باحث وكاتب صحفي سقطة جديدة من سقطات شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي تضاف إلى سجله الزاخر والمليء بمثل تلك السقطات والهفوات التي أساءت إلى مؤسسة دينية عريقة مثل الأزهر الشريف كان لها دورها وثقلها على مستوى العالم الإسلامي قبل أن يتولى أمرها ويديرها, وبعيداً عن قراره المثير الأخير المثير للجدل والذي يقضي بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد التابعة للأزهر الشريف.
لأن النقاب برأيه "عادة وليس عبادة", وما تتبعه ذلك القرار من انتقادات حادة وصلت إلى مطالبة البرلمانيين الإخوان, وبعض النشطاء بعزله لمنعه المعلمات المنتقبات أو الطالبات من دخول المعاهد الأزهرية.
وجاءت تلك الانتقادت بعد قيام شيخ الأزهر بنهر إحدى الطالبات الأزهريات بالصف الثاني الإعدادي ومطالبتها بخلع نقابها أثناء جولة تفقدية كان يقوم بها على المعاهد الأزهرية بمدينة نصر.
أقول: بعيداً عن قرار شيخ الأزهر المثير للجدل, وبعيداً عن الخوض في الرأي الشرعي في النقاب؛ أثار اهتمامي في تلك الواقعة ليس فقط رأي شيخ الأزهر في النقاب, ولكن طريقة وأسلوب تعامله مع الطفلة الصغيرة, فكيف بشيخ الأزهر المفترض أنه عالِم إسلامي جليل يدير أكبر مؤسسة إسلامية في العالم يتعامل مع طفلة صغيرة لم تتعدَ ربيعها الثالث عشر بهذا الجفاء وتلك الغلظة, فضلاً عن الكيل بكلمات لا تخرج من بعض الجهلاء فكيف تخرج من شخصية بحجم شيخ الأزهر، مثل "أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي", أو الاستهزاء بالطفلة بعد خلعها للنقاب قائلاً"" أمال لو كنت جميلة كنت عملت إيه؟؟!!"
ما فعله شيخ الأزهر مع هذه الطفلة البريئة يُعتبر جريمة في حق الطفولة والإنسانية جميعا، ووالله لو لو بدرت مثل هذه الكلمات في دول الغرب "الكافرة والملحدة" لتم محاسبة ومعاقبه هذا المسئول مهما كان منصبه.
فكلمات شيخ الأزهر لتلك الطفلة البريئة سبّبت لها إحراجاً وجرحاً غائراً سيظل يطاردها بقية حياتها, ولن يندمل أبداً, فقد سبب لها أزمة نفسية خطيرة قد تؤثر على مستقبلها وحياتها, فكلمات شيخ الأزهر الغير مسئولة طعنت الطفلة البريئة في أعز ما تفخر وتعتز به أية فتاة مثلها في مقتبل العمر، ثم ألم يكن من الأفضل لشيخ الأزهر أن يحاول إقناع تلك الطفلة بتروٍّ وبحكمة.
ألم يتذكر شيخ الأزهر في تلك اللحظة قول الله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل 125).
كما وجّه الله تعالى رسولنا, وهو كامل الأخلاق بالقول "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِيْ الأَمْرِ"(آل عمران:159)
لذلك نطالب والدي هذه الطفلة البريئة برفع دعوى قضائية أمام الجهات المختصة ضد شيخ الأزهر بتهمة معاداة وانتهاك حقوق الطفولة, كما نطالب جمعيات حقوق الطفل بمساعدة والدي الطفلة, ضد ذلك العمل المشين الذي لا يقبله ديننا الإسلامي الحنيف, كما لا تقبله اتفاقيات حقوق الطفل بالمؤسسات الدولية, والتي تشدّد على ضرورة عدم التمييز بين الأطفال بأي نوع من أنواع التمييز بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو لونه أو جنسه ........الخ.
فطريقة تعامل شيخ الأزهر مع تلك الطفلة تسيء للإسلام والمسلمين, ولمؤسسة لها تاريخها كمؤسسة الأزهر بعلمائها الإجلاء لذا يجب محاسبته على ذلك, حتى لو وصل الأمر إلى عزله من منصبه الذي لم يقدر مكانته وقدره بين الأمة الإسلامية, فقد كان بإمكانه النصح باللين والمنطق, ولكن ليس بهذه الطريقة المستفزة والمقيتة مع طفلة بريئة لم تتجاوز الثالثة عشر ربيعاً ربما لا تعرف الفارق بين الحجاب والنقاب!