في فترة المراهقة، قد يقدم الفتيان أو الفتيات على بعض التصرفات الطائشة أو المتهورة أو الأنانية بدون أن ينتبهوا أو يدركوا أنها كذلك، بل يظنون أن ما يفعلونه هو ما يضمن لهم الاستقلال والتعبير عن الشخصية الواثقة بنفسها، والقادرة على تسيير أمورها بنفسها بدون الاستماع لآراء الكبار أو الرجوع إليهم في أي تصرف، أو حتى استشارة الأصدقاء أو الإخوة. قد يكذبون، أو يخفون بعض الأمور الكارثية أو يتورطون في مشاكل كبيرة ويسيئون استغلال الثقة والحرية الممنوحة لهم من الآخرين. مثل هذه التصرفات، وفق ما أورد موقع "ياهو مكتوب"، تُوقِع المراهقين معظم الوقت في كم لا بأس به من سوء التفاهم أو الخلافات مع أحد الوالدين أو كليهما، أو صديق مقرب، أو أخ. وينتج عن ذلك إحساس الآخرين بفقدانهم الثقة في المراهق، ووجود ما يشبه الحاجز النفسي بينهم وبينه.. هل يحدث ذلك معك أحيانا، ثم تكتشف أن ثقة الآخرين بك أمر مهم للغاية لقيام أي علاقة جيدة ومتينة بينك وبينهم؟ هنا يكون أول ما يجب عليك فعله حتى تعود علاقتك طبيعية وجميلة مع أي شخص مقرب لك، هو أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة وذكاء لاستعادة ثقة ذلك الشخص بك مرة أخرى. وإليك بعض الخطوات لمساعدتك في هذا الشأن: الخطوة الأولى: الاعتراف بالخطأ لا تترك كبرياءك وغرورك يقنعانك بأنك لم تخطئ في شيء، بل لابد وأن هناك خطأ ما حدث على أي مستوى، ورآه الجميع، لكنك الوحيد الذي تنكره. فكر جيدا إلى أن تدرك خطأك، ثم تحلّ بالشجاعة الكافية لتعتذر للشخص الذي أخطأت في حقه (كذبت - أخفيت بعضا من الحقيقة - تصرفت بدون إذن والديك - تجاهلت نصيحة أمينة). اشرح الموقف للطرف الآخر واعترف بالخطأ الذي وقع، ثم اعتذر عنه بصيغة مهذبة وواضحة، ثم تعهد بعدم تكرار ذلك في المستقبل، لأن هذا الأمر مهم جدا في مرحلة إعادة بناء ثقة الآخرين بك. الخطوة الثانية: كن صبورا لا تتوقع أن تعود الأمور لسابق عهدها مع الطرف الآخر بمجرد الاعتذار والتعهد بعدم خيانة ثقته بك مرة أخرى، فهذه الأمور رغم أهميتها، إلا أنها في النهاية مجرد كلمات، تحتاج إلى وقت ومجهود من جانبك لإثباتها بشكل عملي. لذا لا تضغط على الطرف الآخر بشكل متواصل ليسامحك ويعاود الثقة بك، واستعن بالصبر إلى أن يأتي الوقت المناسب. الخطوة الثالثة: قول يتبعه عمل حتى يأتي الوقت المناسب بسرعة، ويشعر الطرف الآخر بالقدرة على التسامح معك، ومنحك فرصة جديدة لتثبت جدارتك بثقته، عليك أن تعمل بجد لتثبت له أنك كنت بالفعل تعني اعتذارك وتعهداتك. عليك أن تفي بوعدك وألا تكرر أخطاء الماضي مرة أخرى. عليك أن تتصرف بشكل مختلف يثبت حدوث تغيير في أسلوب تناولك للأمور. وتأكد أن الطرف الآخر يراقبك جيدا، ويتمنى لو يجد منك ما يسره، وهنا قد تعود العلاقة والثقة بينكما أقوى مما كانت في أي وقت مضى. الخطوة الرابعة: حافظ على ما حققت من نجاح هل تحقق لك ما كنت ترغبه؟ هل عادت العلاقة الجميلة المتينة بينك وبين والديك أو صديقك المقرب أو إخوتك أو معلمك؟ لابد وأنك تشعر بالسعادة لذلك، لكن عليك الانتباه جيدا في المستقبل، والثبات على التصرف بإيجابية، والحرص على عدم التفريط مرة أخرى في الثقة التي حصلت عليها من الطرف الآخر، فهو قد يتسامح مرة ويعفو تماما عما جرى في الماضي، لكن لو تكرر الأمر، وعدت لخذلانه وخيانة ثقته الغالية بك، سيصبح من الصعب جدا إصلاح ما سينكسر في المرة المقبلة، لذا كن على حذر، ولا تستخف أبدا بالأمر مع مرور الوقت