رغم أن أوباما يسابق الزمن لاحتواء التهديد الإيراني ، إلا أن كفة نجاد تبدو الأرجح ، فبعد أيام من اعتراف طهران بامتلاك منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم ، أعلن الحرس الثوري الإيراني يوم السبت الموافق 27 سبتمبر / أيلول عن بدء مناورات عسكرية أطلق عليها اسم "الرسول الأعظم 4". صحيح أن إيران دأبت على إجراء مناورات منتظمة في مياه الخليج لتجربة صواريخها البعيدة والمتوسطة المدى وغيرها من الأسلحة ، إلا أن المناورات الأخيرة لها أهمية خاصة من حيث التوقيت ، فهى تأتي في وقت لم يتخلص فيه الغرب من صدمة المنشأة النووية الجديدة ، والأهم أنها تأتي بعد قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السابع عشر من سبتمبر وقف مشروع الدرع المضادة للصواريخ الذي أطلقه سلفه جورج بوش والذي كان يهدف لنشر منصات لاعتراض صواريخ بحلول العام 2013 في بولندا ومحطة للرادار في جمهورية التشيك المجاورة . بوش برر حينها المشروع بالتصدي لتهديدات صادرة عن إيران ، إلا أنه لم يأت بنتائج مثمرة بل إنه أغضب روسيا وهدد بإشعال حرب باردة جديدة ، ولذا لم يكن هناك من خيار سوى التراجع عن هذا المشروع ، وقرر أوباما استبداله بنظام صاروخي أكثر قدرة على الحركة يستخدم بشكل عام صواريخ معترضة يتم نشرها في البحر. وقبل أن يشرع أوباما في تنفيذ مشروعه الجديد ، فاجأته إيران بمناورات "الرسول الأعظم 4" التي ركزت على إطلاق صواريخ قصيرة المدى ، بجانب إطلاق صواريخ شهاب البعيدة المدى . وبالنظر إلى أن مشروع أوباما الجديد يقوم على أساس التصدي لتهديد الصواريخ الإيرانية القصيرة والمتوسطة المدى بدلا من خطر الصواريخ البعيدة المدى ، فإن طهران استبقته بضربة إجهاضية عبر تطوير صواريخ ذات مدى أقصر وبسرعة أكبر من المتوقع ، بجانب تطوير الصواريخ العابرة للقارات . وكان قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أعلن في 27 سبتمبر عن بدء مناورات أطلق عليها اسم "الرسول الأعظم 4" بهدف صيانة وتطوير قدرات القوات المسلحة الإيرانية ، بالإضافة إلى تقييم التطورات التقنية التي تحققت أخيرا في صواريخ أرض-أرض.
مخطط نتنياهو لضرب إيران يزداد صعوبة وأضاف سلامي أن إيران أطلقت خلال هذه المناورات ثلاثة صواريخ قصيرة المدى بجانب إطلاق صواريخ شهاب البعيدة المدى ، قائلا :" قمنا بإطلاق صواريخ زلزال وتوندار وفاتح-110 قصير المدى ، وصواريخ شهاب-1 وشهاب-2 متوسط المدى، وصواريخ شهاب البعيدة المدى" ، وكشف أيضا أن الحرس الثوري أجرى تجربة على "منصة صواريخ متعددة لأول مرة" ، إلا أنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وفي تأكيد على تطور قدرات إيران العسكرية ، قال سلامي :" المناورات الصاروخية مؤشر على إرادة إيران القوية للدفاع عن مبادئها وأهدافها ، لقد رفعنا مستوى دقة صواريخنا ، ونأمل أن تساهم هذه التجارب الصاروخية في قدراتنا الردعية والدفاعية ، إيران رفعت عدد الصواريخ ويمكنها احتواء نزاعات تستخدم فيها صواريخ بعيدة المدى". التصريحات السابقة تبعث برسالة واضحة لأمريكا وإسرائيل وهى أن أية مغامرة عسكرية ضد طهران لن تكون بالأمر السهل ، بل إن اعتراف إيران في رسالة بعثتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر بامتلاك منشأة نووية جديدة بجانب موقع التخصيب الأول في نتانز هو تطور يحمل من الجرأة والتحدي ما يجعل أوباما عاجزا عن فعل أي شيء لردع إيران فهى تثبت كل يوم أنها مصممة على المضي قدما في تطوير قدراتها العسكرية والنووية مهما كان الثمن.