سألت أحد الجراحين المتخصصين في المسالك البولية عن سبب اختياره لهذا التخصص المقرف من وجهة نظري؟ فقال: هذه دعوة أمي. كان يعرف أن إجابته غريبة ومش مفهومة وتحتاج شرح، ولهذا أردف الإجابة قائلا: ببساطة، كانت أمي دائما تدعو لي وتقول: الله يملأ كفك!! وتابع: وها أنا كل يوم أستقبل عددا من المرضى وأفحص لهم المسالك، ودائما كفي مملوءة، مش مهم بأيش دائما مملوءة، والمهم أنها مملوءة وخلاص، وهذا بفضل دعوة أمي!! وشخص آخر حصل على وظيفة في إحدى المؤسسات وكان معه مدير متعجرف ومتعسف اسمه «لطف»، وما استطاع أن ينقل من عنده إلى إدارة أخرى إلا بشق الأنفس، ومن المصادفات الغريبة أن مديره الجديد كان أيضا اسمه «لطف». ولم تتشابه أسماؤهما فقط، بل تصرفاتهما، وإذا بصاحبنا يخرج من محنة إلى محنة، ومن مصيبة إلى مصيبة، وأدى ذلك إلى مراكمة عقده النفسية تجاه الوظيفة، وهذا الأمر جلب عليه الكثير من المتاعب. كان يحكي قصته وكل شوية يقول: الله يسامحك يا أمه.. استغربت أيش دخل أمه في الموضوع؟ فقال: كانت أمي تدعو لي دائما وتقول: الله يسوقك من لطف لا لطف!! هذه نماذج من دعوات بعض الأمهات أطرحها للقراء عشان يتفاهموا مع أمهاتهم ويحصلوا على دعاء مليح. وهناك نموذج آخر من النماذج المتعلقة بدعاء الأمهات.. على سبيل المثال: عند قيام أولئك العسكريين باقتحام وزارة الداخلية خرجت الحكومة ببيان تطالب فيه بتدخل رعاة المبادرة، وفي المقدمة «ماما أمريكا»، وظلت تنتظر من ال»ماما» دعوة، لكن «ماما» التزمت الصمت واتخذت قرارها بالتطنيش، وقالت: «جهال يسدوا»!! ظل الجهال هنا من الطرف الحكومي ينتظرون وهم لا يعرفون قرارها، وظل كل واحد منهم يشاغل صاحبه ويخفف عليه المصيبة ويغني له: ماما زمانها جية جية بعد شوية جية ومعاها شنطة فيها وز�'ة وبط�'ة جلسوا يغنوا ويسل�'وا أنفسهم بالاجتماعات والمداولات والمشاورات والاطلاع على سير ما سمي -دبلوماسيا- «تحقيقات»، وفيما كانوا يقضون وقتهم على هذا الحال والمنوال، كان الطرف الآخر من «الجهال» يصعدون أعمالهم الشريرة، وإذا بمخطط اقتحام وزارة الدفاع يدخل مرحلة التنفيذ. بدؤوا الخطوات العملية، وهذه المرة كانت القيادة السياسة كلها -وليس فقط الحكومة- تناشد «ماما»، واستجابت «ماما» فعلا، وراحت «تدعو» إلى نبذ العنف واحترام هادي وصلاحياته. استمرت الاشتباكات ولم تستجب دعوة «ماما» رغم أن دعوة الأم مستجابة، خاصة في رمضان، ولا أدري ما السبب؟ يمكن لأن أمريكا هي أم بالتبني فقط، فيما الأم الحقيقة هي السعودية!! لقد استفاد البلاطجة خلال الفترة الماضية من فتور العلاقة بين الرئيس هادي والمملكة العربية السعودية. والظاهر أن السعودية كانت تريد منهم أن يقرصوا أذن هادي على أساس أنه بدأ -كما قيل- بتأسيس علاقات مباشرة مع «ماما» غير الحقيقية (أمريكا)، ونفذوا عمليات كبرى وواسعة أنحاء البلاد من بينها اقتحام وزارة الداخلية، وكانت هذه القرصة بمثابة عقاب وجزاء اللي ما يسمعش كلام ماما (السعودية). ومجددا، وفي الأيام الأخيرة من رمضان، استغل البلاطجة سفر هادي للسعودية، واندفعوا لاقتحام وزارة الدفاع. وقالت مصادر في الرئاسة -يومها- إنهم يريدون أن ينفذوا انقلاب، ولا ندري أيش مصلحة مصادر الرئاسة التي خرجت بهذا التصريح السخيف، إلا إذا كانت هذا النوع من التصريحات تصاغ في الرئاسة من قبل أخوات هادي من خالة!! المهم.. استغلوا سفره للمملكة، مش عشان يعملوا انقلاب، بل لأنهم كانوا مستعجلين ويريدوا تنفيذ العملية قبل أن يتمكن الرجل من تطبيع علاقته مع «ماما الحقيقية» التي قد تدعو عليهم في ليلة القدر!! أو ربما أنهم لم يكونوا يريدون هذا ولا ذاك، وإنما كانوا يريدون -فقط- أن يجبروه على العودة سريعا قبل أن يجد فرصة للجلسة في حضن ال»الماما» وينال رضاها..!! وسعيهم الهادف إلى منع زيارة هادي للرياض أو إجباره على العودة سريعا في حال أصر على السفر، يؤكده هذا التصريح الوارد على لسان مصدر مسؤول في الرئاسة أوردته «القدس العربي» في (10/7/ 2012)، يقول المصدر وبالحرف الواحد إن الرئيس هادي «كان يعتزم زيارة إحدى الدول الخليجية الأسبوع الماضي غير أنه ألغى رحلته في آخر لحظة، بسبب الأوضاع داخل اليمن»!! نهاية الكلام: الرئيس هادي والرئيس باسندوة عندهم مرض إدمان الرضاعة بعد سن الفطام. وإذا استمروا على هذا الحال من غير أي محاولات للتخلص من هذه العادة ولو حتى ب»كذابة» بلاستيكية، فإن أولئك «الجهال» سيداهمونهم وسيقبضون عليهم كما لو أنهم «وز�'ة» و»بطة»!!