تعتبر الأحزاب السياسية من أهم الأسس الديمقراطية والتعددية السياسية ولذلك هي خلقت من اجل تحقيق المصلحة للوطن والمواطن وبما يكفل تداول السلطة سلميا عبر أسس ديمقراطية وبما يلمسه المواطن من تحقيق التنمية والعدالة والمساواة وحرية الرأي والتي يحققها الحزب الذي تم إيصاله إلي السلطة لقيادة الوطن ويمكن القول أن هذه هي الديمقراطية التي تسير علي نهجها أكثر الدول الديمقراطية في الغرب. ولكن الأحزاب السياسية في بلادنا تختلف عن الأحزاب السياسية في البلدان الأخرى فالأخيرة دائما في تطور في منهجها وكوادرها ودائما هي تتجدد بحسب معيار الكفاءة والعلم وأسلوب القيادة التي تتطلع إلي سرعة التطورات السياسية ومواكبتها والتعامل معها بحكمه وسرعة الانجاز. لكن أحزابنا للأسف أن قيادتها تعودت علي إلية النظام السابق في التعامل والمداهنة مع كافة القضايا وهذه الآلية اكتسبتها من خلال التعامل مع النظام السابق والاحتكاك به سواء كان هذا الاحتكاك ايجابي أم سلبي فهم يطبقون نفس سياسته ولو بنسبة بسيطة مثل احتكار سلطة القيادة في الحزب الأشخاص نفس الأشخاص منذ تأسيس الحزب وعدم تطبيق قانون التدوير الوظيفي في داخل الهيكل القيادي في الحزب فالقيادي يظل في كرسيه سنوات ولازال بعقليه قديمة التي لا تواكب احتياجات العصر والمتغيرات وسرعتها وهذا هو السبب الذي جعل الثورة اليمنية تحقق جزء بسيط من أهدافها ويبطئ شديد. لذلك إذا لم يتم تجديد وهيكلة هذه الأحزاب وبالأصح تبديل الكوادر القديمة التي تعودت علي الآلية القديمة لنظام فاسد وفقدوا الثقة فيه ولان هذا النظام انتهي بزوال زعيمه فليعلموا أن دورهم انتهي وإذا لم يحدث هذا التغيير فإن أحزابهم سوف تصاب بالشيخوخة والهرم ثم الوفاة لا سمح الله. فيجب علي هذه القيادات ترك الدور للآخرين لكي يكملوا ما بدؤه في التغير والبناء "وتلك الأيام نداولها بين الناس " ويؤمنون بسنة الله في التغير والتبديل والتدافع وان لكل زمان فارس وزمانهم القديم ذهب مع ذهاب السابق ويجب تسليم دفة القيادة للكوادر الشابة المليئة بالحيوية والنشاط الذهني والجسماني الذين ينقلون هذا الحزب من حالة الركود والسكون والسبات العميق والبطء في التعامل مع المتغيرات والقضايا المستقبلية إلي حالة الانتعاش والتجديد والتعامل مع الوضع الراهن الذي يلبي تطلعات الشعب والمرحلة بأفكار جديدة التي تقود هذا الوطن إلي الاستقرار والتنمية والازدهار ولكي يبني اليمن بأيادي شابة وبهندسة حديثة العصر وفي نفس الوقت تجدد هذا الحزب الذي ينجح بكل المقاييس. لذلك يجب علي قيادات الأحزاب أن تسلم دفة القيادة إلي كوادرها الشابة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة وليست الانتخابات الشكلية فقط (الكليشة)في داخل الحزب لكونوا بذلك قد أدوا واجبهم علي أكمل وجه في بناء كوادر وقواعد عالية الثقافة والتعليم والقيادة الذين استطاعوا إحداث التغير في اليمن وقادرون علي إحداث التجديد والتطوير والقيادة السليمة والحديثة لأحزابهم.