صباح الاثنين المنصرم تجمع عشرات المسلحين بزي مدني من أبناء مدينة رداع، وعزموا على قطع الشارع العام الذي يربط بين محافظتي البيضاء وذمار، احتجاجاً على ما قام به جنود يتبعون اللواء الأول مشاة جبلي حرس جمهوري من أعمال شغب في المدينة وإجبار أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم بقوة السلاح. أثناء قيام المسلحين المحتجين بقطع الشارع قام مراسل "الأهالي نت"الزميل ناصر علي بالزيارة للمكان بغرض تغطية الحدث، كونه من قام بتغطية أعمال الشغب والفوضى التي قام بها الجنود، وعند وصوله، قام بتصوير المكان وطلب من بعض المشاركين أن يدلو ببعض التصريحات حول سبب الاحتجاج وتجاوب الكثير في حين اعترض البعض وحاول منعه من التصوير. كان الوضع مشحونا ومتوتراً، وأغلب الحاضرين يعتصرهم الغضب، وبين الحين والآخر تعلو أصوات الرصاص، على إثر ذلك قام بعض المحتجين بحرق إطارات السيارات وسط الشارع، ووضع الحواجز الاسمنتية والأحجار الكبيرة على الطريق بغرض قطع الطريق ومنع مرور المسافرين. بحث الزميل ناصر عن مكان مرتفع وقريب من أجل التقاط بعض الصور العامة للمكان، وأثناء ماكان يقوم بالتصوير إذا بإطلاق للرصاص من أماكن مختلفة، فيما الذين يعملون في ذلك الفندق الذي كان يصور منه، طلبوا منه المغادرة خوفا من أن يكون سبباً في استهداف المبني. وعند نزوله من المبنى، وحسب رواية الزميل ناصر: «رأيت الوجاهات التي تبنت الحشد وجمع المحتجين يغادرون المكان باتجاه المستشفى الدولي فلحقت بهم، فإذا بهم يلتقون بقائد الحرس الجمهوري بمعسكر أحرم برداع العقيد ناصر طريق، الذي قال أنه جاء من أجل المفاوضة مع المحتجين معبراً عن استيائه واستنكاره لما قام به جنود من قطع للطريق واغلاق المحلات التجارية وارعاب المواطنين بإطلاق الرصاص العشوائي، وسلم الوجاهات بندقيته (وهذا عرف قبلي) طالباً منهم رفع المسلحين من الشارع العام وفتح الطريق، فوافقوا على ذلك واتجهوا نحو المسلحين الغاضبين والمحتجين ليخبروهم بما جرى بينهم وبين القائد طريق فحدث جدال فيما بين المحتجين الذي وافق بعضهم ورفض اخرين وصل الى حد اطلاق الرصاص في الهواء، وأثناء الجدل، وصل طقم عسكري قادم من اتجاه السوق المركزي وهو يطلق النار في الهواء بغرض فض المحتجين، فحدثت الاشتباكات بين جنود الطقم العسكري التابع للحرس الجمهوري وبين المحتجين، فتفرقنا». يقول ناصر: «حاولت أن أجد مكان أستطيع من خلاله تصوير الاشتباكات لكني لم أجد المكان الىمن والمناسب فكنت التقط الصور من هنا وهناك ، وكانت الرصاص في كل مكان من حولنا بشكل كثيف وعشوائي، وكان أول جريح يسقط في الاشتباكات هو عبدالكريم البصيري أحد المحتجين الذي اصيب في رأسه في وسط الشارع حيث كان يختبئ خلف نقطة إشارة المرور الاسمنتية التي يقف عليها المرور وسط الشارع فرأيت المصاب وهو يحاول النهوض وقد غطى الدم وجهه فأسرع إليه بعض الشباب وحملوه، ظننت حينها أنه سيموت كون الاصابة في رأسه، ولكنه نجى". أثناء تنقل الزميل ناصر من مكان إلى آخر، حاول أحد المسلحين المحتجين منعه من التصوير وهدده بالسلاح بغرض أخذ الكاميرا بالقوة فرفض الزميل ناصر، وأبلغه بأنه من ابناء رداع ومن ابناء المنطقة، حينها حاول أن يمسك بالكاميرا من يده، فتدخل عددا من الموجدين وقاموا بزجره". وقف الطقم العسكري الذي لم يسانده أحد بالقرب من المكان واستمر أفراده المحتمين فيه كونه مدرع لا تستطيع الرصاص اختراقه في الاشتباكات برغم أن الرصاص انهالت عليهم من كل الاتجاهات، حتى قام أحد المحتجين المسلحين الذي استطاع القرب من الطقم بإلقاء قنبلة على الطقم حينها قتل من قتل من الجنود وأصيب من أصيب وهرب من هرب فهجم مجموعة من المسلحين على الطقم وقاموا بإحراقه. أشيع عند بعض الأقارب والأصدقاء أن الزميل ناصر قد قتل، فخرج شقيقه الأكبر عبدالجليل وأحد أبناء عمه يبحثون عنه، حاولوا الاتصال به، لكنه لم يرد بسبب صعوبة الموقف، وعلى الرغم من سيطرة المسلحين على الطقم العسكري كانت الرصاص لا تزال في كل مكان بشكل عشوائي، انتقل إلى الجهة الأخرى، بجوار فرزة البيضاء، فوجد أخيه وابن عمه، هناك على دراجة نارية، فأخذوه معهم بالقوة إلى البيت. يقول ناصر: «عند وصولي إلى البيت اتصل بي أكثر من شخص أن هناك قتيل من المواطنين المارة من منطقة ريام وهناك جرحى وقتلى في المستشفى الدولي فخرجت من البيت دون أن يشعر أحد، وذهبت إلى المكان الذي يتواجد فيه القتيل الريامي واسمه علي دهمس قتل اثناء خروجه من مطعم حرض على سيارته بطلق ناري في رأسه فصورته ثم اتجهت باتجاه المستشفى الدولي وكان الطقم العسكري لا يزال يحترق، ومايزال اطلاق الرصاص العشوائي يحيط بالمكان، فوقفت بجوار أحد المحلات التجارية من أجل التقاط بعض الصور للطقم فإذا بإطلاق رصاص نحو المكان الذي كنت اتواجد فيه فتحركت منه بخطوة أو خطوتين فقط وإذا برصاص كثيف تنهال على ذلك المكان ارتدت إحداها فأصابت يدي اليمنى وتطايرت بعض النفش المتناثرة فأصابت بعض أجزاء يدي فغادرت المكان مسرعاً دون أن اشعر بألم، سال الدم من يدي فاتجهت نحو احدى الصيدليات من أجل إيقاف النزيف وربط الجرح ثم اتصلت بأحد أقاربي الذي جاء وحملني على دراجته النارية إلى البيت، ومن ثم إلى المستشفى». ولا يزال الزميل ناصر يرقد في منزله ويخضع للعلاج.