انسحبت قوات الأمن المركزي صباح اليوم الثلاثاء من أحياء مديرية المنصورة بمدينة عدنجنوب البلاد، بعد قرابة شهرين من العنف واعمال القتل التي قتلت مايقارب16 شخصا من سكان ونشطاء الحراك بالمدينة واصابة العشرات، في وقت شوهد فيه العشرات من أنصار الحراك يعاودون التمركز والاعتصام من جديد في ساحة الشهداء التي اغلقتها قوات الامن المركزي بالعربات والمدرعات منذ عملية اقتحامها بالقوة وفتح الشارع العام للمديرية المقطوع منذ العام الماضي. وأكدت السلطات الأمنية بالمدينة انها تلقت توجيهات عليا بسحب القوات العسكرية من احياء المنصورة والافراج عن المعتقلين في خطوة تأتي استجابة "لتوصيات اللجنة البرلمانية التي أقرت الانسحاب من ساحة المنصورة مقابل وقف العنف من قبل العناصر المسلحة". وأمدت مصادر محلية وشهود عيان ل(العين اونلاين) أن قوات الأمن المركزي اخلت اليوم كامل مصفحاتها وجنودها التي كانت تسيطر من خلالها على ساحة الشهداء الخاصة بانصار الحراك بالمنصورة ، قبل ان يعاود أنصار الحراك التمركز فيها من جديد بعد طردهم منها بالقوة على اثر عملية الاقتحام الأمني لها خلال قيام قوات من الامن المركزي بفتح الشارع المغلق في المنصورة منذ العام الماضي. وقال سكان محليون إن القوات الأمنية والعسكرية انسحبت في الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، في حين قال مصدر أمني أن الانسحاب جاء بتوجيهات قيادة محافظة عدن بعد موافقة المحافظ وحيد رشيد على بنود مبادرة تقدم بها أئمة وخطباء المساجد لوقف نزيف الدم في المنصورة، قائلا إن السلطات تأمل التزام شباب الساحة بتنفيذ بنود الاتفاق. وأكد ناشطون من الحراك الجنوبي في ساحة الشهداء بالمنصورة إن قوات الأمن المركزي تركت الساحة خاوية على عروشها بعد أن نهبت أجهزة المركز الإعلامي التابع لها وعبثت بمحتوياتها وخربت منصتها، في حين شكا أصحاب محال تجارية تقع في محيط الساحة من نهب محلاتهم منذ سيطرة القوات على الساحة وتحويلها إلى منطقة مغلقة أمام الاهالي . وقال شهود عيان ل(العين اونلاين) أن العشرات من شباب الحراك عادوا للتجمع من جديد في ساحة الشهداء بالمنصورة، بمجرد مغادرة قوات الامن للمدينة على اثر الاتفاق التي خلص اليه رجال الدين من خطباء وأئمة مساجد عدن مع السلطة المحلية بالمحافظة برئاسة وحيد رشيد محافظ محافظة عدن. وكانت قوات تابعة للأمن المركزي سيطرت قبل نحو شهرين على ساحة المنصورة المخصصة للاحتجاجات الخاصة بالحراك الجنوبي الرافض لنظام الرئيس المخلوع والمطالب بعودة الدولة الجنوبية المستقلة التي سبق أن وقع رئيسها المنفي خارج اليمن علي يالم البيض وحدة اندماجية في مايو عام 1990م مع الرئيس اليمني المخلوع علي صالح، غير انها فشلت بعد 3 سنوات من توقيعها وسرعان ما انتهت بحرب صيف العام1994 ضد الجنوب. ولذلك فغن المحافزات الجنوبية الست تشهد منذ السابع من يوليو/ تموز 2007 حركة احتجاجية متسعة تطالب بالانفصال عن شمال اليمن بعد وحدة مستمرة منذ مايو/ أيار 1990 م