القلق والخوف من المستقبل هو السائد اليوم في اليمن حتى بعد انجلاء شيء من الضبابية والتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتي تضمنت تسوية سياسية مرضية ومقنعة لجميع الأطراف في السلطة والمعارضة وفقاً، كتأكيداً لقرار (2014) الاممي الخاص بالازمة اليمنية. ومضمنون هذا القلق هو تسيد المواقف الانقلابية والنزعة الانتقامية العدائية التي دشنتها العصابات الدموية والمليشيات العقائدية المتطرفة لجناح الاخوان المسلمين في تكتل المشترك وحلفاؤهم الآخرين على أكثر من منحى واتجاه لاثبات قدرتهم هز أركان النظام ومن ثم اسقاطه. فالتصعيد الميداني والخطابي والاعلامي والمتمثل بجثث الابرياء والضحايا الذين يتساقطون بفعل عدوانيتهم وهمجيتهم الصارخة لم ولن يغادر هذه الاحزاب التي وجدت اسلوباً ....... في ذلك في ظل انتقال وسذاجة الاعلام المقابل والمناهض لها خلق وهم الحوار وشعارات حماية الثوابت والمكاسب الوطنية دون ايجاد ادوات ووسائل تفوق الاساليب المناهضة لك او على اقل تقدير تماثلها وتوازيها في الدعم والتشجيع وتعزيز الجانب المعلوماتي بشكل اكثر.. وهذا أهم ما افتقده »افتقدناه« اعلام السلطة او الاعلام الدستوري والقانوني طالما سعى خلف الحفاظ أو نادى بالحفاظ على امن واستقرار ووحدة البلاد، والثالوث المرعب الذي تحالف لاسقاط اليمن ومشروعها النهضوي الكبير. اذاً فتلك الهمجية الوحشية والبربرية التي لم تقتصر على الاعلام والجارية اليوم على قدم وساق لاسقاط الصمود الاسطوري للحالمة تعز ولمدينة الحب والسلام والثقافة والتسامح ماهي إلا محاولة في الساق التسلسلي للاحداث المأساوية والمشاهد الدموية المرعبة التي شهدتها الازمة واحتجاجات الشباب المستمرة منذ 10أشهر دمرت كل جميل في هذا الوطن وهي بكل الاحداث والممارسات القذرة الرافضة لكل حل سلمي توافقي يعالج وينهي الازمة وهو الفعل القبيح الممارس اليوم للبعث بمدينة تعز وحضاريتها وتاريخها وألقها المدني من قبل عصابات متوحشة تنهب وتسلب وتدمر وتنتهك كل شيء مقابل حفنة من الريالات والمخصص اليومي الذي يتكفل به »شيخ الثورة« كما يسميه بعض الشباب في الساحات، و»إم بندق« الذي يصرفه الجنرال المنشق علي محسن بل يعتر امراء الحرب على انهاك الوطن بفرض الحصار على عدد من المعسكرات في ارحب ونهم وضرب وحدتهم الوطنية فضلاً عن هدف اشعال الحرب الطائفية والمذهبية القبيحة-كما تعود دائماً اللعب والتهديد بها- الجنرال المخادع في عدد من المناطق. ماذا يحدث في تعز هو تحد صارخ لكل الجهود والمساعي الدولية والاقليمية المتمثلة في المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن واصرار واستماتة وجنونية لاسقاط النظام عسكرياً وفرض سياسة الامر الواقع وذلك قبل اعلانه تشكيلة حكومة الوفاق الوطني بين المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وهو مايتضح ايضاً بالمماطلة والتلكؤ السياسي من قيادات المشترك وخاصة المكلف بتشكيل الحكومة »باجندوة« بالمضي قدماً بتنفيذ المبادرة واعاقة الانتقال الى الاجراءات والبنود التالية وذلك لحين اسقاط تعز كونها المدينة التي ستغير التعامل الدولي مع مايسمى »قوى الثورة« ويعمل على اجهاض الاتفاق المبرم والموقع في الرياض بتاريخ 23 / 11 / 2011م. لذلك فتعز اليوم تمثل الرهان الاصعب والاخير لهؤلاء..... بالشركاء وحسب انه من الجرائم الكبرى ان نهادن ونشارك مثل هؤلاء القتلة مع سبق الاصرار والترصد.. أما آن الاوان للوسطاء الدوليون والاقليميون والسفراء الاروبيون للخروج من دائرة الصمت عما يجري في تعز.. نأمل ذلك..!!