يكثف وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، تحركاته وأنشطته الرامية إلى إعادة هيكلة الجيش ويستعد إلى إقالة أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورموز نظامه، وهو الأمر الذي وسع دائرة الخلاف بين عائلة صالح ووزير الدفاع. وكان ترشيح الوزير قد شهد خلافا شديدا بين الرئيس عبدربه منصور هادي وعلي صالح إبان ترشيح وزراء حكومة الوفاق الوطني ووصل الحد إلى وقوف هادي بقوة وإصراره على ترشيح وزير الدفاع للوزارة التي كانت من نصيب حزب المؤتمر الشعبي العام الشريك في الحكومة. وقد كان النجل الأكبر لصالح قائد قوات الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح، قد هاجم مؤخرا وزير الدفاع في كلمة ألقاها الأول في لقاء جمعه بقيادة الحرس الجمهوري. واتهم نجل صالح وزير الدفاع بمجاملة قائد قوات الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر. وقال أحمد: "اتفقنا مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ولكن للأسف نفذ جزء وجزء لم ينفذ والمخجل أنهم يرفعوا لقائد الفرقة طلب مقترح بتوزيع القوات المنشقة والتي لم تظل مع الشرعية". حسب ما نشره موقع أنصار الثورة. ووصف قائد الحرس عملية إعادة الهيكلة بأنها "إسطوانة مشروخة ومزايدات سياسية: "المطالبة بالهيكلة هي استهداف أشخاص (هذه هي الهيكلة في نظرهم إذا استهدفوا أشخاص خلاص هذا الذي يشتوا وبعدين هيكلوا القوات المسلحة وإلا ارموهم البحر)". وكان هذا الحديث في إطار كلام سري افتتحه بعد الانتهاء من الكلمة التي بثت على (اليمن اليوم) وبترت منها فقرة مهاجمة قائد الحرس للأطراف السياسية في اليمن متهماً إياها بالعجز. وحسب معلومات الأهالي نت، فأن أحمد علي كان يعامل كل القيادات العسكرية ومنهم وزير الدفاع بامتهان شديد. وبدأت وحدات من الفرقة الأولى مدرع أمس السبت إخلاء مواقعها من العاصمة صنعاء وضواحيها وتحركت إلى مواقع تمركزها, تنفيذاً لتوجيهات الرئيس هادي وخطة وزارة الدفاع. وقام وزير الدفاع وعضوا لجنة الشئون العسكرية اللواء الركن الدكتور ناصر عبد ربه الطاهري والعميد الركن عبدالعزيز الشميري اليوم بتوديع قوة اللواء 135مشاة التابع للفرقة الأولى مدرع. وأثناء التوديع ألقى وزير الدفاع خطاباً عبر فيها عن الشكر والتقدير لقيادة المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ممثلة باللواء علي محسن صالح على سرعة تجاوبه وتنفيذه لخطة وزارة الدفاع ولجنة الشئون العسكرية. حسب مانقلته وكالة سبأ. وكان وزير الدفاع محمد ناصر أحمد وزير الدفاع، قال في حوار مع صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش (الخميس 5 أبريل) أن الشعب اليمني "الذي عانى كثيراً خلال العام المنصرم وحتى اليوم، وقدم التضحيات الجسام من خيرة أبنائه الميامين سواء من منتسبي القوات المسلحة والأمن أو بقية فئات وشرائح المجتمع، لن يقبل بأنصاف الحلول، وهذا ما ينبغي أن يدركه الجميع، وهذه هي الرسالة التي يجب أن يفهمها الجميع.. فعجلة الزمن تمضي قدماً، وعلى أولئك الذين لا يزالون يتوهمون بعودة الماضي الكئيب عليهم أن يعلموا علم اليقين بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء وأن قطار مسارات الوطن يمضي إلى الأمام". وقال أن من "يعتقد أنه قادر على مغالطة الناس هو فقط يغالط نفسه وهو وحده من سيدفع ثمن مغالطاته عما قريب دون أدنى شك". ووجه وزير الدفاع دعوته التي وصفها بالصادقة "لكل المعنيين أن لا يدفعونا ويضطرونا لاتخاذ الاجراءات التي تتناسب مع أي مواقف غير مسؤولة والتي نحن جميعاً في غنىً عنها.. من أجل اليمن واليمن وحدها، وثقتنا كبيرة في تجاوب الجميع". وقال الوزير أن "غياب تطبيق القانون خلال المراحل الماضية وانعدام استقلالية القضاء قد أدى خلال الفترة الماضية إلى اختلالات كبيرة في هرم العمل الأمني مما أدى إلى فقدان الثقة لدى المواطن بالأجهزة الأمنية التي عانت كثيراً من الموروث في ظل غياب مبدأ الثواب والعقاب". وأضاف: "مع الأسف الشديد عانينا كثيراً في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة من بعض الاشكاليات الذي لم يُعد اليوم مقبول بها في ظل معطيات الراهن ومتغيراته ومستجداته، لأن ذلك بات يتعارض مع متطلبات الحاضر بكل موجباته الوطنية والإقليمية والدولية". وقال أنه سيعمل خلال الفترة القليلة القادمة على إحداث تغييرات جوهرية في صميم البنية العسكرية للقوات المسلحة "لتكون قوة بيد الشعب تؤدي مهامها وواجباتها بحيادية مطلقة.. منحازة للشعب والوطن دون سواهما، وقد علمتنا التجارب والخبرات بأن أي جيش لا يستمد قوته وعزيمته من شعبه فهو جيش لا يحصد إلا الهزائم". وأضاف: "الضمانات من كل الأطراف بدون استثناء هي كثيرة وأبرزها التحرر من إعادة إلقاء مسؤولية الفشل والعراقيل على الغير، وضرورة أن يبادر الكل الى نقد الذات وتحمل مسوؤلية العجز والاخفاق الذاتي والاعتراف به كأحد مصادر أزمة الوطن، والتخلص من المماحكات السياسية المتبادلة ومن محاولة تحقيق مكاسب ضيقة على حساب الوطن، بل يتوجب إحداث تغيير جوهري في العقلية الشمولية الخاطئة باحتكار الحق والحقيقة والقدرة الكاذبة على الانفراد بالمهام الكبيرة، واستبدال ذلك بتحقيق الاجماع الوطني عند التنفيذ وتوسيع دائرة المشاركة في قيادة عملية التغيير التي تشترطها المبادرة، وصنع الانجاز وتحديد مصير الوطن". * نص الحوار منشور في موقع سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع