القاهرة - طلعت المغربي :أصابت اشتباكات ماسبيرو المعروفة بيوم الأحد الدامى بين الاقباط والجيش، الشارع السياسى المصرى بالصدمة مما جرى، والرعب من حدوث الفتنة الطائفية بمعناها الواسع اى الصدام بين الاقباط والمسلمين، على غرار الطائفية فى لبنان التى أكلت الأخضر واليابس، وخرجت منها جميع الفرق والتيارات خاسرة بامتياز، ورغم صعوب مقارنة الوضع المصرى باللبنانى لاعتبارات عدة، إلا أن تجاهل ماجرى ، يجعل خيار سيناريو سقوط الدولة وارد الحدوث . كتاب وسياسيون أكدوا ل "العربية نت" ضرورة إقرار دولة القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء، وطالبوا بتعليق المظاهرات الفئوية والطائفية لحين الانتهاء من المرحلة الانتقالية، كما دعوا الى انخراط الاقباط فى العملية السياسية، و إقرار قانون دور العبادة الموحد وعرضه على الأزهر والكنيسة قبل تطبيقه . جمال أسعد: هل تم اختراق المجتمع القبطي؟ الكاتب السياسى القبطي جمال اسعد أكد ل " العربية نت " أن اشتباكات ماسبيرو التى جرت أمس الأحد 9-10-2011 بين الأقباط من جانب والجيش من جانب آخر، أصابته بالحزن الشديد على مايحدث بين أبناء الوطن الواحد. وقال ان الحدث غير مسبوق بالمرة ، فهى المرة الأولى تقريبا التى يتم فيها استخدام سلاح خلال تظاهرة سياسية منذ سقوط مبارك. وأوضح أنه من حيث المبدأ هناك مشاكل للاقباط وهم يشعرون بالتمييز ضدهم، وبالتالى من حقهم التظاهر للتعبير عن مطالبهم مثل أي فئة فى المجتمع، وكنا نتمنى أن تكون ثورة يناير بداية لانخراط الاقباط فى العملية السياسية والانضمام للأحزاب للخروج من عزلتهم، لأن المشاركة السياسية للأقباط هى بداية الطريق لحل مشاكلهم، ولكن للأسف لم يتحقق هذا، وكانت النتيجة هى تظاهرهم للتعبير عن مطالبهم ، مما أتاح الفرصة لبعض الفئات لاستغلال تظاهراتهم لتحقيق بعض المصالح الخاصة بها على حساب الأقباط . وذكر أسعد: نعم هناك مشكلة فى بناء الكنائس، لكن تم استغلالها للتعبير عن الضمير الجمعى القبطى لكشف معاناة الأقباط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام ، اى ان الكنائس تحولت الى واجهة للتعبير عن معاناة الاقباط، وللأسف تطورت التظاهرة الأخيرة إلى أحداث عنف بين الأقباط من جانب والجيش من جانب آخر، وهذا يدفعنا للتساؤل: هل تم اختراق المجتمع القبطى من قبل أصحاب مصالح وأجندات داخلية وخارجية؟.. وهل هذه هى الفوضى الخلاقة التى يتحدثون عنها؟.. وهل المطلوب تحويل الربيع العربى إلى خريف عربى؟.. وهل استغل أقباط المهجر الذين أعلنوا قيام دولة قبطية فى مصر، هذه التظاهرة على النحو الذى يريدونه؟.. أى الصدام بين الأقباط والمسلمين لطلب الحماية الدولية على مصر والتدخل الاجنبى لإعلان قيام دولتهم القبطية؟.. ويضيف : كل هذه الاسئلة مطلوب الاجابة عليها إذا أردنا قراءة الأحداث الأخيرة من المنظور الصحيح العلمى ، وفى كل الأحوال فاننى أدعو كمواطن قبطى مصرى إلى التحلى بالروح الوطنية المصرية، والعمل على انجاح الثورة المصرية، وهذا يتطلب وقف الاحتقان الطائفى وحظر التظاهرات الفئوية والطائفية، لحين إعادة بناء الدولة، على أسس ديمقراطية حقيقية تعلى من قيمة المواطنة. عاصم الدسوقي: تأجيل الديمقراطية والانتخابات عاصم الدسوقي وفى ذات السياق.. اعتبر أستاذ التاريخ الحديث الدكتور عاصم الدسوقى ماحدث فى ماسبيرو أمس خروجا على القانون، وطالب فى حديثه ل "العربية نت " بضرورة تفعيل دولة القانون، وبالتالى يجب تأجيل الحديث عن الديمقراطية والانتخابات لحين إقرار دولة القانون أولا. وذكر أن دولة القانون تضمن إحداث التوازن الاجتماعى بين مختلف القوى السياسية، ولاتقبل بطغيان الرأسمالية على حساب القوى العاملة، كما أن الدولة القانونية أخلاقية ، تفرض ظلم طبقة بعينها، وتعتبر أن ذلك يستوجب العقاب الالهى والدنيوى، وإذا كان البعض يؤكد وجود مؤامرة خارجية وراء أحداث ماسبيرو، فمن المؤكد أن التربة الداخلية مهيأة لذلك ، ولو كان هناك تماسك اجتماعى ودولة قانون لما نجحت أىي مؤامرة خارجية، فى الدفع بتظاهرة ماسبيرو إلى النحو المؤسف الذى وصلت اليه. عمرو موسى: استقرار البلد على المحك ى تعليقه على تظاهرات الأقباط أمام مبنى ماسبيرو، أكد عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، فى تصريح لإحدى القنوات الفضائية أن الأوضاع قد وصلت إلى مرحلة خطيرة، وستؤثر على استقرار البلد. وأن كل أفراد الشعب مسئولون عما يحدث الآن، مشيرًا إلى أنه لا يصح أن نتحدث عن الانقسام لأننا "فى مركب واحد"، وعلينا أن نجد مخرج وبسرعة من هذا الأزمة، لأن الاستقرار أصبح "على المحك". داعيا كل المصريين للتكاتف. مصطفى الفقي: كيف يتم قتل جنود مصريين في ذكرى انتصارهم؟ وبكلمات يملأها الأسى قال الدكتور مصطفى الفقى الكاتب والدبلوماسى ل "العربية نت ": أشعر بالأسى العميق لما حدث فى ماسبيرو .. كيف يتم قتل جنود مصريين فى ذكرى إنتصارات الجيش المصرى على إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة ؟ وأضاف: هناك مؤامرة مؤكدة على الدولة المصرية والجيش المصرى ، وإذا كانت هناك مطالب طائفية فلايمكن التعبير عنها بهذا الأسلوب على الإطلاق . جمال الغيطاني: مشروع حرب أهلية الكاتب جمال الغيطانى رئيس تحريراخبار الادب السابق قال ل " العربية نت " : هذا اسود ايام حياتى. لم أكن اتخيل أن أعيش حتى أرى ذلك .. ماحدث باختصار ليس صداما بين الأقباط والجيش.. إنه مشروع حرب أهلية ؟.. وأضاف: هناك قوى اندست وسط الأقباط وقامت بالهجوم على الجيش وقتلت بعض أفراده، وفى كل الأحوال يجب التحرك لحل مشكلات الأقباط فى مصر بشكل أسرع وأعمق، وعلى سبيل المثال ، لماذا لايتم الاسراع باقرار قانون دور العبادة الموحد وعرضه على الأزهر والكنيسة قبل تنفيذه؟.. وطالب بموقف حازم ضد المسؤولين الذين يتسببون فى الفتنة الطائفية مثل محافظ أسوان. ويحذر الغيطانى من الصدام بين الاقباط والمسلمين إذا لم تحل المشكلات الحالية المتعلقة ببناء الكنائس ، مؤكدا أن الصدام إذا حدث لاقدر الله فسيكون الخراب بعينه. محافظ أسوان: أياد خارجية رفعت سقف المطالب اللواء مصطفى السيد واستنكر اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان، الأحداث التى شهدتها منطقة ماسبيرو بالقاهرة، بعد سقوط 19 حالة وفاة و156 إصابة فى اشتباكات ماسبيرو، مشيراً إلى أن مطالب الأقباط بإقالتى من منصبى كمحافظ لا يبرر الإعتداء على عدد من جنود الجيش المصرى، واصفا الأحداث الحالية بالفتنة. وقال فى تصريحات صحفية : "هناك أياد خارجية تدخلت لتصعيد موقف كنيسة الماريناب بإدفو، ورفع سقف المطالب، وتلعب لإشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط فى مصر". صبري سعيد: تعليق المظاهرات والمطالب الفئوية والطائفية ويطالب الكاتب الليبرالى صبرى سعيد بالتحقيق فى اشتباكات ماسبيرو حتى لاتتكرر مرة أخرى. وقال ل " العربية نت ": إذا لم نحقق فى سير الأحداث وتفاعلاتها، فمعنى ذلك أننا لم نستفد شيئا، والأمر يتطالب لخطورته تشكيل لجنة تقصي حقائق، ومعرفة مسؤولية كل طرف، وكذلك لابد من إرساء دولة القانون، وأن ندرك أننا فى مرحلة انتقالية تتطلب الخروج الآمن من النفق، إلى أسس الدولة الديمقراطية الحديث. وطالب بتعليق كل المظاهرات والمطالب الفئوية والطائفية لحين الانتهاء من الفترة الانتقالية وتسليم الحكم الى المدنيين . عماد جاد: الحكم على الأحداث سابق لأوانه عماد جاد ويعتقد عماد جاد عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن الحكم على ماحدث فى ماسبيرو سابق لأوانه لحين التحقيق فيما حدث . وقال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، إن ما حدث أمام ماسبيرو ليست مواجهات بين مسلمين ومسيحيين، إنما هي محاولات لإحداث فوضي وإشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوي التخريب والشطط والتطرف. أضاف شرف أن "إعمال القانون وتطبيقه علي الجميع هو الحل الأمثل لكل مشاكل مصر".