كثرت محاولات الاغتيال مؤخرا ضد عدد من قيادات اللجان الشعبية في مناطق يمنية ما تزال جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة تنشط فيها، في عمليات قال مسؤولون يمنيون إنها تهدف إلى الانتقام من هؤلاء القادة للدور الذي لعبوه في دحر معظم عناصر القاعدة من مناطقهم. وكانت آخر هذه العمليات محاولة اغتيال محمد العيدروس، مدير مديرية لودر وأحد قيادات اللجان الشعبية التي تمكنت من دحر القاعدة من مدينتي جعار وزنجباربأبين، في انفجار حزام نافس نفذه انتحاري من عناصر القاعدة يوم السبت 29 أيلول/سبتمبر الماضي أمام مبنى المديرية في لودر. وقد نجا العيدروس من محاولة الاغتيال فيما أصيب خمسة من مرافقيه، بحسب وزارة الدفاع اليمنية. كما نفذت القاعدة أربع محاولات اغتيال استهدفت عبد اللطيف السيد، رئيس اللجان الشعبية في جعار، وأودت بحياة العشرات من الأبرياء . ونجا السيد منها جميعا إلا أنه أصيب بجراح خلال المحاولة الأخيرة في 22 أيلول/سبتمبر ونقل على أثرها إلى مستشفى في العاصمة صنعاء. وفي هذه العملية، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بحزام ناسف بالقرب من سيارة كانت تقل السيد ومرافقيه أثناء مرورها في شارع قريب من ساحة العروض بخور مكسر في محافظة عدن. وأعلنت وزارة الدفاع أن القاعدة وراء هذا الهجوم الذي أصيب فيه ثلاثة من مرافقي السيد. وقال أحمد الرهوي، وكيل محافظة أبين، في تصريح للشرفة، "إن محمد العيدروس مستهدف من القاعدة لأنه كان رئيس اللجان الشعبية التي طهرت مديرية لودر من عناصر القاعدة وكان أحد أسباب نجاح حملة الجيش ضد القاعدة والتي بدأت من مديرية لودر". وأضاف قائلا "تنظيم القاعدة يريد الانتقام من كل من ساندوا الجيش وخصوصا اللجان الشعبية، ومنهم العيدروس وعبد اللطيف السيد". وفي تعليق للشرفة، تحدث الدكتور سعيد الجمحي، رئيس مركز دراسات الجمحي عن محاولات القاعدة في استهداف قيادات اللجان الشعبية ك"ضرورة" باعتبار أن "اللجان الشعبية أظهرت أن القاعدة ليس لها قبول شعبي"، على حد قوله. وتابع "كانت القاعدة تريد أن تبين أن تواجدها في أبين عند سيطرتها على بعض المناطق هو إيجابي، لكن اللجان الشعبية انتفضت ضدها فباتت القاعدة تقاتل عدوين، الأول رسمي وهو الجيش والأمن وعدو شعبي المتمثل باللجان الشعبية". وقال الجمحي إن تنظيم القاعدة يعي الخطر الذي تشكله اللجان الشعبية عليه خاصة وأنها كان لها الفضل الأكبر في الصراع في أبين، بعد أن نجحت في صد "المحاولات المستميتة" من تنظيم القاعدة في السيطرة على مديرية لودر. وأضاف "وبعدها جاء الدعم والتعزيز من الجيش الذي بدأ ومعه اللجان الشعبية بالزحف باتجاه زنجبار وجعار، فتم دحر القاعدة من أبين ومديرية عزان [في شبوة]"، داعيا إلى ضرورة مواصلة التنسيق بين الدولة واللجان الشعبية. النجاحات الأمنية الأخيرة ضد القاعدة وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع يوم الثلاثاء، 2 تشرين الأول/أكتوبر، على موقعها 26 سبتمبر، عن مقتل ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة في عملية نوعية نفذتها القوات الأمنية اليمنية لمداهمة وكر للعناصر الإرهابية في حي ريمي بالمنصورة في عدن. ووصفت الوزارة هؤلاء بأنهم ثلاثة "من أخطر قيادات" التنظيم في اليمن وقالت إنهم كانوا يعدون لهجمات في عدن. وقامت القوات بالعملية بناءً على معلومات تلقتها عن وجود عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في إحدى الفلل في الحي وبداخلها ورشة لتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة. وقال العقيد محمد القاعدي، الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية، للشرفة "إن عملية عدن الناجحة دليل على جدية الأجهزة الأمنية في مواصلة حربها ضد عناصر القاعدة الذين هم نتاج التعبئة الفكرية الخاطئة". وأضاف "كذلك هي تظهر حقد هذه المجموعة الخارجة عن القانون ضد الوطن وأبناء الوطن من حيث تنفيذ العمليات الانتحارية التي تستهدف الأبرياء وأفراد الأمن دون وجه حق". وقال القاعدي إن الأجهزة الأمنية ستستمر بملاحقة عناصر القاعدة "لأنهم تحولوا إلى عدو للوطن بدلا من أن يكونوا مواطنين صالحين وداعمين للتنمية".