هددت الحكومة التركية باستخدام القوات المسلحة لإنهاء الاضطرابات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع تقريبا نتيجة الاحتجاجات في مدينة اسطنبول وغيرها من المدن التركية. وقال بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة بثها التليفزيون الرسمي الإثنين، إن الحكومة سوف تستخدم" كل سلطاتها" و" القوات المسلحة التركية في المدن" في حالة الضرورة. وهذه أول مرة يهدد فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الإسلامية باستخدام الجيش ضد المتظاهرين. وتتسم قضية القوات المسلحة في السياسية بالحساسية لأن الجيش ينظر إليه على أنه حامي العلمانية في تركيا. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قال أمام مئات الآلاف من مؤيديه الأحد في إسطنبول إن "الإرهابيين" يتلاعبون ويستغلون المتظاهرين. ودعت نقابات العمال إلى إضراب احتجاجا على ما تصفه بقمع الشرطة للمتظاهرين، الذي شمل اعتقال قرابة 500 شخص. وتقول تقديرات مسؤولي المستشفيات إن 5 آلاف شخص أصيبوا وقتل 4 على الأقل في الاضطرابات. كانت الاحتجاجات قد بدأت يوم 28 من الشهر الماضي اعتراضا على خطة لتطوير متنزه غيزي في ميدان تقسيم وسط مدينة اسطنبول، غير أن المظاهرات تصاعدت لتتحول إلى احتجاجات ضد الحكومة في أنحاء تركيا بعد طريقة تعامل وصفت بأنها بالغة الصرامة من جانب السلطات. احتجاجات تركيا: دعوة لإضراب عام والمناوشات مستمرة بين المحتجين والشرطة دعا اثنان من أكبر اتحادات النقابات العمالية في تركيا إلى إضراب عام في شتى أنحاء البلاد احتجاجا على عنف الشرطة ضد المتظاهرين المناوئين لحكومة رئيس الوزراء طيب اردوغان. وطالب اتحاد نقابات العاملين في القطاع العام "كيه اي اي كيه" واتحاد نقابات العمال التقدمي " دي اي اس كيه" بوقف ما وصفوه ب"عنف الشرطة". وقالت نقابات تمثل الأطباء والمهندسين وأطباء الاسنان إنها ستشارك في الإضراب. وجاءت الدعوة في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين المحتجين والشرطة في اسطنبولوأنقرة وعدد مناطق أخرى في البلاد. "ديكتاتور" وكان رئيس الوزراء التركي قد دافع بشدة عن تدخل الشرطة بالقوة لفض اعتصام المتظاهرين من ميدان تقسيم وإخلاء متنزه غازي وسط اسطنبول. وقال ارودغان أمام حشد يقدر بعشرات الآلاف من أنصاره "نفذت العملية أمس وأخلي الميدان، لقد كان هذا واجبي كرئيس وزراء". ورفض اردوغان وصفه بأنه "ديكتاتور" مضيفا أن المظاهرات تلاعب بها "إرهابيون". كما وجه انتقادات لطريقة تغطية وسائل إعلام غربية للاحتجاجات قائلا "إذا كانت وسائل الإعلام الدولية ترغب في صورة لتركيا، فهذه هي الصورة". مصادمات مستمرة ويقول مراسل بي بي سي في اسطنبول كريس موريس إن أجزاءً من المدينة لا تزال تشهد تدفقا للمحتجين. وكانت الشرطة قد سدت كل الطرق المؤدية لميدان تقسيم ومتنزه غازي اللذين كانا مركزا للاحتجاجات طوال 18 يوما ولكن مصادمات وقعت في المناطق المحيطة بالميدان استخدمت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، حسبما أضاف المراسل. وذكرت وكالة رويترز أن مناوشات وقعت أيضا مساء الأحد في مناطق أخرى باسطنبول من بينها جسر جلاطة الذي يصل إلى حي السلطان أحمد التاريخي وحي نيسانتاسي الراقي. واعتقلت السلطات العشرات من المحتجين في اسطنبول إضافة إلى اعتقال 70 شخصا في أنقرة حسبما ذكرت وكالة دوغان التركية للأنباء. وأثارت طريقة تعامل الشرطة مع المحتجين على الخطة الحكومية مظاهرات عارمة لا تزال مستمرة منذ يوم 31 مايو/ أيار الماضي. ويتهم المتظاهرون حكومة اردوغان بالسلطوية المتزايدة ومحاولة فرض القيم الإسلامية التقليدية على الدولة التركية التي تأخذ بالنظام العلماني. وأدت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين إلى جرح نحو 5000 شخص، كما قتل أربعة أشخاص. BBC Arabic