أنا كنت من الذين فرحو وهللوا لانتصار دولة قطر في الحصول على استضافة مونديال 2022م وقد عاتبني البعض على ذلك فقلت لهم أنني فد بنيت هذا الفرح والحماس على جملة معطيات : أولها ..أن هذا الأسلوب في الإنفاق للأموال النفطية هو خير لنا نحن فقراء المنطقة لأنها تمكن دول النفط من تشغيل بعض العمالة الموجودة في بلادنا وأتوقع أن لا تتجاوزنا لغيرنا في هذه الحالة . ثانيها .. أننا عرب وذكر العرب واشتهارهم في كل مجالات الحياة ذكر لنا وشهرة لنا أيضا . ثالثها .. أن طريقة الأمير والشيخة وابنهما ولي العهد في تبني الاستضافة والدفاع عن حقهم فيها أعجبني كثيرا فقد استخدموا فيها لغات قوم يسوع المختلفة للإقناع . رابعها.. أنني رأيت أمير قطر يمر للقاهرة لعزاء أسرة أحد المدرسين الذين درس عليهم وبرغم علمي أن الأمير قد عصى أباه وانقلب عليه فإنني أكبرت فيه هذا الوفاء لمدرسه . وأخيرا فقد وافقت الشيخ القرضاوي في دعائه بالنصر لقطر وهزيمة أمريكا حتى في هذا الميدان . عموما فلم تمر شهور معدودة حتى تحولت قطر إلى دولة غازية واستعمارية ومتحالفة مع النيتو في غزو بلد عربي.. ولم تمر شهور على هذا النصر حتى رأيناها تخوض حروب فتح وانقلابات.. وكنا في اليمن واحدة من الدول التي يتآمر عليها حاكم قطر لاسقاط نظامها فقط لكي يقال أنه يقود امبراطورية في المنطقة . وبالضرورة فإن هذا جعله ودولته العظمى يسيران في طريق السقوط الذي لا شك قادم وبأسرع مما يتصور الناس إذ لم يحدث في التاريخ المكتوب أن قامت إمبراطورية وانتهت خلال أقل من عقدين من الزمان، ولكن هذا سيحدث حتما مع إمبراطورية قطر العظمى. هذه الإمبراطورية قامت وانتفخت على ركائز أساسية هي ثروة نفطية وغازية هائلة نسبة إلى عدد السكان وحجم الأرض التي هي عليها مما جعلها مؤخرا تحل محل لوكسمبرغ كأول دولة من حيث أعلى مستوى دخل سنوي للفرد. علاقات متينة بدولة القطب الواحد عززتها استضافتها لأعظم قاعدة عسكرية في المنطقة.. تتحمل هذه الإمبراطورية الصغيرة جل نفقاتها وذلك بعد إعانة دولة القطب الواحد لأمير هذه الدولة في ا لانقلاب على أبيه في سابقة نادرا ما تحدث في تاريخ الأمم. إمبراطورية إعلامية قابلة للتوسع استطاعت خلال فترة قصيرة أن تستحوذ على مكان القمة في الإعلام العالمي خصوصا ما سمي بمكافحة الإرهاب وأخيرا دخل عامل جديد وهو الأهم يتمثل في الاعتماد على الخونة لقيمهم والمفسدين في الأرض وعلى العصاة لآبائهم في تنفيذ مخططات انقلابية في أماكن مختلفة من العالم بما فيها أوربا التي غزتها بالرشاوي حتى نافست أمريكا وهزمتها في استضافة مونديال عام 22 و جعلت سيد البيت الأبيض يخرج عن وقاره ويستنكر هذا الغزو ومن ثم يتتبع الخيانة ويفضح رشاوى بن همّام للفيفا فيما بعد . إمبراطورية الجزيرة والغاز سرعان ما ستسقط بسقوط ركيزتها الإعلامية التي تعاقب سقوط العاملين منها وتركهم لها لأكثر من سبب أهمها ميلها نحو تزوير الحقائق ونشر الأكاذيب لتحقيق مآرب رخيصة على حساب الحقيقة وبالتالي انصراف جمهورها العربي عنها لنفس الأسباب مما جعلها تفكر أخيرا بفتح قناة باللغة العبرية لتعوض جمهورها العربي. كما أنها دخلت في منافسات عدائية وأنشطة عدوانية ضد أكبر جاراتها ( المملكة العربية السعودية ) ومحاولة إسقاط أنظمة جارة لها بأيدي عملاء مؤتمنين لتطويق المملكة بأنظمة معادية ما حدا بها لنسج علاقات مع إيران لتحقيق هذه الغايات . كل هذا وان حقق لها بعض المكاسب الآنية لكنه سيعجل بسقوط هذه الإمبراطورية الوضيعة على المدى المنظور، لأن ما بني على باطل فهو باطل، وبالتالي فيصح القول ان هذه الإمبراطورية هي أسرع الإمبراطوريات ظهورا وأسرعها سقوطا في التاريخ حقيقة لا ريب فيها.