بعد أيام من اتهام أمير تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ومقره اليمن ،المملكة العربية السعودية بالتأمر على الثورة، توعد المسئول العسكري أبو هريرة الصنعاني، بنقل المعركة إلى المملكة ، بينما أطلق بذات التوقيت والتزامن الجناح العسكري لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض "الإخوان" بيانا هدد فيه بضرب مطار صنعاء الدولي «بكل وسائل الحرب المتاحة». الصنعاني في تسجيل صوتي نشرته مواقع جهادية مساء الجمعة-السبت قال مخاطبا حكام المملكة «إن مقارعتنا لليهود والنصارى لن تشغلنا عنكم، كما أن لهوكم وفسقكم وخناكم لم يشغلكم عنا، ونعدكم أننا لن نرضا بنقل المعركة إلينا دون أن ترجع جذعة بين ظهرانيكم». واضاف لمن أسماهم علماء آل سعود: «إن ملككم وولي عهده ووزير داخليته وابنه محمد مرتدون عندنا ويجب قتلهم، وأنا بشخصي أباهلكم على ذلك أمام الخلق أجمع، وهذه قنوات أولياء أموركم بأهلونا عليها، وإن لم تفعلوا ذلك فأنتم من الحق تفرون، وبالباطل تفتون، وتقتاتون بدين الله رب العالمين».. وكان أبو هريرة الصنعاني أحد المخططين للعملية التي استهدفت الأمير محمد بن نائف عام 2009م والتي نفذها عبد الله طالع عسيري، أحد المطلوبين لوزارة الداخلية السعودية.. وظهر الصنعاني قبل العملية المذكورة وهو يعانق عبد الله عسيري قبل مغادرته اليمن. ويواجه مسلحوا تنظيم القاعدة منذ سيطرته قبل شهرين على عاصمة محافظة أبينجنوب البلاد واعلان اسقاطها كاول ولاية ، ضربات دامية افقدته الكثير من قياداته ومقاتليه ومناصريه من الجهاديين التابعين للتجمع اليمني للاصلاح. من جانبه وبذات توقيت تسجيل الصنعاني، أطلق الجناح العسكري والجهادي في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض ، بيانا بغطاء قبائل أرحب مسقط رأس رجل الدين المتطرف عبدالمجيد الزنداني المطلوب دوليا بدعم القاعدة ،هدد فيه بضرب مطار صنعاء الدولي «بكل وسائل الحرب المتاحة» وذلك رداً على ما وصفوه ب"الاعتداء عليهم من قبل قوات الحرس الجمهوري بالطائرات وتعرض المنطقة لقصف «مروع». ويشن مسلحو "حزب الإصلاح" الإسلامي واكبر أحزاب تكتل المعارضة بمشاركة عناصر من القاعدة ،يقودهم منصور علي يحي الحنق عضو مجلس النواب عن حزب الاصلاح، وضباط من قوى الفرقة المنشقة عن الجيش وبإدارة وتسليح عسكري من قائدها اللواء على محسن منذ نحو شهرين بغطاء قبلي، هجمات على معسكرات الجيش من قوات الحرس الجمهوري لكنها كثفت خلال اليومين الماضيين بمنطقة ارحب على مشارف العاصمة. وصدت قوات الجيش في الحرس الجمهوري بالمنطقة, فجر الخميس الماضي أوسع هجوم بالأسلحة الثقيلة منها صواريخ الكاتيوشا والمدافع من ترسانة الفرقة المنشقة نفذه مسلحو حزب الاصلاح بأشراف الزنداني والحنق والجنرال المنشق ،بعد انضمام تعزيزات من تنظيم القاعدة قدمت من محافظات مأرب والجوف وصعدة وعمران ، في مسعى للسيطرة على المعسكرات والمواقع والألوية هناك تمهيدا لأحكام القبضة على العاصمة ومدخلها الاستراتيجي باتجاه مطار صنعاء الدولي والحربي ضمن جولات من حرب استنزاف للسيطرة على الحكم في البلاد بالقوة. وقال البيان العسكري ل"إخوان القاعدة" بمسمى قبيلة أرحب مساء الجمعة-السبت «لقد نفذ الصبر (...) وبلغ العدوان السافر الهمجي علينا منتهاه من قبل الأزلام المتبقية من نظام علي صالح المتهالك بكل الأسلحة المتوفرة لديه من دبابات ومدافع وصواريخ الكاتيوشا وجميع الأسلحة ثم زاد عدوانه وانتقاله بالضرب والقصف بقنابل الطائرات المروعة والمدمرة في مناطق شتى من مديريتنا (...) وعليه فإننا سنقوم بضرب مطار صنعاء الدولي بكل وسائل الحرب المتاحة رداً على الاعتداء علينا». وحذر البيان كل شركات الطيران وغيرها والمسافرين المحليين والأجانب من التعامل مع مطار صنعاء الدولي ابتداءاً من اليوم. وكان أمير تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي مقره اليمن ناصر الوحيشي في رسالة صوتية بثت الثلاثاء الماضي متوجها بها لزعيم القاعدة الأم أيمن الظواهري، أعلن عن خمسة أهداف للتنظيم يسعى لتحقيقها في حكم اليمن من خلال ثورة اسقاط النظام ،وانطلاقا من ساحات التغيير وميادين الحرية ، تتمثل في تحكيم شريعة الله , ونبذ القوانين الوضعية والدساتير الأرضية، وتوزيع الثروة، وإشراك أكبر قدر من الأمناء والعقلاء والشباب الناضج في مشروع التغيير. الى جانب تحرير المقدسات وتطهيرها وطرد الصليبيين المحتلين وجهادهم . وقال الوحيشي في الرسالة "أبشركم أميرنا أن نظام علي صالح أوشك على الزوال", مهاجما الأسرة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية ، معتبرها "قبلة للتآمر ومأوى لأصنام العصر وطواغيت الزمان, وتتآمر على ثورات بصكوك فتاوى أحبار السوء, ومباركة رهبان الدجل"-حد قوله. واستدرك" لكن أهلنا في بلاد الحرمين لن يصبروا على هؤلاء وسيهبون لنصرة إخوانهم في تونس واليمن". واعتبر الوحيشي في رسالته الصوتية " أن الثوار في اليمن قد تجاوزوا الأحزاب التي تريد أن تختزل نصر الأمة لصالحها, وتسعى في رضا أمريكا والغرب الصليبي"، متعهدا بالمضي بالحسم الثوري حتى إسقاط النظام واقامة الدولة الاسلامية. وتشن أحزاب المعارضة بقيادة الأخوان عبر سياسييها وثوارها من شباب ومشائخ دين ومثقفين هجوما إعلاميا عنيفا ولا أخلاقيا ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ، معتبرة أنهما تتآمران على ثورتهم الممولة قطريا للإطاحة بالنظام منذ اكثر من ستة اشهر، وكذا تدعما الرئيس صالح من خلال احتضان معالجته وكبار قيادات الدولة في الرياض بعد محاولة اغتيالهم جماعيا بهجوم مطلع يونيو الماضي، كما تتهم المملكة بعدم دعم خيارهم المنطلق من الدوحة في تشكيل مجلس انتقالي على الطريقة الليبية بصفتهم الشعب اليمني وبعداد سكانه الذي يتجاوز 23 مليون نسمة. (سهيل برس)