اعلنت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان الخميس إنه يتعين على الولاياتالمتحدة محاكمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بتهمة التعذيب إذا ثبتت صحة اعترافه في مذكراته بأنه وافق على استخدام أسلوب محاكاة الغرق لتعذيب المعتقلين.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن كلاوديو كوردون وهو مدير كبير في منظمة العفو الدولية في بيان له" بموجب القانون الدولي يجب تقديم أي شخص متورط في التعذيب للعدالة وليس الرئيس السابق جورج بوش استثناء إذا ثبت صحة اعترافه فإن الولاياتالمتحدة ملزمة بمحاكمته". واضاف "يجب على دول أخرى أن تتدخل وتجري هذا التحقيق بنفسها في غيبة تحقيق أمريكي". ودافع بوش في مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع بعنوان "لحظات القرار" عن قراره السماح باستخدام أسلوب محاكاة الغرق الذي أدانه البعض بوصفه شكل من اشكال التعذيب. وقال بوش: "إن التطبيق اقتصر على ثلاثة محتجزين وأدى إلى الحصول على معلومات سمحت بتحقيق تقدم في احباط هجمات وإنقاذ حياة مدنيين"، مضيفا في إطار الدعاية للكتاب: "إن مستشاره القانوني أبلغه بأن هذا الأسلوب لا يندرج تحت طائلة قانون مناهضة التعذيب". وحظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي خلف بوش بمجرد توليه منصبه في عام 2009 أسلوب محاكاة الغرق. ويتعين على المحققين الآن اتباع القواعد الارشادية للاستجواب التي وضعت في الدليل الميداني للجيش الأمريكي. وكتب بوش في مذكراته أن أسلوب محاكاة الغرق استخدم أولا أثناء استجواب أبو زبيدة عضو القاعدة الذي اعتقل في باكستان عام 2002 والذي يشتبه في ضلوعه في مؤامرة لمهاجمة مطار لوس أنجليس الدولي. وعندما امتنع أبو زبيدة عن الرد على أسئلة مكتب التحقيقات الاتحادي أبلغ جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية انذاك بوش بأنه يعتقد أن لدى المحتجز مزيدا من المعلومات. وقال بوش إنه أمر بعدم استخدام أسلوبين اخرين لم يصفهما في عمليات الاستجواب وشعر بأنه مبالغ فيهما بدرجة كبيرة رغم أنهما قانونيان. ولكنه وافق على استخدام أسلوب محاكاة الغرق. وكتب بوش "لا شك في أن الاجراء كان قاسيا ولكن خبراء في الطب أكدوا لوكالة المخابرات المركزية أنه لا يسبب ضررا دائما".