كشفت مصادر عسكرية ل"الأهالي" عن تفريغ كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة من مخازن في منطقة سنحان (مسقط رأس صالح) وإعادة توزيع تلك الأسلحة على أحياء ومنازل بالعاصمة صنعاء بإشراف قيادات عسكرية رفيعة مقربة من عائلة صالح. وشهدت الأشهر الماضية عمليات نهب واسعة للأسلحة التابعة لقوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح ونقلها إلى مخازن مستحدثة في منطقة سنحان. وكانت مصادر إعلامية كشفت مؤخرا عن قيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقائد حرسه الخاص نجل شقيقه طارق محمد عبدالله بإخراج كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من المخازن الواقعة في دار الرئاسة بجبل النهدين وتخزينها في إحدى قرى مديرية "سنحان" مسقط رأس صالح. وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد قد اتهم قائد الحرس بنهب (90%) من أسلحة اللواء الأول حرس خاص الذي تم ضمه بقرار جمهوري إلى قوات الحماية الرئاسية ويتمركز بدار الرئاسة بمنطقة السبعين، ووعد الوزير بأنه سيوجه قائد الحرس بإعادة الأسلحة والقوة البشرية التي تم نهبها من اللواء وقال إنه لم يعد يوجد من أسلحة وعتاد اللواء غير (10%). وجاء ذلك الاتهام بعد يوم من كشف مصادر عسكرية ل"الأهالي نت" عن عمليات نهب واسعة لمخازن الأسلحة باللواء الأول ونقلها إلى منطقة سنحان ومعسكر الصباحة. وتشهد عدد من الألوية التابعة لقوات الحرس الجمهوري التي يقودها احتجاجات متصاعدة للمطالبة بإلحاق تلك الألوية بوزارة الدفاع وفصلها عن الحرس الجمهوري. وشهد اللواء 26 حرس جمهوري المتمركز في منطقة مكيراس جنوب محافظة البيضاء السبت الماضي موجة غضب عسكري طالب فيها جنود اللواء بنقلهم من قوات الحرس وإلحاقهم بوزارة الدفاع واحتجاجا على مصادرة مستحقاتهم. وذكرت صحيفة "أخبار اليوم" إن ما يقارب من ثلاثمائة جندي سيطروا السبت على مقر قيادة اللواء الذي يقوده العميد علي عزيز الحجيري بعد أن فشلت كافة الجهود التي بذلوها لتحقيق مطالبهم. ويشهد اللواء الثالث مشاة جبلي المتمركز في منطقة الصمع- أرحب حالة من الفوضى منذ أكثر من شهرين حيث طرد الجنود قيادة اللواء وجميع الضباط على ذمة نهب 670 آلي كلاشنكوف من اسلحة المعسكر التي كانت عهدة لدى قادة الكتائب. ونقلت صحيفة "الشارع"عن جنود في اللواء قولهم إن الضباط نهبوا كميات من الأسلحة بعد صدور قرار جمهوري قضى بضم اللواء إلى المنطقة العسكرية الوسطى. وذكرت الصحيفة أن الجنود طردوا جميع الضباط وكلفوا أحد الجنود للقيام بمهام قائد اللواء حسين الروحاني الذي يحضر نادرا في حراسة أمنية مشددة ولا يقوم بمهامه العسكرية بما في ذلك إجراء الطابور العسكري. وأصدرت وزارة الدفاع أوامر بنقل اللواء الثالث مشاة جبلي وهو أحد الألوية التابعة لقوات الحرس الجمهوري إلى محافظة شبوة غير أن الجنود رفضوا ذلك. وكان الرئيس هادي اتهم أفراد عائلة صالح ومقربيه بعرقلة القرارات العسكرية المتعلقة بإعادة هيكلة الجيش والوقوف حجر عثرة أمام تلك القرارات. وجمد هادي قرارات عسكرية ومدنية ودبلوماسية كان من المقرر إصدارها عقب إجازة عيد الأضحى يفترض أن تشمل إقالة أحمد علي عبدالله صالح من قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وإقالة يحيى محمد عبدالله صالح (نجل شقيق صالح) من منصبه كرئيس لأركان حرب قوات الأمن المركزي. وكان مصدر إعلامي بمكتب هادي نفى أخبار صدور قرارات بإقالة قيادات عسكرية تشمل أقارب صالح وعلي محسن الأحمر بأنها "مزاعم وادعاءات تحريضية وتخريبية وتهدف إلى مرامي تثير البلبلة". وشن المكتب المصدر هجوما لاذعا على وسائل الاعلام التي تعاطت مع الخبر ووضفها بالجرائد "الصفراء والمواقع الكاذبة والمفترئة". وكان موقع "الثورة نت" التابع لصحيفة الثورة الرسمية قد قال أن هادي سيصدر قرارين يقضيان بإقالة أبرز القيادات العسكرية يعتقد بأنهما سيطيحان بقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح وابن عمه أركان حرب الامن المركزي يحي محمد عبدالله صالح تمهيدا لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني. وسبق لمصدر بالمكتب الإعلامي للرئيس هادي نفيه لخبر نشرته صحيفة «26 سبتمبر» الناطقة باسم وزارة الدفاع (الخميس 20سبتمبر2012) عن صدور قرارات رئاسية مرتقبة تشمل قادة عسكريين وأمنيين وسفراء ومحافظين، ووصف تلك الأخبار بأنها فبركات كاذبة تهدف إلى الإثارة ومحاولة خلق الإثارة. وأظهر هادي خلال الآونة الأخيرة تراخيا ملحوظا في إقالة بقايا عائلة صالح من المناصب العسكرية والأمنية، الأمر يتخوف مراقبون من احتفاظه ببقائهم كورقة للضغط على قوى الثورة والقوى السياسية لتمرير مصالح شخصية حاضرة ومستقبلة. ويمثل انقسام الجيش أهم معوقات الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني في ظل تمسك قوى الثورة وأطراف سياسية بضرورة إقالة أقارب صالح من مناصبهم قبل الدخول في الحوار. ويواجه هادي مطالبات شعبية متصاعدة لإقالة أحمد علي وفرض تبعية الحرس الجمهوري لوزارة الدفاع. وتمتلك قوات الحرس الجمهوري منظومة صواريخ كاتيوشا مثل الغراد والراجمة RM-70 والراجمة WR-40، وأيضا يمتلك أكثر من 25 راجمة أورجان (bm27) الحديثة، والتي تسمى بالعاصفة.. كما تمتلك صواريخ أرض أرض مثل سكود بي وforg 7. أما أنظمة الدفاع الجوي فيمتلك أنواعاً مثل بوك إم وتور إم وتنجستا، وأنواعاً من صواريخ سام. وتتكون قوات الحرس الجمهوري من 23 لواء -فيلق- موزعه على ألوية "مدفعيه ودبابات ومدرعات ومشاه ميكا ودفاع جوي والويه صواريخ", منتشرة في جميع محافظات اليمن وتتحصن تلك الألوية في مناطق مطلة على مدن في الغالب. وتضم ألوية الحرس أكثر من 128 ألف جندي. فيما تتكون القوات الخاصة التي أنشأها نجل صالح عام 2000م من 11 لواء.