حلم علي عبدالله صالح الجندي البسيط الذي لم ينل من المعرفة مايستحق ذكره، حلم بان يكون ضابطاً وقائد منطقة عسكرية ثم رئيسا وهذه أحلام مشروعة لأي إنسان. وقد شاءت الأقدار أن يتحقق له ذلك . ولان المعرفة في سنن التاريخ كانت تنقصه، ولم يكن بمقدروه التمييز بين المشروع وغير المشروع والممكن وغير الممكن لان ذلك من صفات المفكرين ،فقد انتقل الى الأحلام غير المشروعة كالتفكير بالتوريث مثلاُ ،او تقمص الرجل العظيم وهنا انتقل إلى منطقة محظورة على العقلاء فكانت النهاية معروفة له ولأمثاله في المنطقة وعبر التاريخ الإنساني . ومن الاحلام غير المشروعة ادعاء الزعامة ،فالزعامة لايصنعها السلاح ولا المال ولا الاعلام الزعامة تضحية بماهو لك، وليس التضحية بالاخرين. في اليمن خاصة كثيرون نتيجة ضعف شريحة المفكرين ،تجد الحفاة فكرأً ،العراة قيما ،العالة تضحية، رعاء الرذيلة السياسية يتطاولون في ادعاء الزعامة الوطنية، لا لشئ الا لانهم جمعوا دراهم مسمومة من هنا وهناك من الداخل والخارج ،من تجارة السلاح، ومن التجارة بالمبادئ ،ومن التجارة بسيادة الاوطان، ومن سرقة لقمة الشعب الغلبان. الزعماء الحقيقيون هم المفكرون الذين ضحوا بحقوقهم وماتوا ولم يأخذوا شيئاً مقابل ذلك ، حتى الجاه لم يكونون يقضون منه وطرأ ،ً ولم يؤذوا شعوبهم بأي رائحة كريهة ، عاشوا في الدنيا الشظف وخرجوا منها فقراء ،لكنهم دخلوا التاريخ اغنياء. اين هؤلاء الصغار الذي يسترزقون المال والجاه من بين ركام القمامة السياسية، شحاتون على ابواب صناديق الصرف غير المشروع في الداخل والخارج ،ثم ينفخ الشيطان في افئدتهم يخيل اليهم انهم كبار امام مواطنيهم البؤساء. نعم احلام غير مشروعة يتمناها علي عبدالله صالح وغيره ممن شاركه او سبقه في الاعتداء على حقوق الشعب اليمني ،اما ان تكون قاتلاً ناهبا ثم تحلم بمكان تحترمه او حتى تقبل به الاجيال فهذا من الخيال المرضي. اننا متأكدون ان علي عبدالله صالح يحلم بان يحصل على مكانة شبيهة بمكانه بعض الشخصيات الوطنية ،او المشائخ الذين سجلت لهم ثورة 26 سبتمبر مواقف خلدها نصف قرن مضي ،ولعل دور الشيخ عبدالله الاحمر ومكانته بعد الثورة، هو اكبر مطمع لعلي عبدالله صالح ان يكون له ذلك ، لكن هيهات ان يكون ،لان الشيخ عبدالله وامثاله قدموا ابائهم واخوانهم قرابين للحرية من طغيان ال حميد الدين، بل سجنوا او قاتلوا في صف الثورة وضحوا ، فهل يعقل ان يفعل التاريخ مع حاكم ثار عليه شعبه ثورة لم يعرفها التاريخ اليمني كله. شخص خان الامانة في السلطة والثروة، وكرامة شعبه ،ثم ختم عهده المظلم بسفك دماء الشباب الطاهر المسالم. احلام غير مشروعة يجب الاقلاع عنها ،لانها ا حلام تنافي العدالة وحقائق التاريخ، ان تكون زعيما لابد ان تكون مفكراً طاهراً مضحياً بحقوقك من اجل شعبك، وان تخلدك الاجيال لابد ان تكون دفعت مقابل ذلك ،اما ان تختلس احلام الاجيال من اجل شهوتك في السلطة والثورة ثم لاتكتفي بذلك بل استخدمت كل وسيلة غير مشروعة لتوريث السلطة والثروة لاقاربك وابنائك واحفادك ، فهذا والله حلم غير مشروع ،بل حلم يجرمه التاريخ وتأباه كل القيم والمعايير البشرية في الارض او على سطح القمر ،الانس والجن على حد سواء. اخرج من البلاد فوراً ربما نسيك بعض الشعب ،كما نسينا بعض آل حميد الدين الذي اشترط الجمهوريون عدم عودتهم بعد المصالحة، وكانوا اشجع منك عندما لم يشترطوا الحصانة ، لا لانهم ابرياء بل لانهم اكثر شجاعة ، واكثر عفة في السطو على المال العام. لم نر عبر التاريخ حاكما يطلب الحصانة لمن عاونه لاكثر من ثلاثة عقود، الا لامر بسيط انه علي يقين بان من كان معه ليس فيهم رجل نزيه والا لكان ظهر منهم رجل رشيد واعلن للشعب انه يرفض الحصانة لثقته بطهارة يده. ان ما اقوله اليوم قد قلته عندما كان علي عبدالله صالح واعوانه في قمة السلطة في سكرتهم يعمهون في مقالات اهمها الرئيس بين البداية والنهاية 27/5/2008م صحيفة المصدر. اقتبس منه( اننا وصلنا مرحلة متأخرة لاينفع معها .... ولاحتى الذخيرة الحية لاسكات ثورة المثقفين والجياع من ابناء الشعب اليمني بشقيه المدني والعسكري ،فالكل طفح به الكيل.) او مقال الرئيس في تعز:28/5/2009م نشر في الصحف. وما اقوله وقلته في نظام علي عبدالله صالح مستعد ان اقوله في أي نظام او حزب حاكم قادم اذا سلك طريقاً معوجاً.