تشهد أروقة الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام تباينات حادة في أوساط الصف القيادي الأول متمثلاً بالأمناء العامين المساعدين وأعضاء اللجنة العامة، وصولاً إلى الرئيس ونائبيه. ففيما يتطاول الجدل بخصوص منصب رئيس الحزب حيث يصر فريق رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الأمين العام عبدربه منصور هادي على ضرورة تخلي علي عبدالله صالح عن رئاسة المؤتمر لهادي، كون موقعه في الحزب لا ينسجم مع موقعه رئيساً للجمهورية، يتمسك فريق الرئيس السابق به رئيساً للمؤتمر، لدواعي من بينها أهمية أن يكون شاغل أعلى منصب في الحزب متفرغا له، وهو ما يتوافر في صالح بخلاف هادي من ناحية، ولأن صالح في نظرهم هو الأولى برئاسة المؤتمر كونه الذي أسسه. من جانب آخر علمت صحيفة "الناس" من مصادر على صلة بصادق أمين أبوراس الأمين العام المساعد للمؤتمر أن قيادات مؤتمرية تحاول أن تدفع به أميناً عاماً للحزب، في خطوة رافضة لتزكية علي عبدالله صالح للدكتور علي محمد مجور لشغل الموقع، أثناء المؤتمر الاستثنائي لأعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر الذي انعقد في دار الرئاسة قبيل مغادرة صالح كرسي الرئيس. وعلى خلفية رفض صالح في المؤتمر العام الخامس للمؤتمر صعود أبوراس إلى موقع الأمين العام وقيامه يومها بفرض عبدالقادر باجمال بديلاً عنه، في مخالفة لتصويت أعضاء المؤتمر، يبدو أن دفع قيادات مؤتمرية نحو شغل أبو رأس منصب الأمين العام من شأنه أن يفاقم الخلافات بين قيادات المؤتمر ويتسبب في فرز شمالي جنوبي، كون هذا المنصب مما استقر أنه من حظ الجنوبيين في المؤتمر، وأبوراس ليس منهم. وقالت المصادر إن فريق المتحمسين من القيادات المؤتمرية لأحمد علي، نجل الرئيس السابق صالح، وعلى رأسهم عارف الزوكا والدكتور أحمد عبيد بن دغر وسلطان البركاني، واجهوا مقترح الدفع ب أبوراس للأمانة العامة للمؤتمر بمعارضة شديدة، وذلك على خلفية ما اعتبرت المصادر أنه عدم انضواء أبوراس ضمن فريق العميد أحمد علي قائد الحرس الجمهوري الذي يجري إعداده ليخلف عبدربه منصور هادى على رئاسة الجمهورية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.