الهجوم الإعلامي المكثّف الذي سبق هجوم وزارة الدفاع على الرئيس هادي وبعض الشخصيات العسكرية والقبلية تحديداً القريبة منه والمحسوبة على الثورة والتي تعتبرها بقايا النظام السابق العدو الأول.. كان هجوماً إعلامياً بدون مناسبة تم بصورة مكثّفة في الأيام الماضية وبطريقه بدت أقرب إلى التربيطات المستعجلة، وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة بعلاقة هذه الحملات الإعلامية بما جرى من أحداث أبرزها الهجوم الفاشل على وزارة الدفاع الذي كان انقلاباً يستهدف القيادة الشرعية للبلاد بينما تبقى هذه الشخصيات عقبة أمام نجاح الثورة المضاده، هناك من يرى أن الخطة كانت تهدف في حالة نجاح المحاولة إلى تحميل هذه الشخصيات وقوى ثورية أخرى مسؤولية عملهم الهمجي على طريقة أقتل القتيل وحمّل أخاه المسؤولية وأعدمه «كمان»،.. وبصورة باهته جداً أخذت هذه الأبواق نفسها تحمل شخصيات على رأسهم اللواء علي محسن مسؤولية الهجوم والذي كان قد أخذ قسطاً وافراً من الحملة السابقة وبصورة بدت أشبه بالنكتة لكنها تحمل دلالات وإسقاطات هامة على نفس سياق خطة الهجوم الانقلابي الذي ألبس المهاجمين لباس «الفرقة» لنفس الغرض ودعونا من شمّاعة القاعدة وحرفية الاختراقات من أكثر من جهة داخلية وخارجية.. الارتعاش البادي سببه فشل الهجوم في تحقيق أهدافه. والمؤسف هو أن ينجر بعض الثوّار أو المحسوبين على الثورة للهجوم غير المبرّر على شخصيات مهمة في التغيير ومازال لها دور محوري في الدفاع عن الثورة ومقاومة الثورة المضادة وكأنها تحوّلت إلى هدف ثوري يتماهى تماماً مع إحدى القنوات الفضائية مثلاً وهو انجرار يفتقر إلى الوعي والإدراك السياسي بل والمسئولية الوطنية والثورية ويخدم نظام المخلوع وحلفاءهم وثورتهم المضادة.. أتحدث عن وجود حُسن نية هنا. يحتاج الظرف الوطني من كل الثوّار وقوى الشعب أن يدركوا خطورة المرحلة وأن يفرّقوا بين الآراء الخاصة وأن لا يخلطوا بين الثورة بمكوناتها المختلقة والثورة المضادة وأن تكون الاختلافات في معسكر الثورة بحجمها الطبيعي وأن تحدّد مسار النقد بموضوعية حتى لانتحوّل إلى طرشان في زفّة خصوم الثورة وحتى لا تطيش سهام بعض الثوّار بدون قصد، فتذهب إلى صدر الثورة لصالح أعدائها من قوى الثورة المضادة وقتلة الثوّار ومعيقي التغيير والاستقرار.. الثورة لم تنتهِ بعد والواجب يحتاج إلى لململة الصفوف من أجل الوطن ووفاءً لدماء الشهداء ومستقبل الأجيال بعيداً عن المكايدات السطحية والخلافات الصغيرة والرواسب التاريخية.. لندعها جانباً ونمضي نحو مستقبل كريم معاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك