تشهد مدينة عدن عصر اليوم الخميس مهرجانا مليونيا حاشدا تشارك فيه قطاعات الثورة الشبابية من (عدن ولحج وأبين وشبوة) هو الأكبر من نوعه وذلك للاحتفال بالذكرى الأولى لتحقيق أهداف الثورة، بسقوط صالح من سدة الحكم وانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي في 21 فبراير رئيساً لليمن. ويأتي هذا المهرجان وسط إجراءات أمنية مشددة تشهدها عدن لمنع عناصر من أنصار الحراك "الانفصالي" المسلح التابعة للبيض من القيام بأعمال فوضى وعنف بعد أن كانت قيادة التيار المتشدد في الحراك الجنوبي قد حرضت أنصارها لمنع إقامة هذا المهرجان". وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في حزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن خالد حيدان أن هذه الفعالية ستكون نوعية وأن شباب الثورة في مدينة عدن والجنوب عموماً من حقهم إقامة فعالياتهم متى أرادوا وفي أي مكان شاءوا بعيداً عن لغة الإقصاء والهيمنة التي يحاول البعض فرضها. وأشار خالد حيدان في تصريح للصحوة نت إلى أن لغة الرفض والمنع التي يطلقها البعض قد عفا عليها الزمن وتجاوزتها الثورات في الربيع العربي". وقال إن هذه الفعالية ليست رسالة خاطئة توجه هنا أو هناك كما أنها ليست استفزازا لأحد بل هي فعالية ثورية تجمع عدة مناسبات أبرزها تحقيق أحد أبرز أهداف الثورة ممثلا برحيل نظام المخلوع صالح رسميا وانتخاب رئيس جديد لليمن أنجبته ثورة الشباب بدماء شهدائها وسلميتهم, كما أن فعاليتنا ستكون احتفاء بسقوط أول الشهداء من عدن وإحياء لثورة عظيمة أشاد بها العالم أجمع. وأشار إلى أن هذه الفعالية ستشارك فيها كافة المكونات الثورية الجنوبية وجميع التشكيلات الأهلية والمدنية من مختلف الشرائح كما سيشارك مختلف أطياف العمل السياسي بمدنية وحضارية. واستهجن رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح بعدن خطاب التحريض والإقصاء الذي سلكته بعض مكونات الجنوب ضد بقية المكونات الجنوبية، مؤكدا أن سياسة التهميش والإلغاء قد تقادمت وينبغي على ساسة اليوم أن يتعاملوا مع الواقع بعقلية متجددة بعيدة عن ركام الماضي. وأضاف :"أن محافظات الجنوب وعدن ليست علامة حصرية لتيارات العنف، وأن الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقه عام 2007م رفض الظلم والإقصاء والتهميش، "لكنه اليوم تسلقته تيارات العنف وسار في اتجاه آخر يستهدف شباب الثورة ومكوناتها ويختلف عن نهج القيادات الحقيقية في الحراك السلمي". ودعا قيادات الاعتدال في الحراك وعقلائهم إلى تهدئة لغة التخوين والتحريض السياسي ضد خصومهم وعدم ممارسة سياسة التغطية لأعمال العنف والاعتداء والتقطعات وإقلاق السكينة العامة كما دعاهم إلى أن يمارسوا نشاطهم السلمي بكل حرية في ظل نظام جديد أنجبته الثورة وفر سقفا عاليا للحرية بعد أن كانت مصادرة فيما مضى. وحول مهاجمة مقرات الأحزاب السياسية لاسيما مقرات الإصلاح: قال :"إن مهاجمة مقراتنا تعبر عن رفض للثوابت السياسية وعدم قناعة بممارسة التعددية والديمقراطية- فعن أي نظام يبشر هؤلاء - والذي يرفض ممارسة النشاط السياسي العلني فهو يبشر بدكتاتورية واستبداد عفا عليه الزمن, ونستغرب أن تبدأ حملة مهاجمة المقرات السياسية بالتزامن مع ذكرى رحيل رأس الاستبداد علي صالح. وكانت سلطات الأمن بعدن أكدت أنها لن تتهاون مع العناصر التخريبية التي تسعي للقيام بأعمال عنف وفوضي وذلك بعد أن كانت عدن قد شهدت مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 33 آخرين الأسبوع الماضي في مواجهات بين عناصر من أنصار الحراك الانفصالي كانوا هاجموا تجمعا لشباب الثورة في المدينة خلال حشد للاحتفال بذكرى مرور عامين على الثورة الشبابية السلمية في الحادي عشر من فبراير الجاري. وتعرضت عدد من مقرات التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن ولحج وأبين لاقتحامات ومداهمات من قبل مسلحين متشددين في الحراك الانفصالي التابع للبيض". وقال محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد إن هناك من يحاول تصدير العنف إلى المدينة لأهميتها الإستراتيجية في المنطقة "بهدف تحويلها إلى مسرح للفوضى والإرهاب"، مشيرا إلى أن تلك المحاولات تحتم على السلطات التصدي لها. وتحدث علي رشيد عن تحديات كثيرة تواجهها عدن أبرزها ما قال إنها محاولات إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار بذرائع مختلفة من قبل من وصفهم بالخارجين عن القانون. وأضاف "لن نقف ضد التعبير السلمي عن الرأي لكننا نرفض استغلاله من قبل البعض لممارسة العنف والتعدي على المواطنين أو منعهم من التعبير". وأشار إلى أن يوم ال21من فبراير2012م يعد حدثا وطنيا غير عادي تجسدت فيه إرادة الشعب اليمني في الانتصار للثورة الشبابية السلمية التي أسست لقيم التغيير السلمي وذلك بنجاح أول انتخابات رئاسية لنقل السلطة سلميا عبر صناديق الاقتراع". وقال محافظ عدن خلال لقائه الاثنين الماضي بديوان المحافظة بالشخصيات الاجتماعية والثقافية وممثلي الأحزاب أو القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وبعض ممثلي فصائل الحراك الجنوبي المعتدل إن فعالية اليوم الخميس هي عبارة عن مهرجان مليوني حاشد في ساحة العروض بخور مكسر يقام باسم حكومة الوفاق والسلطة المحلية والفعاليات السياسية بمختلف توجهاتها احتفاء بالمناسبة الوطنية الذكرى الأولى لتولي الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي مقاليد السلطة في البلاد والانتقال السلمي للسلطة.