قتل نحو 100 سوري في اليوم الأول لهدنة عيد الأضحى الهشة, التي شهدت اشتباكات وانفجار سيارة مفخخة بدمشق، فيما تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بخرق تلك الهدنة التي كان من المفترض أن تسري منذ صباح أمس الجمعة حتى يوم الاثنين المقبل. وقد خرقت الهدنة المعلنة بين الجيش النظامي والثوار في مدينة معرة النعمان وريفها بعد قصف بالمدفعية والصواريخ تعرضت له بلدتا معرمشة ومعرشورين في أول أيام عيد الأضحى المبارك. في المقابل، سجلت لجان التنسيق المحلية في وقت سابق أمس الجمعة أكثر من 42 خرقا لهدنة الأضحى على الجغرافيا السورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من لندن مقرا له- في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية عصر أمس إن "الهدنة انهارت في مناطق عدة". من جانبه أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن القوات النظامية أطلقت النار أيضا على متظاهرين في قطنا بريف دمشق وفي حي القابون جنوبدمشق، وعدّ ذلك "خرقا لإطلاق النار". وقال إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين "يشكل خرقا"، وأضاف أن المقاتلين المعارضين أكثر هدوءا من قوات النظام "لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف النار". وشكك الشيخ في نوايا النظام وقال "هذا نظام كاذب.. كلما خرج الناس سيطلقون النار.. لو ترك الناس يتظاهرون أصلا لكان النظام سقط منذ زمن، ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام بوقف النار لكان الشعب السوري خرج كله". ورغم أن الجيش السوري والمعارضة وافقا على الالتزام بوقف إطلاق النار في العيد، فإنهما قالا إنهما يحتفظان بحق الرد على أي انتهاك من الجانب الآخر. وكانت الهدنة قد جاءت بناء على اقتراح من جانب المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي. انفجارات وفي أول أيام عيد الأضحى, قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن انفجارا هز شارع الشهداء في درعا المحطة مخلفا وراءه عشرات الجرحى. وقال ناشطون إن الانفجار وقع في منطقة أمنية مشددة، وإن معظم الضحايا من المدنيين، وقد تلاه إطلاق نار شديد واعتلاء قناصة النظام أسطح الأبنية. وأفاد الناشطون بأن معظم الضحايا من الأطفال، حيث كانوا يلهون في إحدى الساحات بالمنطقة قبل أن يقع الانفجار الذي أحدث دمارا كبيرا في المنطقة المحيطة به. كما تحدث ناشطون عن انفجار آخر لسيارة ملغومة أمس الجمعة قرب ملعب للأطفال في حي الزهور جنوبدمشق، وإن التقارير الأولية تشير إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وإلحاق أضرار بعدد من المباني.