ما حدث من اقتحام وتخريب للسفارة الأمريكية أمر يرفضه ويدينه كل إنسان عاقل، ذلك أن ردة فعل كهذه تسيء إلى ديننا أكثر من إساءتهم له. لكن في المقابل لا ينكر أحد أن هناك عوامل عديدة - إلى جانب التعبئة الخاطئة واللامسئولة من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والإلكترونية جراء الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم - جعلت من اقتحامها أمر وارد وغير مستبعد إلى حد كبير. منها - كما هو معروف - محاولة بعض الأطراف استغلال غضب المحتجين لخوض معاركها الخيالية الغبية. كما قد يكون من بينها، بل ومن أهمها، الاحتقان والغضب الشعبي الذي تسببت به الجرائم الأخيرة للأمريكيين بحق الشعب اليمني عبر الطائرات بدون طيار، والتي خلفت ورائها العشرات من الضحايا المدنيين، إلى جانب حوادث وفاة سجناء يمنيين في سجن غوانتانامو والتي كان آخرها حادثة وفاة المواطن اليمني عدنان فرحان عبداللطيف في زنزانته قبل أيام. مثل هذه الجرائم التي ترتكبها الولاياتالمتحدة تحدث حالة احتقان وغضب شعبي كبير لا تأخذه الولاياتالمتحدة على محمل الجد، ولا تنظر بعين الاعتبار لما يترتب عن تلك الجرائم من كراهية وعداء للولايات المتحدة في نفوس اليمنيين. نعم.. يجدر بنا التشديد على ضرورة التحكم بغضبنا والتصرف بطرق وأساليب حضارية لا تنعكس سلبا علينا ، لكن عليهم أيضا - الأمريكيين - أن يحترموا إنسانيتنا، وأن يتعاملوا معنا ك بشر، وليس كقطعان حياتها أرخص من صاروخ تطلقه طائرة بدون طيار، ومقدساتها مادة خصبة للسخرية والاحتقار وخلق مشاعر الكراهية والعداء بين الشعوب.