في بداية الثورة كان الرئيس السابق حريصاً على بقاء نائبه عبد ربه منصور ووزير دفاعه اللواء محمد ناصر إلى جانبه أو قل محسوبين على معسكر الشرعية حتى وهم بلا صلاحيات.. اليوم أعتقد أن الرئيس السابق يتمنى لو أن الرئيس هادي ووزير الدفاع أعلنوا الانضمام للثورة، كان على الأقل لن يجدهم اليوم كرأس حربة في التغيير، وسيجد أسهل منهم أو هكذا يعتقد، لو أن الرجلين انضما للثورة حينها فلن يقدما أي جديد لأنهما أصلا منزوعا الصلاحية، أنا لا أقول: إن هذا مرتب، لكنها الأقدار التي يسوقها الله على قدر بذل الأسباب .. والثوار بذلوا - وما زالوا - الكثير لتجري الأقدار في مجراهم.. هذه سنة الله وإرادته.. اللواء محمد ناصر احمد ظهر بحقيقته الوطنية بفضل الثورة عندما أُعطي الصلاحية واستشعر الدور التاريخي.. انطلق كوزير استثنائي منحازاً إلى التغيير بينما كان البعض يريد الالتفاف على التغيير والثورة وأن يشاهد الناس الزعيم وهو يوزع أوامره على الرئيس ووزير الدفاع بوصفه رئيس المؤتمر الشعبي وبصفتهما تابعين لسيادته. هذا كان العشم وحينها تصوروا الوضع الذي سيكون اقرب إلى الانفجار وبباروت الإحباط العام المدمر، أقول هذا بمناسبة تكريم الرجل في دار الرئاسة أمس من قبل المنسقية العامة للثورة وهو عمل حصيف فقد تعودنا أن لا نقول لأصحاب الانجازات: أحسنتم إلا بعد موتهم، كما أن تكريم وزير الدفاع المحسوب على المؤتمر الشعبي على أدائه المنحاز للتغيير رسالة رائعة بأن الثورة ليست ضيقة الأفق ولا إقصائية وأنها جاءت للجميع وتكرم كل صاحب أداء وصاحب موقف مشرف في زمن الشخصيات (الرخوة) والذائبة في ذاتها الصغيرة المنهمكة في مناسك العبودية والتبعية للأشخاص. محمد ناصر مثل مفاجأة للرئيس السابق وللجميع وهو يتحرك كجنرال عسكري مهني يقود عملية إحراق أوراق وضعت لإجهاض الثورة ولإعاقة التغيير أهمها ورقة المسلحين في أبين التي كانت مؤهلة للانتشار وتعريض الوطن للانهيار وليس الثورة فقط، ناهيك عن دوره في تنفيذ ومساعدة الرئيس بما يخص قرارات هيكلة الجيش وإبعاده من الحديقة العائلية وهو يستحق الإشادة خاصة أنه خرج لتوه من فك الموت المحقق قبل أيام بعملية اغتيال جبانة راح ضحيتها 14 شخصاً منهم 7 من حراسته وقبلها تعرضه ل 6 محاولات اغتيال.. اعتقد أن أكثر الناس انزعاجا من هذا التكريم من الثورة وفي دار الرئاسة تحديدا معروفون، لكن الغريب أن البعض يمتعض من التكريم باسم الثورة وكأن هؤلاء يقولون له: توقف واذهب (تمم) عند (الزعيم ).. هناك تضليل إعلامي مصبوب على الثورة يجب أن نقاومه ببسالة لأنه اخطر من قاذفات البوازيك التي كانت تنطلق إلى صدور الثوار ودخان هذه الحملات الإعلامية يصيب البعض بضعف الإبصار. [email protected]