أعلن أشهر كاتب صحفي يمني ساخر توقفه عن كتابة الأعمدة الصحفية التي تنشرها عدد من الصحف اليمنية ويحتفي بها الآلاف من القراء اليمنيين. ووجه الكاتب الساخر أحمد غراب مساء أمس الجمعة رسالة لقرائه ومتابعيه عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك قال فيها " لجميع القراء الأعزاء الذي تشرفت بمتابعتهم وقراءتهم لما اكتبه طوال سنوات ...اعلن لكم جميعا عن توقفي عن الكتابة في العمود اليومي وكذلك العمود الاسبوعي".
وبرر غراب توقفه عن الكتابة بعدم وجود اعلام خاص مستقل كصناعة اعلامية آمنة ومضمونة..وأن وسائل الاعلام الخاصة والمستقلة موجودة كمقاولة بعدها تاجر او حزب او سياسي او مسؤول وان هذا الاعلام لايمكن ان يكون آدمي او ينفع انسان طالما هو عاجز عن حماية حقوق العاملين فيه. وشبه غراب الذي يكتب لاكثر من خمس صحف يمنية أعمدة بعضها يومي والأخرى أسبوعية, شبه "الاعلام والصحف المستقلة في اليمن بالدكاكين المرهونة بقروض مقابل فوائد .. اصحابها يتعاملون معها كما يتعامل البنك الدولي مع الدول النامية وكذلك القائمين عليها يتعاملون مع الكتاب". لافتاً الى أن "واقع الصحافة في هذا البلد يرثى له الحال لأنها صحافة تابعة او مرهونة ". وقال الكاتب غراب "جربت معظم الصحف في هذا البلد مع الاسف الشديد لاتريد الا من حزبها,صحف منطقها منطق القبيلة.." مؤكداً أن الصحف اليمنية "لا تسوي عقود مع العاملين وتتعامل معهم بمنطق النخاسين - وأنها - لا تتعامل مع الكتاب بذوق مهني وفكري وقانوني وأن منطقها بيع وشراء ..صحف الم تكن معنا فأنت ضدنا". مبدياً أسفه لعدم وجود "احترام للصحافة كمهنة انسانية راقية". ووصف غراب المؤسسات الاعلامية الرسمية ب "علبة التونة المنتهية..مشيراً إلى أنه لم يعد هناك دولة ديمقراطية فيها مثل هذه المؤسسات .. حتى وزارة الاعلام لم تعد موجودة في قاموس الدول المتحضرة ". وطالب الكاتب الساخر أحمد غراب الحكومة اليمنية بالعمل على إيجاد "اعلام يمني مستقل كصناعة مهنية راقية ومضمونه فيها الحقوق لانك عندما تضمنها فأنت تجذر المهنية والمصداقية وتجعل من الاعلام كيان قوي مستقل لا يخضع لظروف الجوع ولا الاستبداد ولا البيروقراطية الحكومية ولا يتبع اي طرف".