قدمت الحكومة الصومالية الانتقالية اليوم الخميس 23-4-2009 احتجاجا رسميا إلى السلطات السويسرية على ما وصفته بالمعاملة غير اللائقة التي تعرض لها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد أمس الأربعاء من قبل السلطات السويسرية وأدت إلى تعطيل سفره إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لنحو 12 ساعة. وقال يوسف محمد إسماعيل سفير الصومال لدى سويسرا ومندوب بلاده لدى المقر الأوروبي لمنظمة الأممالمتحدة هناك لموقع "العربية نت" عبر الهاتف من مقره في مدينة جنيف السويسرية, أنه أجرى اتصالات عاجلة مع مسئولين في وزارتي الخارجية والداخلية في سويسرا لابلاغهما احتجاج حكومته رسميا على ما حدث. واستهجن يوسف ما وصفه بالخطأ الفادح الذي ارتكبته السلطات السويسرية بحق الشيخ شريف باعتباره رئيسا لدولة عربية وإسلامية وافريقية, معتبرا أن ما حدث يمثل إهانة بالغة يتعين على السلطات المختصة في سويسرا تقديم الاعتذار عنها وتقديم إيضاحات بشأنها. من جهته، رفض جان كلود دينزل الناطق الرسمي باسم شركة الطيران السويسرية الخوض في ملابسات ما حدث وقال في رد مقتضب عبر البريد الالكتروني:" لأسباب قانونية لا يمكننا إعطاء أية معلومات عن المسافرين الفرادى". وفي المقابل، قال إنه يلزم الاتصال بالشرطة المحلية أو سلطات المطار للاستيضاح حول الواقعة. تشدد سويسري وكان الرئيس الصومالي يعتزم التوجه أول مرة إلى بلجيكا عبر سويسرا باستخدام رحلة عادة لشركة الخطوط الجوية السويسرية (سويس اير) عندما فوجىء مرافقوه لدى محاولة مغادرته العاصمة المصرية التي زارها لمدة يومين, برفض مكتب الشركة السويسرية السماح له بالمغادرة على متن رحلة الشركة على اعتبار أن جواز سفره لا يحمل تأشيرة سارية إلى سويسرا وإنما فقط إلى بلجيكا. وفشلت كافة الاتصالات التي أجرتها الحكومتان المصرية والصومالية مع السلطات السويسرية لإقناعها بالسماح للشيخ شريف ومرافقيه بمغادرة القاهرة إلى بروكسل عبر سويسرا بسبب إصرار السلطات وشركة الطيران السويسرية على موقفها واعتبار أنه لا يحمل تأشيرة لاستخدام الأراضي السويسرية كنقطة ترانزيت في طريقه إلى بروكسل وفقا لما تقتضيه اتفاقية شنجن بين دول الاتحاد الأوروبي. الحل الهولندى وقال عبد الله حسن سفير الصومال في القاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية لموقع "العربية.نت" أن الشيخ شريف اضطر للبقاء بمقر إقامته الذي خصصته له السلطات المصرية في قصر الأندلس بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة حتى موعد إقلاع رحلته إلى بلجيكا. وأوضح حسن أن الرئيس الصومالي ومرافقوه غادروا مطار القاهرة الدولي في الساعة لثالثة فجرا تقريبا إلى مدينة أمستردام الهولندية في طريقه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل على متن رحلة عادية لشرطة الخطوط الجوية الهولندية. وسيشارك الشيخ شريف في المؤتمر الدولي للدول الوجهات المانحة للمساعدات إلى الصومال الذي يبدأ أعماله في وقت لاحق اليوم في بروكسل برعاية بان كى مون الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وممثلين عن الجامعة العربية والإتحادين الأفريقي والأوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامى بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة وكندا وايطاليا. عودة أويس إلى ذلك عاد اليوم بشكل مفاجىء الشيخ حسن طاهر أويس زعيم تحالف المعارضة للصومالية من مقره في العاصمة الاريترية أسمرة إلى العاصمة الصومالية مقديشيو للمرة الأولى منذ عامين. وقال الدكتور إيمان أبو بكر عمر رئيس الحزب الاسلامى وأحد المقربين من الشيخ أويس "للعربية.نت" أن عودة أويس نهائية بهدف الاستقرار في الصومال والمساهمة في تحقيق الأمن والمصالحة الوطنية. لكنه لفت في المقابل في اتصال هاتفي من مقديشيو إلى أن لدى الشيخ أويس وتحالف أسمرة نفس التحفظات التقليدية على الشيخ شريف وحكومته الانتقالية, مشيرا إلى أن الحكومة لصومالية غير شرعية وتعتبر امتداد للسلطة التي تولاها الرئيس الصومالي السابق عبد الله يوسف. وأكد أبو بكر أن كل الخيارات مفتوحة على مصراعيها لتحقيق المصالحة من دون أن يؤكد أو ينفى إمكانية عقد لقاء قريب بين الشيخ أويس وحليفه لسابق الشيخ شريف. قصة الخلافات وكان الشيخ شريف قبل أن يتم انتخابه رئيسا لترويكا السلطة الانتقالية في الصومال بمثابة الذراع الأيمن للشيخ أويس الذي لعب دورا كبيرا في تولى الشيخ شريف منصب رئيس تنظيم اتحاد المحاكم الإسلامية الذي سيطر على العاصمة مقديشيو لمدة ستة شهور اعتبارا من منتصف عام 2006. لكن تدخل القوات العسكرية الإثيوبية الداعمة للقوات الصومالية أدى إلى إلحاق هزيمة مروعة بميلشيات المحاكم على نحو غير متوقع, فر على أثره لشيخان أويس وشريف إلى الأحراش الموجودة على الحدود الكينية الصومالية. ولدى تأسيس تحالف المعارضة الصومالية في العاصمة الاريترية أسمرة عام 2007 تولى الشيخ شريف رئاسة التحالف, لكن قبوله الدخول في مفاوضات رعاها أحمد ولد عبد الله مبعوث الأممالمتحدة الخاص لدى الصومال مع رئيس الوزراء الصومالي السابق نور حسن حسين, أدى إلى تفاقم الخلافات بين أويس والشيخ شريف. وأقال تحالف أسمرة الشيخ شريف من رئاسته وعين بدلا منه الشيخ أويس بعدما اتجاه الشيخ شريف إلى جيبوتي للإقامة فيها متهما الرئيس الاريتري أسياس أفورقى بمحاولة استخدام المعارضة الصومالية كورقة ضغط على إثيوبيا ولتحقيق مصالح بلاده في منطقة القرن الأفريقى. وتبادل جناحا أسمرة وجيبوتي الاتهامات فيما بينهما بالخيانة والعمالة, ورفض الشيخ أويس نتائج المفاوضات التي أدت إلى وصول الشيخ شريف إلى رئاسة السلطة في الصومال خلفا لعبد الله يوسف في نهاية شهر يناير/كانون الثاني بعد اجتماع للبرلمان الصومالي المؤقت في جيبوتي. وخلال الشهر الماضي وصف أويس المدرج على القوائم الأمريكية والدولية باعتباره متورطا في أنشطة إرهابية ضد المصالح الأمريكية والغربية مطلع التسعينات في إثيوبيا, الشيخ شريف بأنه "عميل إثيوبي آخر وخائن للإسلاميين"، وأعرب عن قناعته بأن خصومه سيواصلون القتال حتى يتم تطبيق الشريعة الإسلامية. وأضاف: "نحن لسنا المعارضة، نحن مقاتلون من أجل الحرية، ولا توجد حكومة صومالية نعترف بها بالصومال ولا نريد سوى تغيير النظام، لأن هؤلاء الرجال خونة".