ظهر المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، مساء امس الجمعة، ولأول مرة، بصورة علنية، بعد تعمده التخفي عن الكاميرات والحرص على عدم الظهور الاعلامي والاكتفاء بالتصريحات الصوتية الهاتفية، خشية استهدافه امنيا، نظرا للدور الاعلامي الكبير الذي اضطلع به في خدمة الحوثيين، طوال جولات الحرب الستة التي شنتها الحكومة اليمنية عليهم خلال العشر السنوات الاخيرة لحكم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. وجاء الظهور الاعلامي الاول للشخصية الاعلامية الحوثية المثيرة للاهتمام، على قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على محافظة صعدة، منذ ان وضعت الجولة السادسة من الحرب أوزارها، عقب رفضه المشاركة في اول اجتماع للجنة الفنية للاعداد للحوار الوطني التي شكلها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، للتمهيد للحوار الوطني، والتي تم اختياره ضمن الشخصيات المحسوبة على جماعة الحوثي، وبعد ان كانت كل التوقعات الاعلامية ترجح ان يكون لعبدالسلام أول ظهور اعلامي له من خلال ذلك الاجتماع الذي تفاجات الاوساط الاعلامية بحضور الكاتب والصحفي الداعم للحوثيين "علي البخيتي" للمشاركة باسمه في ذلك الاجتماع الأمر الذي قاد إلى توقعات تفيد أنه هو عبدالسلام المتخفي عن الأنظار، منذ سنوات عمله كناطق باسم الجماعة التي تتخذ من محافظة صعدة مقراً لها. وبثت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين حواراً مسجلاً مع محمد عبدالسلام، اعلن من خلاله قبول الحوثيين المشاركة في الحوار من أجل حبهم للحوار وليس من اجل المبادرة الخليجية التي ترفضها جماعته المسلحة المسيطرة على صعدة. رافضا بالمناسبة الحديث عن نزع سلاح جماعة الحوثيين قائلاً إن حمل السلاح ثقافة بين السكان وانه رغم انتشاره في محافظة صعدة إلا أن الجرائم لا تحدث، مضيفاً ان «الثقافة القرآنية» تحث على امتلاك السلاح. ونفى أي تدخل للحوثيين في إدارة محافظة صعدة قائلاً إن لديها «محافظاً منتخباً» وأنها تشهد تعايشاً بين مختلف السكان بشكل سلمي، مضيفاً أن من يقولون إن الحوثيين يضايقون الأطراف الأخرى في صعدة يأتي «حقداً بسبب الأمن والاستقرار» التي تشهده المحافظة. وبشأن المعارك التي يخوضها مسلحو جماعته مع رجال القبائل في محافظاتالجوف وحجة ودماج، قال إن تلك المواجهات وقعت «بعد رفضنا للمبادرة الخليجية مباشرة»، نافياً أي نية لديهم في «استئصال» السلفيين في بلدة دماج بصعدة. وعن مشاركة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، قال إنها لم تأتي باعتبار الحوار بنداً ضمن المبادرة الخليجية، ولكنه لأنهم يدعمون الحوار. وقال محمد عبدالسلام إن شرعية حكومة الوفاق الوطني «ناقصة» لأنها قائمة على شرعية خارجية ولم تحض بشرعية داخلية، كما أنه ليس لديها نفوذ على أرض الواقع وهي أشبه بالحكومة «الشكلية». وأضاف ان لدى جماعته رغبة في العمل السياسي «وهو جزء من ثقافتنا»، لكن الظروف الحالية غير مهيأة لتشكيل حزب سياسي، وفي حال تهيأت الظروف فسيكونون حزباً. وتحدث المتحدث باسم الحوثيين عن تجربة سابقة بتشكيل حزب الحق مطلع التسعينات، لكنه قال إن مؤسسي الحزب كبدر الدين الحوثي وحسين الحوثي وآخرين تعرضوا لمحاولات اغتيال ومضايقات، مضيفاً أن الحوثي خرج من حزب الحق بعد أن تحول وكثير من الأحزاب الأخرى إلى «ديكورات» للنظام. ونفى عبدالسلام علاقة جماعته بإيران، ووصف تلك المزاعم ب«الكاذبة»، وقال إن أنباء وجود «تدخلات إيرانية» هي ردة فعلة على موقف جماعته الرافض للتدخلات الامريكية، كما أبدى استغرابه من الدعوة لطرد السفير الإيراني في صنعاء الذي قال إنه لا يعرف اسمه، بينما يعرف الأطفال اسم السفير الامريكي في صنعاء الذي قال إنه يتدخل في شؤون اليمن.