سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"درب وادعة"يتسبب في تجدد القتال للمرة الثانية بين الحوثيين والسلفيين بدماج صعدة هادي يتدخل على خط المعارك ويشكل لجنة وساطة برئاسة حسين الأحمر لوقف الحرب
أكدت صحيفة خليجية تجدد القتال، أمس الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، بين مقاتلي جماعة الحوثي ومسلحي الجماعة السلفية المتشددة في محافظة صعدة شمالي اليمن. واندلعت المعارك مساء الثلاثاء عندما حاول مقاتلون من جماعة الحوثي، التي تحكم ذاتياً محافظة صعدة منذ مارس 2011، الاستيلاء على جبل “درب وادعة” بالقرب من بلدة “دماج”، التي تعد مركزا الجماعة السلفية في اليمن منذ عقود، وتبعد نحو 2 كم عن مدينة صعدة من جهة الجنوب. ونقلت صحيفة ال(الاتحاد) الاماراتية عن سكان في بلدة “دماج” قولهم إن المسلحين الحوثيين هاجموا مقاتلي الجماعة السلفية المتمركزين في جبل “درب وادعة”، المطل على البلدة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات امتدت إلى مناطق أخرى واستمرت ساعات. وذكروا أن الاشتباكات، التي تجددت بشكل متقطع الأربعاء، اُستخدم فيها المدافع وقذائف “آر بي جي” والأسلحة الرشاشة المتوسطة، دون أن ترد تقارير مؤكدة بشأن سقوط ضحايا. واتهم ونقلت الصحيفة الاماراتية عن مصدر في الجماعة السلفية، قوله ان “الحوثيين” يسعون إلى “تفجير الوضع في صعدة لإفشال مؤتمر الحوار الوطني”، الذي انطلق في صنعاء منتصف 18 مارس كأهم إجراء في اتفاق مبادرة دول الخليج العربية الذي ينظم انتقال السلطة في اليمن منذ 23 نوفمبر 2011. وحذًر المصدر السابق من اتساع دائرة الاشتباكات في صعدة “في حال عدم تدخل لجنة الوساطة القبلية برئاسة حسين الأحمر”، التي نجحت بداية 2012 في إبرام هدنة هشة بين السلفيين و”الحوثيين” بعد شهور من القتال العنيف بين الجانبين خلًف مئات القتلى. وتزامنت الاشتباكات في “دماج” مع تجدد القتال في شمال محافظة عمران المجاورة لصعدة، بين مقاتلي “حوثيين” ومسلحين من أتباع الزعيم القبلي النافذ، صادق الأحمر، وهو الأخ الأكبر لحسين الأحمر، وشيخ قبيلة “حاشد” المشهورة في اليمن.وقال مصدر قبلي ل«الاتحاد»:”اندلعت معارك جديدة اليوم (أمس) وهناك أنباء عن سقوط ستة قتلى”. ويرى مراقبون أن التصعيد العسكري الجديد لجماعة الحوثي في أكثر من منطقة هدفه الالتفاف على القرارات المستقبلية لمؤتمر الحوار الوطني، خصوصاً ما يتعلق بنزع سلاح الميليشيات وفرض هيبة الدولة على مختلف أنحاء البلاد. وقال الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، لدى لقائه أمس الأربعاء في صنعاء لجنة الوساطة القبلية بين “الحوثيين” والسلفيين، :”يكفي محافظة صعدة ما عانته في السابق من حروب وتشريد وآلام”. ودعا هادي الجماعتين المذهبيتين المتناحرتين إلى الالتزام بمبدأ الحوار لحل الخلافات العالقة بينهما، و”عدم التمنطق بالسلاح وقطع الطريق وإقلاق السكينة العامة وخلق أجواء الفتنة التي لا تبقي ولا تذر”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقال إن اليمن يمر ب”ظروف استثنائية ودقيقة، وهناك حوار وطني شامل قد ضم كل المكونات الاجتماعية دون استثناء”، موجهاً لجنة الوساطة ب”التحرك وبسرعة” لوقف الصراع المسلح في صعدة “من أجل تلافي أي تداعيات قد تنجم (..) ما قد يؤدي إلى مشاكل أكبر”. وحسب الصحيفة الخليجية ضمت لجنة الوساطة عبدالله بدرالدين الحوثي، شقيق زعيم الجماعة الشيعية، عبدالملك الحوثي. وحث هادي جماعة الحوثي والجماعة السلفية على “تغليب العقل والمنطق”، لكنه أضاف متوعداً أن “أي مخالفة أو تجاوز سيتحمل مسؤوليتها مرتكبها”. وكانت العاصمة صنعاء احتضنت، أواخر الشهر الفائت، اجتماعاً موسعاً لكبار قيادات الجماعة السلفية في البلاد، بحث “استفزازات” جماعة الحوثي ضد “أهل الجماعة والسنة” في محافظة صعدة، المحاذية للملكة العربية السعودية، التي تشرف وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، على عملية انتقال السلطة في اليمن المهدد أيضاً بخطر جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.