أعلن مسؤول خليجي ان المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين التي استدعت سفراءها من قطر توصلت مساء الخميس الى اتفاق يتيح انهاء النزاع مع الدوحة. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الاتفاق جاء في اعقاب اجتماع غير مبرمج عقد في القاعدة الجوية في الرياض بين وزراء خارجية دول التعاون الخليجي. وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون بعد أن عقدوا اجتماعاً في العاصمة السعودية الرياض، الليلة الماضية، على موافقة دولة المجلس على آلية تنفيذ وثيقة الرياض، التي تستند على المباديء الواردة في النظام الأساسي لدول مجلس التعاون. وحسب ما ذكر موقع ‘العربية نت' تم خلال هذا الاجتماع اجراء مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها فيما يتعلق بإقرار السياسات الخارجية والأمنية، وتم الاتفاق على تبني الآليات التي تكفل السير في اطار جماعي، ولئلا تؤثر سياسات أي من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دوله ودون المساس بسيادة أي من دوله . ونوه الوزراء بالدور الذي قامت به دولة الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للوصول الى النتائج المتوخاة. وأكدوا الوزراء أنه تم الاتفاق على أهمية التنفيذ الدقيق لما تم الالتزام به للمحافظة على المكتسبات والانجازات التي تحققت، وللانتقال الى مرحلة الترابط القوي والتماسك الراسخ الذي يكفل تجاوز العقبات والتحديات، ويلبي آمال وتطلعات مواطني الدول الأعضاء. وكانت السعودية والإمارات والبحرين اصدرت قرارا بسحب سفرائها بشكل جماعي من قطر، متهمة اياها ب'التدخل في الشؤون الداخلية والعربية'. واعربت قطر عن ‘اسفها' و'استغرابها' لقرار السعودية والامارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة، مؤكدة انها لن ترد بالمثل. وذكر مصدر سعودي ان رئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني توجه في الايام الاخيرة الى الرياض لتهنئة الامير مقرن بن عبد العزيز الذي عين في نهاية آذار/مارس وليا لولي العهد. إلى ذلك، قال رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، مرزوق الغانم، أمس الخميس، إن انفراجة حدثت بخصوص أزمة سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر. وقال الغانم ‘تلقينا أنباء عن انفراجة في الأزمة بين دول الخليج'. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نفى وجود وساطة لحل الأزمة مع دولة قطر. وقال الفيصل ‘لا توجد مفاوضات سرية في هذا الاتجاه'، مشيرا إلى ‘أن مجلس التعاون الخليجي يقوم على حرية الدول في سياساتها مع عدم إلحاق الأذى بالدول الأعضاء الأخرى'. إلا أن وكيل وزارة الخارجية الكويتي، خالد سليمان الجار الله، المح في تصريح صحافي في الرياض، الى إن الخلاف ‘الخليجي الخليجي' في طريقه للزوال، في إشارة إلى أزمة سحب كل من السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر. وجاءت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، لتدعم توجه المصالحة مع قطر، اذ قال عبر حسابه الخاص على ‘تويتر': ‘في ترميمنا لعلاقاتنا الخليجية المشتركة يبرز مبدأ عدم التدخل ركناً أساسياً، ومنه عدم التعرض لبعضنا البعض إعلامياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة'. وأضاف ‘التجربة تعلمنا ضرورة تحصين البيت الخليجي من الخلافات العربية، وعلاقاتنا تحتاج إعادة بناء الثقة والعودة الى المخزون التاريخي الذي حفظه'. وأكد أن ‘القارب الذي نستقله مشترك، والثقوب التي قد تغرقه تمتحن الجميع، وبدلاً من المناورات والمماحكات من الأولى أن يجمعنا ميثاق عمل وشرف مشترك'. ودعا قرقاش الى التعلم مما سماه ‘المحنة'، قائلاً ‘لنتعلم من المحنة التي تمر بها العلاقات الخليجية، فالمأساة الأكبر أن نستمر في غينا وأن تكون المكابرة طريقنا، لا بد من أن نتعظ من أزمتنا، والحل بسيط، لنحترم استقلال وسيادة كل دولة من دولنا، ولنتعاون لما فيه الخير المشترك، ولنلجم الإعلام المتطاول ولنلتزم ألا نضر جارنا'.