عندما يتفوق الفساد السياسي على كل أشكال الفساد الأخرى، فإن أربابه سينظرون إلى شعوبهم على أنها قطعان، فيدفعون بذئابهم إليها بأقنعة الحملان الوديعة.. ففي يوم الأربعاء 4/ يونيو/ 2008م نشرت "نبأ نيوز" فضيحة فساد مسئول كبير، ينتسب إلى إحدى الجهات الرسمية العليا، ويتقاضى منها مرتبه كاملاً غير منقوص مع كل البدلات، والمخصصات، والامتيازات- التي تفوق امتيازات الوزير..!
غير أن هذا المسئول لم يكن يداوم في جهة عمله إلاّ أياماً معدودات في السنة، لأنه يعيش مع أسرته خارج اليمن، وتحديداً في "سنغافورة".. ولأنه مسئول مهم في الدولة، فإنه حصل لأبنائه على منح دراسية جامعية على نفقة اليمن في نفس تلك الدولة.
في فبراير 2008م غادر هذا المسئول- الذي يشغل منصب حساس- اليمن ضمن وفد رسمي للمشاركة في دورتين تدريبيتين تنظمهما وكالة التنمية الأمريكية USAID، الاولى في "سنغافورة" للفترة من (18-21) فبراير، والثانية في "ماليزيا" للفترة من (25-29) فبراير.
لكنه بعد انتهاء الدورتين، رفض العودة الى بلده، بل آثر البقاء في "سنغافورة" مع بقية أفراد أسرته، ولم يكن يزور بلاده إلاّ لأيام فقط بين كل بضعة أشهر.. حتى اكتشفت "نبأ نيوز" أمر هذا المسئول الذي يتقاضى مرتبه وهو خارج الوطن يرفل بالنعيم، فكشفت للرأي العام هذه الفضيحة بخبر نشرته بتاريخ 4/ يونيو/2008م.
اليوم نتفاجأ أن إعلام أحزاب المعارضة اليمنية، والمواقع الانفصالية يتحدثون عن هذا المسئول على أنه بطل خارق، وأسطورة التأريخ، والمعجزة التي لم تنجب اليمن بمثل أمانتها ونزاتها، وشرفها المهني.. والسبب هو أن جهة عمله أجبرته على تقديم الاستقالة، للحفاظ على ماء وجهه، فرد لها الجميل باتهامها بالفساد.. وهذا جزاء من لا يعمل بالقانون ويقدم عليه المجاملات..
"نبأ نيوز" تضع لكم رابط الخبر الذي نشرته في حينه، لتطلعوا على اسم المسئول وجهة عمله، وتفاصيل ما كتبته حوله، وعلى تعليقات القراء على الخبر عندما نشرته، لكي تثقوا أن هذه الفضيحة ليست تلفيقاً أو دفاعاً عن جهة معينة، وإنما لكي لا يعيد الفساد السياسي ذئاب الفساد الاداري والمالي بأقنعة الحملان الوديعة، فقط من أجل المكايدة الحزبية، حتى لو كان الشعب هو من يدفع الثمن..
نص الخبر المنشور قبل عام تقريباً
هيئة مكافحة الفساد تتستر على فرار أحد أعضائها إلى سنغافورة الأربعاء, 04-يونيو-2008 نبأ نيوز- خاص - أكدت مصادر وثيقة الصلة ل"نبأ نيوز" أن رئيس قطاع التعاون الدولي بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد غادر اليمن بمهمة رسمية قبل أكثر من شهرين ثم رفض العودة الى الوطن، فيما لا تزال الهيئة تتكتم على "الفضيحة" وتتستر على غيابه، دون إتخاذ أية إجراءات إدارية أو مالية بحقه، . وأفادت المصادر: أن سعد الدين طالب – رئيس قطاع التعاون الدولي بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد- غادر اليمن منتصف فبراير الماضي ضمن وفد ترأسته نائبة رئيس الهيئة الدكتورة بلقيس ابو اصبع، وضم في عضويته ثلاثة من أعضاء الهيئة هم رئيس قطاع المجتمع المدني عز الدين الاصبحي، ورئيس قطاع الذمة المالية محمد حمود المطري، وهو ثالثهم- بقصد المشاركة في دورتين تدريبيتين تنظمهما وكالة التنمية الأمريكية USAID عن مكافحة الفساد، الاولى في سنغافورة للفترة من (18-21) فبراير، والثانية في ماليزيا للفترة من (25-29) فبراير. وبحسب المصادر فإن سعد الدين طالب وبعد الانتهاء من الدورتين رفض العودة الى اليمن، وتوجه الى سنغافورة، حيث يعيش ابنائه الذين يدرسون في إحدى الجامعات الماليزية، واجتمع عندهم مع بقية أفراد أسرته، ومن يومها لم يعد الى اليمن، في الوقت الذي ظل وضعه الوظيفي مجهولاً إعتباراً من تاريخ انتهاء المهمة الرسمية (29/ فبراير)، وسط تكتم الهيئة على الموضوع وكأن شيئاً لم يكن. وفي الوقت الذي لم يعرف سبب بقاء طالب في سنغافورة فيما إذا كان نهائياً أم فساداً إدارياً واستغلالاً للوظيفة العامة، إلاّ أن المصادر استغربت أن ينقطع موظف حكومي عن عمله الرسمي لأشهر دون أن تتخذ عقوبات بحقه، أو يصدر قرار بايقاف مرتباته، واصفة موقف رئاسة الهيئة من انقطاع سعد الدين طالب بأنه "أفسد اشكال الفساد"- على حد تعبيرها!!