بودي لو أحظى بالمرح ليوم واحد فقط مكتفيا بالحديث والمباهة بشرف هذا اليوم الخرف الظل والذي سأخلده لكل خيبة تصور حلم مضى وآخر سيأتي, مع يقيني الجازم أن هذا اليوم سيختفي تحت بذخ وساويس امرئٍ انتهازي مليء بالوحوش لا يحس بالراحة في نفسه الا بالاحتيال المستميت على مبادئ الضعفاء والمحتاجين من رغيف وحرية. كم نحن هنا بحاجة إلى طاقة عظمى - لمواجهة هذا الضغط المترصدن من نوبات الاحتيال المتقنة - لاحتساء يوما واحد للفرح هذا إذا ما فكرنا بيومين أو ثلاثة للفرح فذلك سيتطلب منا السقوط مسحوقين تحت أقدام المارة نتبرع كالعجول على أرصفة الشوارع ومقاصف المقاهي والمنتزهات اشبه بعرطيط مفزعة لخلايا سرية حقيره محصورة في تجسسها على بسطات طالبين الله. حينها سيتمنى أحدكم لو أنه أنتكس بقدميه أولا أثناء خروجه من رحم أمه يتبعه فشل طبي فادح يمكنه من النوم الأبدي وقد هدهدت الأحلام والآمال الحلوة المتسللة من روح أمه- إلى جسده الما زال نقي – مراسيم حياة مؤجلة لسعادة مسبقه.