وصل عدد النازحين من محافظاتعدن ولحج وأبين وتعز وصنعاء و إب الى وادي حضرموت منذ اندلاع الحرب في تلك المحافظات حتى يوم أمس نحو عشرة آلاف نازح منتشرين في مديريات تريم وسيئون وشبام والقطن وحوره وادي العين والسوم وساه . ورد ذلك في سياق ورقتين مقدمتين الى ندوة ثقافية نظمتها ديوانية سيئون الثقافية مساء أمس بعنوان الإغاثة واقع وطموح شارك فيها نائب رئيس جامعة عدن رئيس لجنة حصر النازحين بوادي حضرموت الدكتور حسين عبد الرحمن باسلامه ورئيس مجلس الاغاثة لمنظمات المجتمع المدني بوادي حضرموت والصحراء عبد الباسط باصويطين لافتين الى ان عملية النزوح مستمرة وأعداد النازحين في تصاعد يومي ما دامت الحرب لم تتوقف الى الآن . وتناولت الورقتان المبادرات الإنسانية التي تقوم بها اكثر من 40 منظمة من منظمات المجتمع المدني المحلية التي تشكلت في اطار موحد تحت مسمى مجلس الإغاثة لمنظمات المجتمع المدني بوادي حضرموت منذ ان بدأت عملية النزوح قبل نحو سبعين يوما في تقديم الاغاثة للنازحين من خلال القيام بتسكين العديد منهم في مدينة سيئون قامت المنظمات بتوفير المستلزمات الاساسية للتسكين فيها وإيواء أعداد آخرين منهم الذين سكنوا بالمناطق الريفية والقرى لدى أقاربهم بحسب الامكانيات المتوفرة حاليا لدى تلك المنظمات . وتطرقت الورقتان الى التحديات التي تواجهها جهود الإغاثة التي تقوم بها هذه المنظمات حاليا وفي مقدمتها انعدام المشتقات النفطية التي تعيق نقل مواد الإغاثة بين المديريات بحجمها المتواضع نظرا لعدم استلام مواد إغاثية جديدة من خارج النطاق الجغرافي لوادي حضرموت رغم إزدياد الحاجة لذلك في ظل انخفاض حجم المخزون من المواد الغذائية في مستودعات التجار مما يهدد بكارثة إنسانية إذا إستمر الحال لمدة أطول . ولفت باسلامه وباصويطين الى ان عملية الاغاثة تتطلب امكانيات بشرية ومادية كبيرة ينبغي ان يتم اسناد المكونات الحالية التي تنظم عملية الاغاثة بها لتتم عملية الاغاثة بصورة صحيحة ودعم جهود الاغاثة التي تقوم بها هذه المنظمات من خلال تيسير وتسهيل الاجراءات لأي مواد إغاثية تنوي هذه المنظمات توريدها من خارج الجمهورية عبر منفذي الوديعة وشحن في حضرموت والمهرة باعتبارهما اقرب منفذين الى أماكن تجمع النازحين في هذه المناطق . وأثريت الورقتان بالعديد من المقترحات والآراء التي من شانها ضمان ديمومية نشاط مجلس الاغاثة من خلال بحث ودراسة إقامة مشاريع تسهم في تشغيل النازحين والمتضررين والاستفادة من قدراتهم ومهاراتهم في الاعمال والمهن والحرف التي يمتلكونها . والتنسيق مع مكتب وزارة الصحة والسكان بالوادي والصحراء والجهات ذات العلاقة للسيطرة على الوضع البيئي والصحي وعدم انتقال أي أوبئة أو أمراض قد تضر بصحة سكان الوادي والنازحين إليه من تلك المحافظات . كما جرى التأكيد والمطالبة بالاستفادة من ذوي الخبرات والمؤهلات العلمية المتواجدين والواصلين الى وادي حضرموت وعلاقاتهم مع عدد من المنظمات الاقليمية والدولية من خلال إعداد وتسويق مشاريع تتطلبها عملية الاغاثة وخاصة للحالات التي لا زالت حاليا تبحث عن مساكن تؤويها . فضلا عن القيام بأنشطة ذات نفع خاص للنازحين وكذلك المتضررين بوادي حضرموت خلال شهر رمضان المقبل . حضر الندوة الأستاذ : سعيد مبارك دومان عضو مجلس النواب والمهندس : حسين سالم بامخرمة الامين للمجلس المحلي بمديرية سيئون والمهندس : هادي محمد باحبير عضو المجلس المحلي بالمحافظة.