محافظة تعز هي الأكثر سكانا، والأكثر عرضة للتهميش والإقصاء واللامبالاة، ولم يتعرض أبناؤها لأسوأ مما طالهم من تهميش على يد نظام علي صالح إلا ما تعرضوا له على يد الحوثيين في شمال الشمال وهم الذين لا يزالون يتعقبونهم في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ويقتلونهم، وما تعرضوا له على يد بعض أنصار الحراك المسلح الذين اعتدوا على أعداد منهم وقتلوا بعضهم في السنوات الماضية. وفيما كان أبناء تعز ينتظرون من سلطان السامعي أن يقنع حلفاءه في الحراك المسلح بعدم التعرض للمغتربين منهم في المحافظات الجنوبية إذا هو يخرج ويطالب الجنوبيين بطرد أبناء تعز من المحافظات الجنوبية -بحسب ما نشره موقع بندر عدن الذي تابع مقابلة للسامعي في قناة عدن لايف!! وإضافة إلى ذلك وبحسب الموقع، فإن السامعي برر اعتداءات الحراك على بسطات باعة من المحافظات الشمالية معتبرا أنها «نضال سياسي». وقال إن الوضع الآن في الجنوب «هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى»، وطالب الجنوبيين -بحسب ما نشره موقع بندر عدن- بطرد أبناء تعز من المحافظات الجنوبية!! وكان بعض أتباع سلطان السامعي ومن إليه في محافظة تعز قد خرجوا قبل أشهر يهتفون من أجل الانفصال!! سلطان السامعي وبعض من يقف موقفه يذكروني بقصة من الموروث الشعبي في تعز تقول إنه كان هناك شاب أهبل شوية، وكان الناس يدلكموه ويتمسخروا به.. وذات يوم جلس بجوار أمه في المطبخ وهي تلح بالملحة، فانتهزت أمه الفرصة وجعلت تتحدث وتلقي إليه بعض النصائح وتقول له: أشتيك يا ابني تكن رجال بين الرجال، وإذا سمعت أي حد يتمسخر بك فلا تقبل الهيانة على نفسك، وراحت توصيه أن يكون يهنجم ويهربج ويفعل ويصنع ويترك ويعمل له هيبة.. إلخ. المهم: راحت تشحذ همته وتتالي عليه النصائح من هذا النوع وكان يستمع إليها وينفخ صدره متأثرا بكلامها، وكانت كلما رفعت لحوحة من فوق الملحة أكلها وهو شارد الذهن يفكر في كلامها. وفجأة: نفد اللحوح الذي أمامه، فإذا هو يقطع كلام أمه ويضرب بيده على الأرض وهو يقول غاضبا ومهنجما: يا حجة، عط�'في لحوح!! وهنا التفتت إليه وقالت له ببرود: «ملى مش على عشاء اخوتك»!!