سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب وأكاديمي قطري يصف واقع الحال الوحدوي في يمن يقع بين الوحدة والانفصال أكد ان هناك مظالم وحقوق وأموال منهوبة وسيادة مخترقة وانفلات أمني رهيب بالبلاد
اقترب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بين النخب السياسية في اليمن، ويهدف هذا المؤتمر، إلى جانب أمور أخرى، إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة اليمنية والخروج من المأزق الذي يعيشه هذا الشعب العربي العريق جراء الانقسامات بين القوى السياسية والتنازع القبلي وصراع المصالح منذ قيام الجمهورية اليمنية. والسؤال الذي يجب طرحه على هذه القوى المؤتمرة في صنعاء في الأسبوع المقبل ماذا تريدون؟ هل أنتم بصدد الاتفاق المؤكد بينكم لبناء دولة يمنية ذات سيادة وقوة تأخذ مكانها بين الأقوياء أم أنكم قادمون لتقاسم المناصب والمصالح وتعميق جذور الخلاف فيما بينكم. صحيح هناك مظالم وحقوق منهوبة ومال عام منهوب وسيادة مخترقة وانفلات أمني رهيب وجنوباليمن قسم غنائم حرب بين قوى متنفذة كان سببها النظام السابق بقيادة علي عبد الله صالح الذي زرع الفتن بين الناس وأعتقد أن الذي تعلمه في حياته السياسية هو مبدأ "فرق تسد" فقد نجح في تحقيق ذلك الهدف. لقد كرّه بعض الناس في الوحدة بين شمال اليمنوجنوبه، وانشق الحوثيون عن الدولة وانشقوا فيما بينهم نتيجة لعبقرية فرق تسد التي تبناها علي عبدالله لأن لكل فريق رغبته في تحقيق مصالحه الذاتية طبقا لوعود من الحكم القائم في ذلك الزمان، وانشق حزب الإصلاح إلى أكثر من طرف، وأهل جنوباليمن البعض مصر على الوحدة اليمنية أملا أن يصل المؤتمر القادم إلى إصلاح ما أفسده نظام علي عبد الله صالح إيمانا منهم بأن قوة اليمن تكمن في وحدته، والبعض الآخر يريد الانفصال لا كرها في الوحدة ولكن تجاربهم مع صنعاء عبد الله صالح أججت رفض الوحدة وراح البعض يتسلح مستعينا بقوى خارجية لهدم الوحدة اليمنية ولو بالقوة المسلحة. جمال بن عمر مندوب الأممالمتحدة المعني بالمسألة اليمنية راح يتنقل بين الرياضوصنعاءودبي داعيا كل الأطراف اليمنية في الداخل والمنافي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني القادم بغية الوصول إلى أهداف مشتركة لبناء يمن جديد، قال إنه: وجد تجاوبا من الأطراف التي التقى بها في دبي نحو المشاركة، لكن الأمين العام لرابطة أبناء الجنوب السيد محسن بن فريد أعلن في مقابلة صحفية في دبي أن الحراك الجنوبي يرفض المشاركة في المؤتمر آنف الذكر، آخرون في صنعاء يشترطون نزع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح التي اكتسبها بموجب المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي والتي تحميه من المساءلة والمحاكمة عن كل ما اقترف في حق الشعب اليمني الشقيق. (2) ماذا أصاب أمتنا العربية هل ضاع العقل والمنطق عند قادتها ومثقفيها؟ في مصر العزيزة حراك شعبي يرفض الحوار مع السلطة السياسية المنتخبة في أي شأن من شؤون مصر العزيزة ويستندون في رفضهم إلى أن قرارات قد صدرت ولا يمكن التحاور في شأنها، دُعوا إلى الحوار حول قانون الانتخابات القادمة فرفضوا، دُعوا إلى المشاركة في الحكومة فرفضوا، دعوا إلى إنهاء الاعتصامات والعبث بالأمن فرفضوا. في اليمن دولة تتفكك وتنهار، اجواؤها مستباحة من قبل قوى خارجية تتصيد أبناء اليمن المتهم فيهم والبريء، الجوع يكاد يفتك بأطفال اليمن وشبابه التعليم منهار وكذلك الأمراض تفتك بالناس ولا أطباء ولا أدوية والمشتكى إلى الله عز وجل. الحكومة المؤقتة تدعو كل العاملين بالهم العام إلى حوار لبناء الدولة من جديد فيرفض البعض ويتحفظ البعض الآخر وتشترط أطراف أخرى للمشاركة في الحوار شروطا تعجيزية. دعاة الانفصال في الجنوب يطلبون أن يكون الحوار بين كيانين منفصلين شمال وجنوب، وجمال بن عمر يرد على هذا المطلب بأن المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن والبنك الدولي انطلقت تحت مظلة اليمن الموحد ولا بديل عن ذلك إلا إذا اتفق أهل اليمن جميعا على إعادة تشكيل الدولة كما يرغب البعض، دولة اتحادية فيدرالية، أو الانفصال، والحكومة اليمنية والوسيط الدولي يقولان تعالوا إلى المؤتمر وناقشوا كل ما تريدون واتفقوا فيما بينكم على شكل الدولة ومؤسساتها. آخر القول: وزير خارجية بريطانيا في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عقد في لندن الأسبوع الماضي حذر باسم المجتمع الدولي كل الذين يسعون إلى تقويض العملية الانتقالية أو النيل من مسيرة الحوار الوطني القادم. فهل أدرك حكماء اليمن أبعاد ما قال به الوزير البريطاني. أرجو أن تكون الرسالة وصلت إلى الكل.