نت/بقلم:فيصل صالح بازهير يعتبر المسرح من الفنون الاكثر اهمية حيث يناقش كافة قضايا الواقع السياسي والاقتصادي والتاريخي وأكثر معالجة للواقع الاجتماعي المعاش من حيث النقد والنقد البناء لسلبيات المجتمع وعوراته وهموم الناس ويتناولها بقالب ساخر ، لهذا استحوذ على اعجاب المشاهدين والنقاد والاعمال الدرامية تنقسم الى قسمين : 1) التراجيدية …(2) الكوميدية (2) العمل التراجيدي : فن درامي مأساوي ويخاطب الوجدان ويعتمد على الواقع الاجتماعي والانساني . (2) العمل الكوميدي : فن درامي فكاهي يخاطب العقل من حيث المفارقة للاضحاك ويعتمد على الواقع الانساني والاجتماعي . كانت مدينة الشحر قبل الثورة تحتضن كوكبة من المبدعين والموهوبين في مجال المسرح حيث سجلت أقلامهم اروع الاعمال المسرحية مما جعلوا لفن المسرح حيزاً متميزاً إلى جانب الفنون الأخرى ، الا إن المسرح بمدينة الشحر مر بثلاث مراحل : 1) مرحلة النهضة والانتعاش : (فترة قبل الثورة ) وفي هذه الرحلة شهدت مدينة الشحر نهضة وثورة ثقافية كبيرة منطوية خلفها كافة الفنون وللمسرح النصيب الاوفر والحظ العظيم حيث تقام الكثير من الاعمال المسرحية وذلك عبر المجالس الادبية والاندية الثقافية والادبية وأخرها أكبر واعظم صرحين ثقافيين نادي شباب الجنوب الرياضي الثقافي ونادي كوكب الصباح الرياضي الثقافي بالشحر ، وكانت تعرف تلك الفترة بالذهبية في كافة الاعمال الثقافية والرياضية ، فترة التنافس الثقافي الشريف مما افرزت لنا نهضة ثقافية تمخضت عنها ولادة المسرح التراجيدي والكوميدي والتي انعكست من خلاله اروع الاعمال المسرحية وتصميم الديكورات وأجمل الرسوم ، والخطوط وبراعة المناظر وقمة الابداع في التمثيل ومن حيث الفكرة وكتابة النص المسرحي الذي يمتاز بالاحساس المرهف والمصداقية والشفافية لهذا تستقر فكرته في كل الادهان الواعية والغير مثقفة ، حيث شهد المسرح رواجاً كبيراً لأرتياد الكثير من رواده الى دور العرض لمشاهدة الاعمال المسرحية والشيقة والممتعة على الرغم من شحة الامكانيات ولن يتأتى الا بفضل كوكبة من المبدعين ، ممثلين ، كتاب ، مؤلفين ، مخرجين ، مصممي ديكور، فنانين ، الخط والرسم وغيرهم ) والذين تركوا لنا أثراً حقيقياً ملموساً وادواراً بطولية عظيمة ناجحة لكافة الاعمال المسرحية . المخرج سالم باذيب وعلى يمينه مدير الثقافة سالم هبير يتوسطهم الممثل الراحل عمر بازرقان ثم محمد سعد وعبدالقادر باشراحيل في مهرجان المسرح بصنعاء واستمرت النهضة المسرحية الزاخرة بالعطاء ولا زال حصادها المعطاء حتى سبيعنات القرن الماضي . (2) مرحلة الركود والنكسة : ( فترة بعد الثورة ) . عندما تحول المسرح العام الشامل الى مسرح سياسي موجه من أجل تمجيد هذا النظام أو ذاك وخروج النص المسرحي من المصداقية والشفافية الى النص المقيد ، وفرض على الكتاب والمؤلفين صور مجحفة وظالمة للرأى المخالف ، والاعتماد على سياسة أغلاق الافواه ، وعدم الاستماع الى النصوص والاراء التي توافق الفطرة السليمة ، حتى المسرحيات الشعرية لشاعرنا حسين أبو بكر المحضار رحمه الله تعالى تأثرت تاثيراً مباشراً بتلك الفترة ، الا أننا لا نغفل بعض المسرحيات الشعرية الناقدة لبعض السلبيات ، وكذلك المسرح الكوميدي هو الآخر لم يخلو من النص السياسي المقيد والموجه ، بعد ما كان العمل المسرحي الكوميدي قبل الثورة يمتاز بالنص الارتجالي الواقعي الصادق الفكاهي الممتع ، لذا اتسمت هذه المرحلة بالنص السياسي البحت الموجه والمقيد وفرضت السياسة نفسها على الاعمال المسرحية الفنية والابداعية وأفسدتها وجعلتها جسداً بلا روح وشكلاً عارياً من المضمون . (3) مرحلة الضياع وإهمال المسرح : (فترة بعد الوحدة ) حيث كان ولا زال المسرح فاقد الأهلية ضائع تائه لا يوجد راعي يتكفل نصوصه ويلملم ممثليه ويلتقي بكوادره ويأخذ بيد مخرجيه ويقدم لهم الدعم المادي السخي والتشجيع المعنوي ، الا القليل من الأعمال الكوميدية لفرقة برمة وبعض الأعمال التراجيدية التي تقوم بها فرقة السنابل بين الحين والآخر وبجهود ذاتية .