منذ أن تمت المؤامرة الكبرى على الوطن العربي في مطلع القرن الماضي بغرس جسم غريب فيه ليس منه ولا متجانس معه بأي حال من الأحوال ألا وهو الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وبالتالي فالمؤامرة لم تزل مستمرة لتعميق الاحتلال والتوسع الاستيطاني لتحقيق أحلامهم بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات! والذي لم ينفك العدو يحلم بها! ولذلك ومن خلال المعطيات التي لا تخفى على ذي بصيرة فإن العدو لايستخدم السلاح لتحقيق مآربه فحسب ولكن يستخدم سلاح العقل أيضا في حين أن هذا الأخير ليس لدينا نحن العرب! فمنذ الوهلة الأولى للمؤامرة حتى يومنا هذا كان استخدامهم لسلاح العقل أكثر من السلاح الناري! فعند ما استولت بريطانيا على فلسطين تحت مسمى الانتداب بقرار من عصبة الأمم في عام 1920م وما هوا إلا غطاء لرعاية اليهود الذين يتم تهجيرهم من مختلف أقطار العالم وترسيخ أقدامهم على ارض فلسطين حتى إذا اطمئنوا لامتلاكهم القوة انسحبوا فجأة وهذا ماحصل!وبعد28عاما أي في عام 1948م وبعد أن أطمئن البريطانيون لقدرت قوات الهاجاناة الصهيونية التي كون الصهاينة في أوائل الانتداب وبرعايته قامة القوات البريطانية بتسليم معسكراتها بأسلحتها لهم وانسحبت هذه القوات فجأة! وفي سياق استخدام العدو للعقل فعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م أعلن الزعيم الصهيوني (دافيد بن غيريون) الوقوف مع دول الحلفاء ضد ألمانيا النازية!وأما العرب فقد انحازوا لألمانيا النازية! وأعلن ذلك أمين الحسيني وذهب إلى برلين وقابل الزعيم النازي (اودلوف هتلر) ما أعطى أبواق الدعية الصهيوني مبرر لبث وإلصاق التهم بالعرب لمناصرة النظام النازي! ثم حصل أن النظام الصهيوني في عام 1956م استطاع أن يستغل الأزمة بين مصر عبد الناصر وبين فرنساوبريطانيا في أزمة السويس فورط الأخيرتين بان أتحالف معاهم لما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر لتحقيق أطماعة التوسعية فاحتل الجيش الصهيوني صحراء سينا!غرانه تفاجأ بانتفاض الدب الروسي حين وجه مارشال الاتحاد السوفيتي (بالجانين) الإنذار الشهير بإنذار ولجانين!! لدول العدوان الثلاثي بالانسحاب وإلا!! ثم حين أراد العدو احتلال مزيد من الأرض العربية في عام 1967م كانت البلدان العربية تعيش حروب الثورات!وكان قوات النخبة من الجيش المصري في اليمن!ورغم ذلك وإمعانا بالمخادعة فقد كان زكريا محي الدين رئيس وزراء مصر ونائب رئيس الجمهورية مدعوا لزيارة أمريكا في يوم 6يونيو67فيما تم العدوان قبله بيوم واحد أي في يوم 5يونيوحزيران 1967م !! ثم في تسعينيات القرن الماضي والوطن العربي في أحسن أحوله ماجعل العدو الصهيوني يذهب للمفاوضات مع الطرف الفلسطيني كسبا للوقت حتى يجدون من ينفذ لهم أجندتهم لإدخال العالم العربي في أتون فتنا ودوامات من المشاكل وهذا ماتحقق لهم في هذه الأزمة التي أسمتها كلينتون الربيع العربي فإذا نتن ياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني يرد عليها في حالة صفاء ونشوة الانتصار قائلا (بل ربيعي أنا) وكيف لا يكون ربيعه والوطن العربي اليوم يعيش (خريف الغضب) مع الاعتذار للإستاد الكبير محمد حسنين هيكل لاستعارتي مسماه!وبالتالي يعيش الوطن العربي حالة من عدم الاستقراروالبعض ممن جعل إثارة الفتنة ديدنه وشغله الشاغل وقد أدمن على الجلوس في الشوارع غير آبه بكرامته التي كانت تأبا الجلوس في الشوارع ولا بآدميته التي فضله الله على الحيوانات بها لا لشئ ولكن لاستمرار الشحناء والبغضاء بين ابنا البلد الواحد!وبالتالي تقسيم البلاد على غرار ليبيا التي بدأو بها! وقد أحسن صنعا الجيش العربي المصري الذي انذر مدمني الجلوس في شوارع القاهرة بعدم الجلوس لتعطيل مصالح الناس ولم يستجيب الغوغاء فاستعمل الجيش القوة لتفريقهم!! والحال أن الدم العربي لازال ينزف منذ عاما ونيف والإمكانيات تهدر والاقتصاد العربي في الحضيض والوحدة الوطنية الداخلية لكل بلد عربي في أسوءا أحوالها بل وأصبحت تطرح مشاريع لتفتيت الأوطان إلى دويلات وكيانات صغيرة على أسس مقيتة مثلا طائفية ومذهبية وعرقية وقبلية! والعلاقات العربية في ما بينها تعيش أزمة عدا أوعدم الثقة غير مسبوقة! والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم هل كنا نحن العرب نستعمل العقل لحلول مشاكلنا أم العدو الصهيوني الذي يستعمل عقله ضدنا لنقوم نحن بدوره!! قال احد الفلاسفة من الناس من يفكر بالمخ ومنهم من يفكر بالنخاع ألشوكي!! (وأمجاد ياعرب أمجاد)