منح مدينة تعز لقبا رسميا بأنها العاصمة الثقافية، لا يعني ذلك أن يظل هذا اللقب تسمية أبدية محصورة بتعز ما لم تحافظ على هذا اللقب وهذه التسمية بجدارة واقتدار، وأحسب أن تعز بناسها وأهلها، خاصة وأن مدينة تعز بالنسبة لليمن كسفينة نوح فيها من كل قرية من قرى اليمن، ما لم يكن من كل أسرة شخصين اثنين. الأمر الذي يجعل هذه السفينة الممثلة لليمن ككل قادرة بتوفيق الله ثم بروح التمدن والتحضر الذي يصنعه جميع من فيها على أن تحافظ على هذه التسمية دون تردد أو قصور. ثمة شيء يهدد هذه التسمية وهو تدني المستوى التعليمي، أو بمعنى أدق قصور الأداء في العملية التعليمية والتربوية خلال السنوات القليلة الماضية. صحيح أن هذا الأمر لا يقتصر على تعز وحدها، لكنه تفاقم بشكل لافت في تعز وبالأخص خلال السنوات الأخيرة، وبالذات العملية الامتحانية التي غزاها الغش وازداد بصورة مخيفة في الأعوام الثلاثة الأخيرة. ولأن أدوات الفساد في عام الثورة 2011م أرادت أن تفسد كل شيء وتدمر كل ما تستطيع، فقد ركز الفساد والمفسدون على العملية التعليمية وبالأخص عندما تحول مكتب التربية والتعليم إلى ثكنة عسكرية، وتحولت قياداته -إلا من رحم الله- إلى أدوات للبلطجة والبلطجية. المؤسف أن هذه الادوات ما تزال هي من تدير العملية التربوية والتعليمية داخل المحافظة حتى هذه اللحظة، وليت المصيبة اقتصرت على مجال التعليم فحسب بل إن المصيبة عمت حتى شملت كل المجالات التي توقف عندها الزمن فلم يحدث أي تغيير لفاسد بل حتى القتلة ما زالوا في مواقعهم. تعز العاصمة الثقافية. وقد نسمع من يطالب أن تكون عاصمة الثورة، وهنا ستكون المفارقة العجيبة أن عاصمة الثقافة ما يزال يتربع على مفاصل السلطة فيها الفاسدون، وأن عاصمة الثورة ما يزال يعبث فيها أدوات المخلوع. فهل تعز عاصمة الثقافة؟ إذن فلتكن عاصمة الثورة ولكن ثورة تقتلع كل الفساد والفاسدين. * الأهالي نت