ذكرت محطة التلفزيون الامريكية (سي ان ان) انه تم تعيين المصري محمد إبراهيم مكاوي المعروف ب سيف العدل المسؤول الكبير في القاعدة قائدا مؤقتا للتنظيم خلفا لأسامة بن لادن الذي قتل في 2 ايار/ مايو في عملية شنتها وحدة كومندوس اميركية. واستندت المحطة الأمريكية في معلوماتها إلى نعمان بن عثمان وهو ناشط اسلامي سابق ليبي تخلى عن عقيدة القاعدة. وأوضح بن عثمان أن تعيين محمد ابراهيم مكاوي المعروف ب"سيف العدل" جاء نتيجة الاضطراب الذي يسود صفوف القاعدة في غياب قائد لهم. كذلك أفادت صحيفة (ذي نيوز) الباكستانية خبر تعيين سيف العدل نقلا عن مصادر لم تكشف عنها في مقال صادر من مدينة روالبندي (وسط) حيث مقر الجيش الباكستاني قرب اسلام اباد. ويشار إلى أن سيف العدل العضو السابق في القوات الخاصة المصرية الذي نشط فيما بعد في في جماعة الجهاد الاسلامي المصرية، يبلغ من العمر 50 عاما تقريبا ويعتقد انه كان حتى الان "رئيس اركان" القاعدة. وسيف العدل متهم بالضلوع في الاعتداءين على السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 وعرضت مكافاة قدره خمسة ملايين دولار لقاء توقيفه. وبحسب بن عثمان، فان هذا التعيين قد يكون وسيلة لاختبار ردود الفعل على تعيين قائد لا ينتمي إلى شبه الجزيرة العربية، تمهيدا لتعيين القيادي الثاني في القاعدة المصري أيمن الظواهري الذي يظهر بمثابة الخلف الطبيعي لبن لادن الذي كان يتحدر من السعودية. يُذكر أن سيف العدل كان قد انضم إلى المقاتلين الأفغان في حربهم ضد الغزو السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، ويُعد الرجل الثالث في قيادة تنظيم القاعدة، بعد أسامة بن لادن، والرجل الثاني أيمن الظواهري، وهو أيضاً طبيب مصري انتقل إلى أفغانستان في تلك الفترة. وبعد سقوط نظام حركة طالبان، في أعقاب "الغزو" الأمريكي لأفغانستان عام 2001، انتقل سيف العدل إلى إيران، بحسب ما أكد مسؤولون سعوديون مختصون في مكافحة الإرهاب، حيث بدأ في توجيه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لشن عدد من الهجمات داخل السعودية، والتي بدأت في العاصمة الرياض عام 2003. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن مصادر استخباراتية العام الماضي، أن سيف العدل انتقل من إيران، حيث كان يخضع للإقامة الجبرية، إلى باكستان. وبحسب نعمان، فإن اختيار سيف العدل زعيماً مؤقتاً للقاعدة، يُعد خطوة باتجاه الإعداد لمبايعة شخص آخر من خارج الجزيرة العربية لتولي قيادة التنظيم خلفاً لبن لادن، وعلى الأرجح قد يكون الظواهري هو ذلك الشخص. كما يُعد سيف العدل، والذي يُعتقد أنه كان يشغل منصب "رئيس أركان" القاعدة، أحد أبرز من ساهموا في التدريب العسكري والاستخباراتي لأعضاء التنظيم، منذ العام 1990، كما أنه عضو سابق في مجلس شورى القاعدة. وأدرج مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI اسم سيف العدل على قائمة المطلوبين، على خلفية اتهامه بالتورط في الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة على سفارتي الولاياتالمتحدة في كل من كينيا وتنزانيا، عام 1998.