ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بما وصفه بالفاشية الجديدة ومساعي حظر اللغة الروسية غرب أوكرانيا، في حين أمر الرئيس فلاديمير بوتين ببدء عملية واسعة للكشف عن جاهزية القوات المسلحة الروسية في وسط وغرب روسيا، وفي أوكرانيا واصل المتظاهرون اعتصامهم، فيما يُنتظر أن يُعلن تشكيل الحكومة الأوكرانية الجديدة في ميدان الاستقلال مساء اليوم. ودعا لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى إدانة تصاعد 'القومية والفاشية الجديدة' في غرب أوكرانيا، مشيرا إلى محاولات القوميين حظر استخدام اللغة الروسية ونزع صفة المواطنة عمن يتحدثون بها، وذلك في أحدث تعبير لغضب موسكو بشأن تحرك كييف لاستعادة الأوكرانية لغة وطنية إلزامية في الوثائق الرسمية. وجدد عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مطلع الأسبوع الجاري مخاوف من أن الدولة السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة قد تنقسم وفقا لخطوط الأقاليم المؤيدة للغرب والأقاليم المؤيدة لروسيا. ومنذ أن أطاح محتجون بيانوكوفيتش أصبحت روسيا قلقة بدرجة متزايدة من التحركات السريعة من جانب برلمان أوكرانيا للتأكيد على الاستقلال عن روسيا. استعداد عسكري في سياق متصل، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء بإجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من أوكرانيا، للتأكد من جهوزيتها للقتال. وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو 'كلف القائد الأعلى التأكد من جهوزية القوات للتحرك من أجل مواجهة أوضاع متأزمة تهدد الأمن العسكري للبلاد'، وذلك في أجواء أوروبية مشحونة بالتوتر في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها أوكرانيا. وبحسب وزير الدفاع الروسي، فإن الاختبار سيشمل مدى قدرة قوات الجيش الروسي على التعامل مع مواقف الأزمات والتهديد العسكري، وأوضح أنه سيبدأ فورا، وسيتم على مرحلتين، وانه سينتهي في 3 مارس/آذار المقبل. وعلق وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند على التحركات العسكرية الروسية، قائلا إن بلاده ستتابع الأنشطة العسكرية الروسية، وإنها ترفض التدخل الخارجي في أوكرانيا. وحين سأل الصحفيون هاموند عن الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال 'من المؤكد والواضح أننا نريد أن نكون على اطلاع كافٍ على أي أنشطة تقوم بها القوات الروسية'. وأضاف 'سنحث جميع الأطراف على أن تترك الشعب الأوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله من دون تدخل خارجي'. وتأتي التحركات الروسية فيما اتهم رؤساء أوكرانيون سابقون -وهم ليونيد كرافشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوشنكو- روسيا بالتدخل المباشر في الشأن الداخلي الأوكراني، وانصب الاتهام بشكل خاص على التدخل الروسي في الوضع السياسي المتأزم في شبه جزيرة القرم. وكان لافروف أكد أمس الثلاثاء عقب محادثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن أن موسكو أكدت موقفها المبدئي بعدم التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية، ودعا لعدم إجبار هذا البلد على الاختيار بين الغرب والشرق. في غضون ذلك، قال النائب الأوكراني فاليري باتسكان إنه سيتم الإعلان تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة مساء اليوم الأربعاء في ساحة الميدان التي يحتلها المتظاهرون بوسط كييف منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وفي تطور آخر، أعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف حل قوات مكافحة الشغب التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد. وكانت هذه الوحدة رأس حربة القمع ضد المعارضين في أوكرانيا، ونشرت لها صور وهي تطلق الرصاص الحي على الحشود، مما أسفر عن مقتل 82 شخصا على الأقل بينهم عشرة شرطيين الأسبوع الماضي في كييف.