مع سريان مفعول "الهدنة الإنسانية" في قطاع غزة، وبدء حركة الطواقم الطبية والمواطنين إلى المناطق المدمرة، وبعد استشهاد وإصابة آلاف المواطنين، بدت كل مؤشرات الحياة معدومة، إضافة لجثامين الشهداء تحت الأنقاض. وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية الدكتور عائد ياغي لوكالة الأنباء الإخبارية الفلسطينية معا، إن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية بسبب العدوان خاصة تدمير مرافق الحياة من انقطاع للتيار الكهربائي وانقطاع سبل للوصول إلى خدمات المياه بما فيها مياه الشرب، وخدمات الصحة البيئية بسبب تراكم النفايات في الشوارع، وكذلك تدهور الخدمات الصحية نتيجة لإغلاق أكثر من 80 % من مراكز الرعاية الصحية الأولية نتيجة لعدم مقدرة الطواقم الطبية الوصول لأماكن عملهم بسبب استمرار القصف في جميع مناطق قطاع غزة. وحذر ياغي من انتشار للأمراض بين المواطنين في مراكز الإيواء، خاصة بأن الفرق الطبية لاحظت انتشاراً واسعاً للأمراض الجلدية بين المواطنين، وانتشار النزلات المعوية لدى الأطفال. بينما انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني اليوم الثلاثاء، جثامين 11 شهيداً من تحت الأنقاض بمناطق متفرقة بالقطاع. وأفيد بانتشال جثماني شهيدين صباح اليوم من أرض زراعية شرق رفح، وانتشال جثماني شهيدين آخرين في وقت لاحق، من تحت أنقاض منزل في حجر الديك جنوب شرق غزة. وظهر اليوم، انتشلت الطواقم الطبية جثماني شهيدين متحللين من شرق دير البلح وسط القطاع، عرف منهما الشهيد أحمد الكرد، كما انتشلت الطواقم 5 شهداء آخرين من مناطق متفرقة بالقطاع. وكان متحدث عسكري إسرائيلي صرح صباح اليوم، أن القوات البرية الإسرائيلية ستنسحب بشكل كامل من قطاع غزة، قبل الموعد المقرر لبدء سريان هدنة تم التوصل إليها بوساطة مصرية، اليوم الثلاثاء. وأبلغ اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر الصحافيين "قوات الدفاع الإسرائيلية سيعاد نشرها في مواقع دفاعية خارج قطاع غزة، وستحتفظ بتلك المواقع الدفاعية". وفي سياق متصل، أفادت مصادر إسرائيلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وحتى فجر اليوم الثلاثاء 27 شاباً وفتى من أنحاء مختلفة في مدينة القدس، على خلفية المشاركة في المواجهات التي اندلعت ضد قوات الاحتلال، بسبب العدوان على غزة. ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية عن الناطقة بلسان شرطة الاحتلال القول، إنه بهذه الاعتقالات وصل عدد المقدسيين المعتقلين منذ بداية الشهر الماضي إلى 457 فلسطينياً، من أنحاء مختلفة من مدينة القدس. من جانبها، طالبت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم الثلاثاء، إسرائيل بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه "الأدلة المتزايدة حول جرائم الحرب" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة. وأبرزت بيلاي في بيان لها: "الحاجة لتولي المسؤوليات الآن أكثر من أي وقت مضى تجاه الأدلة المتزايدة حول وقوع جرائم حرب وعدد لم يسبق سقوطه من الضحايا المدنيين، بما فيهم 250 طفلاً". وقالت بيلاي: "إن هجمات إسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة، تظهر انتهاك القانون الدولي الإنساني إلى درجة تصل لجرائم الحرب". وتتجه الأنظار إلى قطاع غزة حيث تسري هدنة مدتها 72 ساعة، وافقت عليها إسرائيل وحركة حماس الإسلامية، في مفاوضات بوساطة مصرية. ووقف إطلاق النار هو الأحدث في بضع محاولات فاشلة، لوقف أسوأ قتال في عامين بين إسرائيل والفلسطينيين. Tweet