الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال.. شخصية سياسية رحلت عن العالم في ظروف غامضة، في 17نيسان 1993 وقيل وقتها إن وفاته طبيعية نتيجة لسكتة قلبية. لكن شهر حزيران الماضي كان على موعد مع فتح ملف القضية من جديد؛ عندما أعلن "مجلس ديوان المحاسبة" في الجمهورية التركية عن بدء التحقيق في ملابسات وفاة "أوزال"، بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية الحالي "عبد الله غل"، الذي تلقى طلبا من أفراد أسرة الرئيس الراحل في لقائه معهم. وتضمنت تلك التحقيقات استجواب شخصيات كانت مقربة من "أوزال"، إضافة إلى مسؤولين في الدولة شغلوا مناصب في تلك الفترة. ومنذ ذلك التاريخ، شهدت القضية تطورات متسارعة، حيث قررت النيابة العامة التركية بالعاصمة أنقرة إعادة فتح قبر "تورغوت أوزال" وإجراء فحوصات على رفاته، في إطار التحقيقات التي تجريها، للتأكد من الشبهات التي تحوم حول وفاته وأتت الفحوصات السمية لتكشف عن "وجود اربعة انواع مختلفة من السموم". فقد رصد الاطباء كميات من المبيد الحشري "دي.دي.تي" تزيد عشر مرات عن المعدل الطبيعي اضافة الى آثار كادميوم،وهو عنصر فلذي ثقيل، وبولونيوم وامريكيوم وهما مادتان مشعتان. فالمصادر الطبية رأت ان" اوزال يمكن ان يكون قد مات مسموماً وفق تقرير الطب الشرعي الذي سيقدم قريبا الى القضاء". ويبدو ان " الامريكيوم والبولونيوم اضعفا صحة الرئيس ليسرع مبيد ال"دي دي تي"، الذي دس له في الغذاء او الشراب، في الاجهاز عليه". يذكر ان " اوزال وهو كردي الاصل، توفي اثناء محاولته ايجاد تسوية تفاوضية للنزاع الكردي، الذي تسبب منذ 1984 في سقوط اكثر من 45 الف قتيل وفقا للجيش التركي".