما رموني فنمت فوق الحصى وفي البرد دون أن أشعر، حتى أيقضني حر الشمس، وعندما قمت رأيت لافته مكتوب عليها (مدينة دمت) وبعد جهد كبير أقنعت رجل صاحب صالون يأخذني معه إلى صنعاء. وأشار نهاري أن بعد وصوله صنعاء أتجه إلى البيت، وكان يرى صور عبدربه مكتوب عليها الرئيس ولم يصدق حتى لما كلمني صاحب السيارة ما صدقته لكن لما وصلت البيت وقال لي أبي أن علي صالح سقط صدقت". وأنا في البيت كنت أحاول أن أتذكر إخواني لم أتعرف عليهم إلا بعد ساعات راسي يؤلمني لأن السجان كان يمسك بشعري ويضرب راسي في الجدار. يؤكد المحامي عبد الرحمن برمان الذي نشر القصة وصورة الشاب نهاري على حائطه في موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" عصر اليوم الجمعة أن قضية نهاري تتردد في القنوات والصحف لأكثر من مرة، وتضمنت قضيته في تقارير منظمة هود والمنظمات الحقوقية حتى تم الإفراج عنه صباح أمس الخميس، يؤكد أن قضيته بالنسبة لمنظمة هود لم تنتهي بل بدأت الآن.